المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا شهادة المرأة نصف شهادة الرجل



ابو تمار النجفي
16-01-2008, 11:07 AM
قال تعالى :{ ... واستشهدوا رجلين من رجالكم فإن لم يكونا رجُلين فرجلوامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكرإحداهما الأخرى ... } . ( البقرة :282 ).
والشبهة أثارها بعض أعداء الإسلام , ورددها بعض المنتسبين إليه , أو ألفها المستشرقون , وكررها المستغربون , يقولون : الإسلام ظلم المرأة لما جعلها نصف الرجل في أمور, منها "الشهادة " فجعل شهادة المرأتين كشهادة الرجل .
ونسارع بالرد ونقول : نعم , إن الإسلام فرق بين الرجل والمرأة في الشهادة .

ولكن يجب أن يُعلم أن الإسلام لا يعتد بشهادة المرأة مطلقا في بعض الأمور الخطيرة كالشهادة في حادث يوجب حد كحد الزنا مثلا , لما في ذلك من صون للمرأة والمحافظة عليها .

وفي المقابل يُعتد بشهادة النساء وحدهن في الشئون النسوية الخاصة التي لا يعرفها غير النساء وتقبل شهادة المرأة الواحدة بذلك , في نفس الوقت الذي ترد فيه شهادة الكثيرمن الرجال . وجعل شهادة المرأتين - فيما عدا هذا وذاك - معادلة لشهادة رجل واحد على شرط أن يشهد معهما رجل بما شهدتا به , فلماذا ؟

يرجع السبب في ذلك إلى ماركبه الله في طبيعة المرأة , فقد أقتضت حكمته البالغة أن تكون ناحية العاطفة في المرأة مرهفة , وأن يكون وجدانها أقوى مظاهر حياتها النفسية , حتى يتاح لها أن تؤدي أهم وظيفة من وظائفها , وهي وظيفة الحضانة والأمومة على خير وجه , فلا يخفى أن هذه الوظيفة تحتاج إلى عاطفة مرهفة ووجدان رقيق وحنان رحيم أكثر مما تحتاج إلى التفكير والإدراك والتأمل , فليس إذا عيباً في المرأة أن تكون عاطفتها أقوى من تفكيرها , بل إن ذلك من صفات كمالها وكمال أنوثتها وأمومتها , وقوة ناحية الوجدان لدى المرأة تجعل عاطفتها تطغى أحيانا على ماوصل إلى إدراكها وتمتزج بعناصره , فتشكل صورة أخرى وتغير كثيرا من حقيقته من حيث لا يشعرن بذلك ..

فاقتضت العدالة أن يُتخذ شيء من الأحتياط حيال شهادتها - صونا لها ومحافظة عليها - فاستبعدت شهادتها في الأمور المؤدية إلى نتائج خطيرة كالشهادة على الزنا , وقد بنى الاطمئنان النسبي إلى شهادة المرأتين واعتبارها كشهادة رجل وبني هذا على أساس نفسي سليم , وذلك أن يندر أن يكون الأتجاه العاطفي الذي سيطر على إحداهما فأبعد شهادتها عن الواقع هو الاتجاه نفسة الذي تسلط على الأخرى , فتصلح كلتاهما في شهادة الأخرى من زيف غير مقصود , وتذكر كلتاهما الأخرى بحقيقة ماضلت فيه وما حرفته عاطفتها عن موضعه , وهذا هو الذي أشار إليه القرآن الكريم , مبينأُ هذا الحكم والسبب القائم عليه في عبارة موجزة بليغة { واستشهدوا رجلين من رجالكم فإن لم يكونا رجُلين فرجلوامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكرإحداهما الأخرى } .

