الله يساعدكم اخوان ...لاشك ان المتبحر في الدين الاسلامي يجد ان فيه خطين واضحين الاول هو الخط الذي يوجه المسلم الى الطريقة التي يرسم من خلالها علاقته مع الخالق من خلال الصوم والصلاة وغيرها .. وقد اطلق الفقهاء على هذا الجانب اسم العبادات وهي باعتقادي ثوابت لاتتغير بتغير الازمان والمجتمعات فالصيام هو هو لم يتغير كمبدأ منذ الازل ... اما الخط الثاني وهو الخط الذي يبين للناس طريقة التعامل مع بعضهم البعض وقد اطلق الفقهاء على هذا الخط اسم المعاملات ... والمعاملات هنا تخضع للأجتهادات كل حسب رؤيته للأمر وحسب حاجات المجتمع والتغيرات والتطورات وان كان في ذلك نص قرآني ... فاننا يجب ان ننظر للدين من منظار انه وجد لخدمة الناس وليس العكس بمعنى ان جميع التشريعات السماوية ماهية الا وسيلة لخدمة البشرية وليس البشر قد وجدوا لخدمة الشريعة ... ومن هذا المنطلق نجد ان الاجتهادات في النص القرآني وجدت منذ ايام الخلفاء الراشدين الذين تعاملوا مع النص القرآني بشكل رائع جدا وبفهم كبير للشرعة الاسلامية ومن منطلق الفصل بين شقي الشريعة ( العبادات والمعاملات ) فلو تم دمج هذين الشقين والتعامل مع الامر بمنظور واحد واخضاعها لقواعد واحدة فان جانب المعاملات سيأخذ نفس قدسية جانب العبادات وسيأخذ صفة ثابتة غير قابلة للتغيير وبالتالي فان اي اجتهاد في امر من امور الدنيا سيدخل في مدخل المحظور ... وربما خير مثال على ذلك عمر ابن الخطاب الذي رفع حد قطع يد السارق في عام المجاعة على سبيل المثال على الرغم من وجود نص قرآني في ذلك ... واليوم نجد ان هذا الاجتهاد في النص من ناحية المعاملات قد طبق في دساتير وقوانين معظم الدول الاسلامية فاننا لانجد اليوم في معظم الدول الاسلامية ظاهرة رجم الزاني والزانية على سبيل المثال او نجد مختلف العقوبات الجسدية ...
خلاصة القول يا اخوان ان من المهم جدا والضروري فهم عقيدتنا الاسلامية وفهم الغاية التي جاءت اليها وعدم خلط الاوراق وبالتالي تضيع ليست فقط مباديء الحب والسماحة التي بعث بها محمد ( ص ) بل سنضيع كلنا عند ذلك .
تحياتي للجميع .

كلام سليم
جزاك الله خيرا اخي
ننتظر جديدك