بنت عمر
15-01-2008, 11:42 AM
السحر منتوجاً دينياً !
في البدء اود الاشارة الى ان اعمال السحر يسعى لها الفقير والغني على حد سواء وتستقطب غرف الدجالين يوميا الاف الناس، بل وتستقطب كذلك الرؤساء والامراء، والملوك، ويكاد يتساوى جميع البلدان المتخلفة منها والمتطورة في كثرة السحرة وكثرة التابعين
لهم. والعلة لا تكمن في كثرتهم والحاجة الملحة لبعض النيرين في محاربة مثل هكذا ظواهر، ولكن العلة الحقيقية هي التصاق شريحة واسعة من الناس بهؤلاء وبحثهم الدائم عمن يتصورونه المنقذ، والمخلص لاوجاعهم وحاجاتهم، فقيمة الاعتراف بحجر يجلب الحظ او الرزق، هي قيمة من يعترف به ويسعى اليه، رغم ان الساعي لا يستطيع الافصاح -دائما- او الاعتراف علنا، فهو قد يروج في داخله او مع اخصائه لهذه الافكار، فالثقافة المشروطة لا تلغي هذه القيمة فقد يكون المثقف ثقف نفسه بما يسمى بعلم من هذه العلوم، او التي يعتبرها مرجعا علميا له كعلم الباراسايكولوجي وعلم الارقام والفلك، عند ذاك يكون ليس فقط من الباحثين عن الدجل بل من المروجين له والمعلمين، والسحر لا يقاس ببلد من دون اخر، فيكاد كل بلد يحمل نفس نصيب الاخر ولا ينعكس التطور او التخلف المتباين بين البلدان في قبول او رفض هذه الافكار فالامر ليس حديث الساعة، بل هو حديث تناولته مقدسات الكتب وجهابذة العلم ولم ينكره احد منهم، ما دفع البعض الى تقمص دور المنقذ في كثير من الاحيان وداعب حاجة الناس في كل بلد من البلدان حسب طبيعة الجنس والنوع، فالبعض تقمص دور الدجال الى درجة جذب اليه حتى الرؤساء والامراء والملوك، متخذا من قنوات (الدعارة السحرية) منبرا له ضاربا بكل العلوم عرض الحائط، فهو لا يعترف بطبيب او عالم او حتى زميل له في نفس مهنة الدجل والشعوذة، لما يتحول بأذنه (وباذنه فقط) المرض الى الصحة، والجنون الى العقل، والفقر الى الغنى. كل السحرة يتخذون من دياناتهم منطلقا لهم معتمدين على ما جاء به المقدس من ايات تناولت فكرة السحر وكيفية الابتعاد عنه، والسحر الابيض والاسود، وضرورة تعلمه، وعدم استخدامه فلم يكن موسى ساحرا، بل عرض له السحر لما كان الجهلة من ابناء قومه في ذلك الوقت يباهون الناس ويتحدونهم، فموسى كشف فشلهم وكذبهم وقد تحول الامر بعد موسى الى الاعتراف بالسحر بانه مادة دينية وهي حاجة مهمة استخدمها موسى ليضاهي بها السحرة، رغم انه لم يكن يعلم بما سيحصل بعد ان يلقي بعصاه (مادة السحر) وكانت الغاية هي كشفهم واقر السحرة ان معلمهم الجديد هو موسى لما جاء به من سحر جديد، وكان بعض من التف حول موسى لم يبتغ التقرب الى الله بقدر تقربه من اجل ان يتعلم ذلك النوع من السحر، فرحبوا بموسى ساحرا لا نبيا. اكثر المنتفعين من هذه الافكار هم الطارئون لما يملكونه من دليل (برأيهم) لاستخدامهم السحر، وبما ان رجل الدين لا يسأل عما يفعل في اكثر الاحيان، وهو كذلك يملك الدليل ولا يستطيع الا ان يثبت السحر ويقره، لذا فقد ذهب كثير من الناس عند قبولهم بفكرة السحر كجزء من دينهم، بل ممن اجتمعت عليه اغلب الاديان (والتي نادرا ما تجتمع) فقد اجتمعوا على ان هذه الفكرة تاريخية، معترف بها بالقران والسنة بالنسبة للمسلمين، وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا المجال كتب في مقدماتها ما يكتب دائما في مقدمات الكتب الاسلامية، ولم يستطع سوى البعض في التصريح خجلا بنكران ما