تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اخر ما كتب حسن البنا



مروان خالد
25-04-2008, 11:19 PM
اخر ما كتب حسن البنا

في 8 ربيع الآخر سنة 1370 - 16 يناير سنة 1951 نشرت مجلة المباحث آخر رسالة من الإمام الشهيد حسن البنا إلي الإخوان المسلمين ورغم مضي ما يقرب من تسع وعشرين عاماً علي استشهاده ...... إلا أنك تحس وكأن ما في الرسالة من معان وقضايا وصايا هو وليد الأحداث التي تمر اليوم بالمنطقة العربية الإسلامية .... فسياسة الغرب الصليبي هي هي لم تتغير وإن تغيرت ملامحها وسياسة موسكو هي هي لم تتغير وإن غيرت طلاءها وظاهرها ... والعدو اليهودي ينشب أظفاره ومخالبه ولا يخفي أطماعه ونواياه .... ومن بين أبناء المنطقة من يوجه السلاح إلي الداخل بدلا من توجيهه إلي صدور العدو القادم من الخارج .... ولا غرو ففهم الإمام مستمد من القرآن والسنة الصالحين لكل زمان ..

قال الإمام الشهيد

أيها الأخوة الفضلاء :

أتقدم إليكم مهنئاً بما كتب الله لكم من توفيق وما أجراه علي أيديكم من خير ... وما اختصكم به من ثبات علي الحق مهما تقلبت الأحداث وطالت الأعوام كما أتقدم إليكم مذكراً بخصائص دعوتكم بين الدعوات وعظيم تبعتكم في هذه الأوقات فاذكروا أيها الإخوان أنكم الكتيبة المؤمنة التي انتهي إليها في هذا العصر المادي المظلم بالشهوات الأهواء المطامع واجب الدفاع عن كلمات الله ورسالاته والمحافظة علي أحكام شريعته وآياته ودعوته الإنسانية التائهة في بيداء الحيرة إلي الصراط المستقيم فأنتم بذلك تهتفون بأكرم دعوة وتنادون بأقدس منهاج .

أيها الأخوة الفضلاء :

إن العالم الآن تتجاذبه شيوعية روسيا وديموقراطية أمريكا . وهو بينهما مذبذب حائر لن يصل عن طريق إحداهما إلي ما يريد من استقرار وسلام ... وفي أيديكم أنتم قارورة الدواء من وحي السماء . فمن الواجب علينا أن نعلن هذه الحقيقة في وضوح ندعوا إلي منهاجنا الإسلامي في قوة ولن يضيرنا أن ليس لنا دولة ولا صولة فإن قوة الدعوات في ذاتها ثم في قلوب المؤمنين بها ثم في حاجة العالم إليها ثم في تأييد الله لها متي شاء أن تكون مظهر إرادته وأثر قدرته . وإن الأربعمائة مليون مسلم الذين تمتد مواطنهم من المحيط إلي المحيط لن يظلواً أبداً عبيد الاستعمار الذي ضرب عليهم في غفلة من الزمن وترادف المحن وتطورات الأوضاع العالمية . وإن كل شبر أرض فيه مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله هو جزء عزيز من وطننا : نطلب له الحرية والتخلص من نير الاستعمار الأجنبي الظالم ونكافح في سبيل ذلك بكل ما أوتينا من قوة وإن هذا الوطن - من حدود إندونيسيا شرقاً إلي حدود الدار البيضاء غرباً - يجب أن ينعم بالحرية والوحدة والسلام في ظل الروابط والنظم والأوضاع التي قررها القرآن الكريم وهداه إليها الإسلام دينه وعقيدته ونظامه وشريعته . ولق كان من حسن حظنا أن نشهد ذلك العصر الذي تقف فيه اليهودية العالمية متحدية الأمم العربية والإسلامية معتدية علي مقدساتنا بالحديد والنار .... وإننا لنقبل هذا التحدي معتقدين أن الله تبارك وتعالي قد ادخر لنا فضل مقاومة هذا العدوان والقضاء عليه .

أيها الأخوة الفضلاء :

إذا كان الكثير من ساسة الأمم العربية الإسلامية وقادتها من تلامذة المدرسة الاستعمارية قد أضاع علينا كل ما أتاحته الحرب الماضي - حرب 48 - من فرص ومناسبات لما طبعتهم عليه عوالم البيئة الاستعمارية التي عاشوا في ظلها من فقر في المواهب وخوف من الغاصب وفقدان للثقة بالنفس وبالله وبقوة الشعب وحرص علي الاستفادة والتزيد من الجاه والمال والمنصب وحقد وحسد واختلاف وتردد وإحجام عن أداء الواجب وفرار من الجهاد إلي إعطاء الدنية وإيثار أساليب الدعة والاستسلام فإن عليكم أنتم وقد استروحتم نسمات العزة من الإيمان بالله واستمددتم أرفع معاني القوة من تأييده ونصره أن تتداركوا ما فات وأن تصلحوا ما أفسد الباشوات والخواجات . والله معكم وهو لأعدائكم بالمرصاد . ومهزوم من يحارب الله ويغالب القدر ....

{ والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }

إن الله ميزكم بالانتساب إلي الدعوة فاحرصوا علي التميز بآدابها وشعائرها بين الناس وأصلحوا سرائركم وأحسنوا أعمالكم واستقيموا علي أمر الله وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وتوجهوا بالنصيحة في رفق ولين إلي الناس أجمعين واستعدوا للبذل والاحتمال والجهاد بالنفس والمال وأكثروا من تلاوة القرآن وحافظوا علي الصلوات في الجماعات واعملوا لوجه الله تعالي مخلصين له الدين حنفاء وانتظروا بعد ذلك تأييد الله وتوفيقه ونصره

{ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } .

وإن أخص ما أوصيكم به بهذه المناسبة أن يكون شعارنا النظافة : في الضمير والتفكير وفي اللسان وفي السير وفي الثوب وفي البدن وفي المطعم والمشرب والمظهر والمسكن والتعامل والمسلك والقول والعمل ... وإن مما أوصي به الرسول عليه الصلاة والسلام أمته (( تنظفوا حتى تكونوا كالشامة بين الأمم )) .

وما أجملها إشارة وأرقها عبارة أن يكون أول فقهنا في العبادات الطهارة ..... وفي الحديث الصحيح : (( مفتاح الجنة الصلاة ومفتاح الصلاة الطهور ))

وصدق الله العظيم

{ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين }

رونق الحياة
27-04-2008, 09:20 PM
الف شكر
وجزاك الله خيرا
ولاتحرمنا من جديدك
تحياتي