المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدر يعرض الهدنة ويطلب من أنصاره الانسحاب والمالكي يرفض وقف القتال في البصرة وبغداد



عراقي هواي وميزة فينا الهوى
31-03-2008, 09:43 AM
الصدر يعرض الهدنة ويطلب من أنصاره الانسحاب والمالكي يرفض وقف القتال في البصرة وبغداد
18 عشيرة تناشد الزعماء العرب في قمة دمشق بفك الحصار عن جنوب العراق وإنقاذ أهالي البصرة



تراجعت حدة الاشتباكات امس بين القوات الحكومية التي يقودها رئيس الوزراء نوري المالكي وجيش المهدي في بغداد والبصرة بعد ان طلب متقدي الصدر زعيم التيار الصدري من انصاره الانسحاب من الشوارع بعد تدخل قوات خاصة امريكية ووحدات بريطانية لدعم قوات المالكي. في حين وردت انباء متضاربة عن الاقتتال الدائر بين الجانبين في الكوت والناصرية والديوانية. وطالبت 18 عشيرة عربية الرئيس السوري بشار الاسد والزعماء العرب في قمة دمشق وامين عام الجامعة العربية عمرو موسي بالضغط علي الحكومة العراقية لفك الحصار عن الجنوب وانقاذ اهالي البصرة. ووصف مقتدي الصدر الحكومة العراقية التي يرأسها المالكي بأنها حكومة دكتاتورية داعيا اياها الي التقرب من الشعب عن طريق توفير الخدمات وتنفيذ مشروعات للاعمار. ودعا جيش المهدي الي الابتعاد عن الشوارع والكف عن قتال القوات الحكومية في البصرة وغيرها من مدن الجنوب. لكن المالكي الذي يقود القوات الحكومية من البصرة رد علي اوامر الصدر بالطلب من قواته استمرار العملية العسكرية التي تقوم بها منذ ستة ايام في البصرة وبغداد ومحافظات الديوانية والكوت والعمارة والحلة وكربلاء بالرغم من دعوة الصدر اتباعه لوقف القتال.
وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ لرويترز ان العملية لن تتوقف الي ان تحقق أهدافها وهي لا تستهدف الصدريين بل المجرمين. وقال الصدر في بيان يحمل توقيعه وزع من مكتبه الرئيس في النجف علي الصحفيين انه يدعو الي "إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات انطلاقا من موقع المسؤولية الشرعية وحفاظا علي الدم العراقي العزيز وحفاظا علي سمعة الشعب العراقي ووحدته.. ولكي نطفئ نار الفتنة التي يريد المحتل واتباعه اشاعتها بين الاخوة من شعبنا العراقي." واضاف الصدر في بيانه "نعلن البراءة من كل من يحمل السلاح ويستهدف الاجهزة والمؤسسات الحكومية والخدمية ومكاتب الاحزاب." لكن الصدر قال في بيانه " نؤكد عدم امتلاك التيار الصدري للاسلحة الثقيلة." وطالب الصدر الحكومة العراقية "بوقف المداهمات والاعتقالات العشوائية غير القانونية.. ومطالبة الحكومة بتطبيق قانون العفو العام واطلاق سراح جميع المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم وخاصة من معتقلي التيار الصدري." ودعا الصدر اتباعه الي "التعاون مع الاجهزة الامنية الحكومية وتحقيق الامن وادانة مرتكبي الجرائم وفق الطرق القانونية." من جانبهم قال شهود ان القوات البريطانية اقتربت من البصرة امس ولكن الميجر توم هولواي قال انهم ليس لديهم نية بعد لاستعادة السيطرة علي المدينة والتي تشهد حملة أمنية للقوات الحكومية ضد مقاتلين شيعة. وقال شهود ان القوات البريطانية التي كانت تستقل ما بين ثماني الي عشر عربات مدرعة أقامت نقطة تفتيش عند جسر الزبير جنوبي المدينة وانها تفتش السيارت المتجهة الي البصرة. وأكد متحدث باسم الجيش البريطاني تحرك وحدات بريطانية صوب المدينة لدعم القوات العراقية هناك. وأضاف هولواي في مكالمة هاتفية "انها قريبة من المدينة أكثر من الأيام القليلة الماضية وهذا من أجل الدعم المباشر لأي عملية عراقية... انهم ليسوا داخل المدينة." وأكد الجيش الأمريكي أن لديه قوات خاصة تعمل الي جانب القوات العراقية فيما بدأ كعملية بقيادة عراقية. ونفذ الطيران الأمريكي ضربات جوية لدعم القوات العراقية. وقال هولواي ان القوات البريطانية أطلقت قذائف مدفعية دعما للقوات البرية العراقية للمرة الأولي منذ اندلاع القتال الثلاثاء. ومن جانبها أكدت الولايات المتحدة امس أن وحدات من القوات الخاصة الأمريكية تعمل الي جانب القوات الحكومية العراقية في البصرة و مايزال حظر التجوال ساريا في بغداد والبصرة مع دخول المواجهات يومها السادس مع الاعلان عن مفاوضات بين الطرفين "تسير بالاتجاه الصحيح" لحل الازمة. وقال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث باسم مكتب الصدر في النجف ان "محادثات تجري بين وفد حكومي والهيئة السياسية للتيار تسير بالاتجاه الصحيح لانهاء الازمة".
