المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساعد الجابي باصغر نقد كافي



عراقي هواي وميزة فينا الهوى
18-01-2008, 04:13 PM
ساعد الجابي باصغر نقد كافي

اعتدنا في هذه الايام أن نضع ورقة نقدية من فئة معقولة في جواز السفر عندما نقدمه لضابط الحدود في معظم البلدان العربية. يراه الضابط فيبش ويبتسم ويختم على الجواز فورا بالمرور، ويفتح لنا الباب مرحبا بنا الى بلده المزدهر بالديمقراطية والحرية. وهذا ما لم أفعله جهلا مني، عندما كنت مارا من سورية قبل سنين، فاحتجزوني عند الحدود لثلاث ساعات. وفاتني موعد سفري في الطائرة.
لهذا الاسلوب الحضاري تاريخ طويل. روى لي والدي رحمه الله ان تاجرا يهوديا في العهد العثماني تخاصم مع تاجر مسلم وتفل (بصق) في وجهه. فشكاه هذا الى القاضي قائلا إن هذا اليهودي تفل في وجهه، وهو مسلم وعليه نور محمد، ومن تفل في وجه مواطن مسلم فكمن حاول ان يطفئ نور الاسلام. سمع اليهودي بكل هذا الكلام فارتعد مذعورا في قلق كبير وشعر بندم شديد على سوء فعله، وهو ما لا يشعر به اليهود قط في اسرائيل الآن عما يفعلون. حضر الى ديوان المحكمة فسأله القاضي: هل تفلت في وجه هذا الرجل المسلم؟ فأجابه قائلا: نعم يا حضرة القاضي، تفلت بوجهه. صرخ به القاضي بعصبية: كيف؟ ألا تعرف انه مسلم وعلى وجهه نور محمد ومن يتفل في وجه مسلم فكمن يريد ان يطفئ نور الاسلام؟ أجابه التاجر اليهودي قائلا: يا حضرة القاضي، انا عندي فرمان من جلالة السلطان يعطيني الحق في ان اتفل بوجه أي واحد يعجبني او لا يعجبني. فقال القاضي: عجيب! اين ذلك الفرمان؟ قدمه للمحكمة لنراه.
تقدم التاجر اليهودي وقدم ملفا للقاضي. فتحه هذا فرأى فيه ورقة نقدية بعشر ليرات. فحصها بيده جيدا ودقق في توقيع السلطان عليها. ثم التفت الى المشتكي وقال: إي ابني. هذا صحيح. اليهودي هذا عنده فرمان يعطيه الحق في ان يتفل في وجهك وفي وجهي بل وفي وجه السلطان نفسه. دعواك مردودة وتغلق القضية.
وكما قلت، لدس الاوراق النقدية بين الوثائق والمطبوعات تاريخ حافل بالمواعظ والعبر شرقا وغربا. فمن ذلك ايضا ما جرى في فرنسا في العهد الملكي. ففي حفل عامر، قدم الملك لويس الثامن عشر هدية الى محظيته الحسناء الكونتيسة دو كايلا. وكانت الهدية نسخة ثمينة من الكتاب المقدس، مجلدة ومذهبة. قال لها: في هذا الكتاب العظيم ثروة لمن يحسن بها. استفيدي منها فهي تحل كل مشاكل حياتك وتعينك على تخطي اي مصاعب تواجهينها. صفق الحاضرون استحسانا وهيبة.
حملت عشيقة الملك نسخة الكتاب المقدس وعادت بها الى بيتها. فتحته فوجدت فيه رزمة سمينة من الاوراق النقدية من فئة الألف فرنك. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فتذكرت ايام زمان كانت وسائط النقل في بغداد باصات انكليزيه حمراء طابق واحد وطابقين منو نوع اي سي ومكتوب في داخلها لافتات
ساعد الجابي باصغر نقد كافي
وها اني اعيده من جديد لكل موظفي الدولة ممن يتعاملون بطريقة
ادفع تدفع
ان يساعدون البسطاء باصغر نقد كافي وليس اوراق عديدة بل ليكتفوا باصغر نقد كافي
لان السعر الرخيص يجلب الزبائن وكثرة الزبائن تجمع