فقوله تعالى { أن تضل } له تفسيران : تضل بمعنى تنسى وقد بينه مفهوم المخالفة { فتذكر إحداهما الأخرى } . وإما بمعنى الضلال الذي هو ضد الهدى , ومثله على المعنى الأول : على نحو ما أشارت من قوة عاطفة المرأة ووجدانها , ولاهتمامها بوظيفتها الأساسية التي ميدانها البيت - وليست الحياة الصاخبة - بما تقوم به من أمور وتربية ورعاية لجانب خطير في المجتمع الإنساني , فلهذا ولغيره هي كثيرا ما تنسى , والإنسان - عموماً - ينسى , لكن النسيان يكثر في النساء عن الرجال , وذلك راجع إلى ما ركبه الله في طبيعة المرأة . فإذا نسيت إحداهما ذكرتها الأخرى : فكان ذلك صوناً للمرأة , وضماناً في صدق الشهدة .

وأما صورته على المعنى الثاني : لما كانت المرأة بطبيعتها العاطفية المتدفقة السريعة الانفعال مظنة أن تتأثر بملابسات القضية " فتضل " عن الحقيقة روعي أن تكون معها امرأة أخرى فتذكرها , فقد يكون المشهود له أو عليه امرأة جميلة تثير غيرة الشاهدة !!. أو يكون فتىً أو شاباً وسيماً يثير كوامن الغريزة , فتغير شهادتها تصنع معروفا تنتظر مكافأته , أو تكون الشاهدة أماً , والمشهود عليه شاباً في سن أبنها !! فتتحرك عاطفة الأمومة عندها إلى آخر هذه العواطف التي تدفع إلى الضلال بوعي أو بغير وعي .

ولكن من النادر جدا حين تحضر امرأتان في مجال واحد , أن يتفقا على تزييف واحد دون أن تكشف إحداهما خبايا الأخرى , فتظهر الحقيقة !!

وبعد بيان معنى الآية بقي أن نسأل أنفسنا : هل في هذه الحالة تعتبر شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد دليل على أن المرأة تساوي نصف الرجل كما زعموا ؟!! أم أن الإسلام أراد أن يحافظ عليها , وأرادها لوظيفتها, أراد صرفها إلى ما خلقت له , وإلى مايناسب خصائصها العتيدة , ومهامها العظيمة , فليس من شأن المرأة الاشتغال بالمعاملات المالية ونحوها من المعاوضات , ومن هنا تكون ذاكرتها فيها ضعيفة , ولا تكون كذلك في الأمور المنزلية
التي هي شغلها فإنها فيها أقوى ذاكرة من الرجل , ومن طبع البشر عامة أن يقوى تذكرهم للأمور التي تهمهم ويمارسونها ويكثر اشتغالهم بها . كما أنه إجراء روعي فيه توفير كل الضمانات في الشهاده , سواء كانت الشهادة لصالح المتهم أو ضده , فالله أكبر, ما أعظم الأسلام وما أجمله لمن فقهه وفهمه .
والحمد لله رب العالمين .

أم ضي
17-01-2008, 10:49 AM
السلام عليكم

أخي الفاضل مووضوع في غاية الأهميه
وأحب أن أضيف :

لقد جاء في فلسفة الأحكام
أن المرأءه استبعدت عن المراكز المحوريه التي تحتاج الى جهد وتعب نفسي وعقلي وجسدي
كالقضاء والمرجعيه وأمامة الجماعه للرجال
لما في هذه الأمور من مشاكل وأزعاجات لم تخلق المرأه لها
وفي مضمون كلامي هو

( أن المرأءه أذا تركت شئون الرجال يكون أهدأ لبالها وأدوم لجمالها )

هذا من جانب أما من جانب أخر
فأن المرأه لها تكوين بايلوجي يتأثر جدا بالعواطف والمشاعر
الأمر الذي يؤدي الى أثار سلبيه متعدده
منها الأستعجال في الحكم على الأشياء .......الخ


أخي الفاضل تقبل ردي البسيط مع خالص التحايا

ابو تمار النجفي
18-01-2008, 05:54 AM
الف شكر لكي أختي العزيزة لمرورك نورتي الموضوع
:66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6)::66 (6):