جاء به الساحر مع اعترافه بانه مقر وموجود وبان هناك جنوداً لا يرون هم من يسير احوال الرعية. وهذا كما اسلفنا كاف لان يتبع السحرة، فالناس تقر جميعا بان بعض السحرة كاذبون ولكنهم في ذات الوقت يعترفون بان منهم الصالحين، من كشف عنه الغطاء، ومن يرى بعين الله. من هنا لا بد لنا من الاعتراف بامرين: الاول: ان السحر مادة دينية بحتة لم يتناولها غير المتدينين او على الاقل غير المحسوبين على الدين، لما استدل به الجميع وجعلوه دليلا لافعالهم. والثاني: الالتصاق الفطري للافكار الغيبية كالتصاق المخلوق في رغبة اثبات الخالق، وليس الترويج لافعال السحر هو ما دفع الناس الى التمسك بهذه الافكار ولكن كثرة الناس التي تؤمن بمترجم الغيب، وهذه الكثرة هي التي اجبرت ودفعت بعض الدجالين لفتح قنوات فضائية تروج من خلالها المادة السحرية، فلولا الفائدة التي يحصل عليها مدير القناة وممولها من خلال الاتصالات ومن خلال استقطاب العقول التي دائما ما تحتاج في نظرها الى المنجم والساحر في الرزق، والزواج، وكرسي الحكم، وحتى الحرب والسلام، وبقية الامور الاجتماعية والسياسية، لما استطاع هؤلاء من الاستمرار في هكذا افعال فماذا تقول بعد ان سمعنا عشية اغتيال المعارضة البارزة بنظير بوتو بأنها ذهبت الى المنجم ونصحها بالبقاء وعدم الذهاب الى باكستان لانها سوف تغتال، بالتأكيد سيكون لذلك المنجم عظيم الشأن وسيكون له من الشهرة نصيب كبير بعد ان حدث ما توقع.
:77 (9):
http://www.alsabaah.com/temp/kaadesign/pictures/side/line.gif
:77 (9): (http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=38315)
http://www.alsabaah.com/temp/kaadesign/pictures/side/line.gif
في البدء اود الاشارة الى ان اعمال السحر يسعى لها الفقير والغني على حد سواء وتستقطب غرف الدجالين يوميا الاف الناس، بل وتستقطب كذلك الرؤساء والامراء، والملوك، ويكاد يتساوى جميع البلدان المتخلفة منها والمتطورة في كثرة السحرة وكثرة التابعين
لهم. والعلة لا تكمن في كثرتهم والحاجة الملحة لبعض النيرين في محاربة مثل هكذا ظواهر، ولكن العلة الحقيقية هي التصاق شريحة واسعة من الناس بهؤلاء وبحثهم الدائم عمن يتصورونه المنقذ، والمخلص لاوجاعهم وحاجاتهم، فقيمة الاعتراف بحجر يجلب الحظ او الرزق، هي قيمة من يعترف به ويسعى اليه، رغم ان الساعي لا يستطيع الافصاح -دائما- او الاعتراف علنا، فهو قد يروج في داخله او مع اخصائه لهذه الافكار، فالثقافة المشروطة لا تلغي هذه القيمة فقد يكون المثقف ثقف نفسه بما يسمى بعلم من هذه العلوم، او التي يعتبرها مرجعا علميا له كعلم الباراسايكولوجي وعلم الارقام والفلك، عند ذاك يكون ليس فقط من الباحثين عن الدجل بل من المروجين له والمعلمين، والسحر لا يقاس ببلد من دون اخر، فيكاد كل بلد يحمل نفس نصيب الاخر ولا ينعكس التطور او التخلف المتباين بين البلدان في قبول او رفض هذه الافكار فالامر ليس حديث الساعة، بل هو حديث تناولته مقدسات الكتب وجهابذة العلم ولم ينكره احد منهم، ما دفع البعض الى تقمص دور المنقذ في كثير من الاحيان وداعب حاجة الناس في كل بلد من البلدان حسب طبيعة الجنس والنوع، فالبعض تقمص دور الدجال الى درجة جذب اليه حتى الرؤساء والامراء والملوك، متخذا من قنوات (الدعارة السحرية) منبرا له ضاربا بكل العلوم عرض الحائط، فهو لا يعترف بطبيب او