واوضح ان "الوفد الذي يرأسه اللواء حسين الاسدي، من وزارة الامن الوطني، اجري السبت محادثات استمرت ساعات مع التيار الصدري".
ولم يتطرق العبيدي الي تفاصيل اللقاء. وفي بغداد، اقفرت الشوارع لليوم الثالث علي التوالي بعد تمديد منع التجول التام المفروض منذ الخميس بسبب المواجهات العنيفة بين مليشيا جيش المهدي الشيعية والقوات العراقية النظامية.
وكان يفترض ان يرفع منع التجوال الذي يشمل الآليات والمشاة عند الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي من يوم الاحد، لكن القيادة العسكرية قررت مساء السبت تمديده لفترة غير محددة. وقتل حوالي 260 شخصا في المعارك التي اندلعت في مدينة البصرة وامتدت الي مدن اخري في الجنوب وبغداد، حسب حصيلة اعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الي ارقام الاجهزة الامنية. في وقت قالت تقارير ان عدد القتلي تجاوز 500 وان هناك 5000 مصاب
و بدأ المدنيون العراقيون العالقون في فخ خطر المعارك وندرة الكهرباء وشح المياه يشعرون بالخوف من نقص المواد التموينية، مع دخول المواجهات يومها السادس في العراق. وقال سكان في مدينة الثورة معقل جيش المهدي ، ان الاوضاع المعيشية تشهد مزيدا من التدهور السريع. وينطبق الامر ذاته علي البصرة المنفذ البحري الوحيد ورئة العراق الاقتصادية.
ويقول رياض الربيعي من سكان مدينة الثورة "قطعت المياه والكهرباء، والمواد التموينية باتت في حدها الادني".
وخلت المفاصل الرئيسة للطرق من المارة في الضاحية الشاسعة حيث يسكن اقل من مليوني نسمة ولا يتنقل السكان الا للضرورات القصوي.
ويضيف الربيعي ان "المحلات التجارية مغلقة ولم يعد هناك كثير من المواد الغذائية" في مدينة الصدر حيث قتل 75 شخصا واصيب المئات في الاشتباكات التي اندلعت ظهر الثلاثاء الماضي.
وتوقفت الخدمات الحكومية التي تؤمنها قائممقاميتان في مدينة الثورة (الصدر) وكذلك في البصرة البالغ عدد سكانها حوالي مليون ونصف المليون نسمة.
ويؤكد الربيعي ان "المستشفيات تغص بالجرحي والمصابين والجيش الامريكي يمنع سيارات الاسعاف من دخول المنطقة".
وقد عبرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) واللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمة الدولية للهجرة الجمعة عن القلق حيال تدهور الاوضاع في العراق بعد العمليات العسكرية الاخيرة.
وقالت متحدثة باسم الصليب الاحمر في جنيف "لم يكن السكان يتوقعون ذلك. لدينا مواد تموينية كافية الا ان المشكلة الرئيسة تكمن في كيفية توزيعها علي السكان".
كما اشارت الي استهداف قوافل الادوية وسيارات الاسعاف بالاعتداءات.
ووجه الصليب الاحمر نداء الي "كل اطراف النزاع من اجل حماية المدنيين من اي عمل عنفي وضمان حصولهم علي الخدمات الصحية".