المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام مضى واستقبلنا عام جديد



محمد سمير1985
14-01-2008, 04:37 PM
عام مضى واستقبلنا عام جديد
لقد طويت صفحات عام 1428هـ بخيرها وشرها إلى يوم الدين :ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر ، فهلا عاهدت الله على أن يكون حالك في عام 1429أجدى ، وأنفع حتى تأتي في مثل هذا اليوم لتجد صحائفك أبهى وأجمل حين الحصاد نهاية العـام ؟

نحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً ، وودَّعنا عاماً كما هي العادة .. عاماً انقضى فيه أكثر من 360 يوماً ، أي أكثر من 8000 ساعة ، أي أكثر من 500 ألف دقيقة ..
فكـم بربك من هذا الوقت قضيناه في لهو " مباح " ناهيك عن غير المباح ؟
وكم قضيناه في تـراخ وكسل ، ونوم واسترخاء ، ودنيا محضة ؟ ثم كم تبقى منها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

لقد نبض قلبك فيه نحو 40 مليون نبضة بانتظام لا مثيل له ودقة متناهية ، فهو مبرمج بكمبيوتر على أعلى المستويات ، وصيانته ذاتية
كما شهقت فيه نحو 11 مليون شهقة ، وزفرت نحـو 11 مليون زفرة زفيراً آخذاً من الهواء أكسجينه النافع ، مخرجاً إليه كل ضار ، ولم يتوقف التنفس لحظة واحدة ، ولم تضطرب عملياته المنظمة الموقوتة ، ولو حدث هذا لتوقف المخ ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والعلم ، ثم قد يتوقف القلب ، وتنتهي الحياة .

فهلا سجدنا لله شكراً على هذه النعم ، وهذه الأجهزة المسخرة لخدمتنا .. بلا صيانة ولا توقف ولا كلل؟
أخي أختي لقد كان عليكم في العام المنصرم نحو 1800 صلاة فريضة ، فكم ضيعت منها ـ بعـذر وغير عذر ـ ؟
وكم صليت منها في المسجد في جماعة ، وخشوع ، وتدبر ؟ وكم نقرتها كنقر الديكة على عُجالة والبال مشغول ؟
إن الطمأنينة ركن لا تصح الصلاة إلا به ، والله ينظر إليك في الصلاة يسمعك ويجيبك فـإذا انصرفت عنه بقلبك أو بنظرك انصرف الله عنك ..
وهل قرأت القرآن ـ بتدبر ـ 12 مرة في الاثنى عشر شهراً أو على الأقل ست مرات في العام ؟
إن لم تكن كذلك فنخشى أن تكون من الذين يشكوهم الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مولاه يوم القيامة ويقول " يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " الفرقان ..
وهل وصلت رحمك ؟ فمن وصلهم وصله الله ، ومن قطعهم قطعه الله ، وهل قمت ببر والديك ؟ وهل دعوت لهما ؟ وهل تصدقت عليهما ومن أجلهما ؟ ، وهل بلّغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو آية ؟
وهل كنت ممن ذكر الله " قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم " آل عمران : 191 ؟ ..
ثم هل فكّرت في ملكوت السماوات والأرض ؟ وفي دقتهما ؟ وكذلك هل تفكرت في نفسك وأرجعـت الأمر كله لله ، إذ لا عبادة مثل التفكر " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " آل عمران ، فقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ويل لمن قرأها ولم يتدبرها " ..
ثم هل فكرت في المسلمين الجياع ، وأنت تحضر الفاكهة والمعلبات لأبنائك ؟
وهل تذكرت الأرامـل وأنت تبيت مع أهلك ؟
وهل تذكرت يتامى المسلمين ، وأنت تلاعب ولدك ؟
وهل تذكرت المعوقيـن وأنت تجري خلف طفلك ؟
وهل تداعت لك صور المقتولين ظلماً وعدواناً هنا وهناك عندما أغمضت عينيك انطلاقاً من تمثل الحديث النبوي الكريم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ؟
أحذر نفسي وإياكم من " السين وسوف " فهما سبب ما نحـن فيه من تأخر وضياع ، فلنشمـر عن سواعد الجد ونعقد العزم ولنبدأ من الآن ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل)
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ) [أخرجه البخاري
فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده، ومن أعظم الحكم في تعاقب السنين وتغيّر الأحوال والأشخاص أن ذلك دليل على كمال عظمة اللّه تعالى وقيوميته.
على العاقل أن يتدارك أوقاته، وأن يعد أنفاسه، وأن يكون حافظاً لوقته شحيحاً به، فلا يفرط في شيء من لحظات عمره إلا بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والبرزخ والآخرة.
فالعمر قليل والأجل قريب، ومهما طال الأمد فلكل أجل كتاب.
قيل لنوح عليه السلام، وقد لبث مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً: ( كيف رأيت هذه الدنيا؟ ) فقال: ( كداخل من باب وخارج من آخر )
فيا من متعك اللّه بالصحة والعافية، فأنت تتقلب في رغد العيش والملذات، تفطن لسني عمرك، فربما يفاجئك الأجل وأنت في غفلة عن نفسك فتعض أصابع الندم، ولات حين مندم، ولات حين مناص.
ثم تذكر أن ذلك التنعم والترفه الذي كنت فيه صباح ومساء قد يعقبه ما ينسي لذاته كلها، كما أن من عمر أوقاته بطاعة اللّه وهو يعيش في ضيق من الأمر وقد قدر عليه رزقه، قد يعقب ضيق عيشه ما ينسيه ألمه وفقره.

وكل عام وانتم بخير

حازم الصدري
15-01-2008, 05:04 AM
جزاكم الله خيرا وجعل ايامكم ايام طاعة
اخوكم

مازن
15-01-2008, 06:17 AM
جزاك الله خير جزاء المحسين 000 فقد قال تعالى(( بسم الله الرحمن الرحيم 0ذكر عسى ان تنفع الذكرى0 صدق الله العظيم ))