عالم او حتى زميل له في نفس مهنة الدجل والشعوذة، لما يتحول بأذنه (وباذنه فقط) المرض الى الصحة، والجنون الى العقل، والفقر الى الغنى. كل السحرة يتخذون من دياناتهم منطلقا لهم معتمدين على ما جاء به المقدس من ايات تناولت فكرة السحر وكيفية الابتعاد عنه، والسحر الابيض والاسود، وضرورة تعلمه، وعدم استخدامه فلم يكن موسى ساحرا، بل عرض له السحر لما كان الجهلة من ابناء قومه في ذلك الوقت يباهون الناس ويتحدونهم، فموسى كشف فشلهم وكذبهم وقد تحول الامر بعد موسى الى الاعتراف بالسحر بانه مادة دينية وهي حاجة مهمة استخدمها موسى ليضاهي بها السحرة، رغم انه لم يكن يعلم بما سيحصل بعد ان يلقي بعصاه (مادة السحر) وكانت الغاية هي كشفهم واقر السحرة ان معلمهم الجديد هو موسى لما جاء به من سحر جديد، وكان بعض من التف حول موسى لم يبتغ التقرب الى الله بقدر تقربه من اجل ان يتعلم ذلك النوع من السحر، فرحبوا بموسى ساحرا لا نبيا. اكثر المنتفعين من هذه الافكار هم الطارئون لما يملكونه من دليل (برأيهم) لاستخدامهم السحر، وبما ان رجل الدين لا يسأل عما يفعل في اكثر الاحيان، وهو كذلك يملك الدليل ولا يستطيع الا ان يثبت السحر ويقره، لذا فقد ذهب كثير من الناس عند قبولهم بفكرة السحر كجزء من دينهم، بل ممن اجتمعت عليه اغلب الاديان (والتي نادرا ما تجتمع) فقد اجتمعوا على ان هذه الفكرة تاريخية، معترف بها بالقران والسنة بالنسبة للمسلمين، وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا المجال كتب في مقدماتها ما يكتب دائما في مقدمات الكتب الاسلامية، ولم يستطع سوى البعض في التصريح خجلا بنكران ما جاء به الساحر مع اعترافه بانه مقر وموجود وبان هناك جنوداً لا يرون هم من يسير احوال الرعية. وهذا كما اسلفنا كاف لان يتبع السحرة، فالناس تقر جميعا بان بعض السحرة كاذبون ولكنهم في ذات الوقت يعترفون بان منهم الصالحين، من كشف عنه الغطاء، ومن يرى بعين الله. من هنا لا بد لنا من الاعتراف بامرين: الاول: ان السحر مادة دينية بحتة لم يتناولها غير المتدينين او على الاقل غير المحسوبين على الدين، لما استدل به الجميع وجعلوه دليلا لافعالهم. والثاني: الالتصاق الفطري للافكار الغيبية كالتصاق المخلوق في رغبة اثبات الخالق، وليس الترويج لافعال السحر هو ما دفع الناس الى التمسك بهذه الافكار ولكن كثرة الناس التي تؤمن بمترجم الغيب، وهذه الكثرة هي التي اجبرت ودفعت بعض الدجالين لفتح قنوات فضائية تروج من خلالها المادة السحرية، فلولا الفائدة التي يحصل عليها مدير القناة وممولها من خلال الاتصالات ومن خلال استقطاب العقول التي دائما ما تحتاج في نظرها الى المنجم والساحر في الرزق، والزواج، وكرسي الحكم، وحتى الحرب والسلام، وبقية الامور الاجتماعية والسياسية، لما استطاع هؤلاء من الاستمرار في هكذا افعال فماذا تقول بعد ان سمعنا عشية اغتيال المعارضة البارزة بنظير بوتو بأنها ذهبت الى المنجم ونصحها بالبقاء وعدم الذهاب الى باكستان لانها سوف تغتال، بالتأكيد سيكون لذلك المنجم عظيم الشأن وسيكون له من الشهرة نصيب كبير بعد ان حدث ما توقع.
:77 (9):
http://www.alsabaah.com/temp/kaadesign/pictures/side/line.gif
:77 (9): (http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=38315)
http://www.alsabaah.com/temp/kaadesign/pictures/side/line.gif