عراقي هواي وميزة فينا الهوى
03-12-2007, 08:25 AM
الإيمان يصنع المعجزات
رسم سيد الإنسانية، وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، طريق الإيمان والأمان حين قال "ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" ففى الإيمان طعم يفوق الطعوم، ومذاق يعلو كل مذاق، ونشوة دونها نشوة، لأن حلاوة الإيمان حلاوة نفسية روحية، قلبية، فلا ضيق ولا تضييق بل سعة ورحمة. فالإيمان اعتقاد صحيح، وعمل صالح، والعبد المؤمن الذى يعمل الأعمال الصالحة، ويعتقد بأن له ربا واحدا مستحقا لكل كمال، منزها عن كل نقص، يجد فى قلبه حلاوة الإيمان، كلما أقبل على الله تعالى، وكلما أخلص له العبادة، وكلما صدق فى مراقبته، وخشيته، وتقواه. فالإيمان يصنع المعجزات.
معجزة أمّ شريك
"كانت غزية بنت جابر بن حكيم القرشية العامرية قد أسلمت فى بدء دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم الجو الممزق الذى كان يحوطها وبين أهل الكفر والنفاق وهى التى تسمى "أمّ شريك". عاشت مع زوجها أبى العسكر الدوسى فى مكة، حتى ظهرت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أسبق النساء لإجابته، وهى تحكى قصة حياتها وسط أهلها وقومها فتقول جاءنى أهل زوجى فقالوا لي: "لعلك على دين محمد؟" قلت: "أى والله إنى لعلى دينه". قالوا: "لا جرم والله لنعذبنك عذابا شديدا". ثم ارتحلوا بى على جمل هو شر ركابهم وأغلظ يطعموننى الخبز والعسل، ويمنعوننى الماء حتى إذا انتصف النهار، وسخنت الشمس، نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركونى فى الشمس قائمة، وفعلوا بى ثلاثة أيام حتى ذهب عقلى وسمعى وبصري، وفى اليوم الثالث قالوا لى " أتركى دين محمد وما أنت عليه". وما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة.
وكنت أشير بأصبعى إلى السماء: "علامة التوحيد" فو الله إنى لعلى ذلك وقد بلغ منى الجهد، إذ وجدت برد دلو على صدرى فأخذته فشربت منه جرعة واحدة ثم انتزع فنظرت "وهى التى فقدت بصرها" فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه ثم تدلى إليّ ثانية فشربت منه جرعة ثم رفع، ثم تدلى ثالثة فشربت حتى رويت وأهرقت على رأسى ووجهى وثيابى فخرج أهلى ونظروا وقالوا: "من أين لك هذا يا عدوة الله؟" فقلت لهم: إن عدو الله غيري. إنه من خالف دينه، أما هذا الذى تتساءلون عنه فهو من عند الله رزق رزقنيه الله؟ فانطلق أهلها سراعا إلى قرابهم المملوءة بالماء وإلى أوعيتهم الأخرى فوجدوها موكوءة لم تحل. فعادوا لها وقالوا: "نشهد بأن ربك هو ربنا وإن الذى رزقك فى هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلناه هو الذى شرع الإسلام". ثم أسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
إن المؤمن الواثق بربه لا يتخذ اليأس إلى قلبه موضعا، فهو يجابه الخطوب وإن جلت، ويركب الأهوال وإن عظمت، يقول محمد إقبال "إننى لست خائفا من أعداء الإسلام قدر ما أخاف على المسلمين من أنفسهم" ويقول شعرا:
"إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحى دينا
ومن يعيش الحياة بغير دين فقد جعل الثناء لها قرينا"
الرياء شرك
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله شداد بن أوس عما شاهده فى وجهه الشريف من حزن: "أمر أتخوفه على أمتي! الشرك، وشهوة خفية" قال شداد: "أو تشرك أمتك من بعدك يا رسول الله؟" قال عليه الصلاة والسلام: "يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا، ولا وثنا، ولا حجرا، ولكن يراءون الناس بأعمالهم". قال شداد: "الرياء شرك هو يا رسول الله؟" قال: "نعم يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر".
ولهذا يقول الله تعالى "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" "يوسف آية 106". وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل". ففى المثل الانكليزى "الرياء هو النقيصة الوحيدة التى لا تغتفر" وقال "لارشوفوكو": "الرياء يصنع قناعا يبهت لونه".
فالمراؤون "يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" "النساء آية 142" "الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون" "الماعون آيتان 6-7" ولهذا ينهى الله عن الرياء بقوله "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر" "البقرة آية 264" "ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورياء الناس ويصدون عن سبيل الله" "الأنفال آية 47" فالمراؤون قلوبهم خاوية من الإيمان، فبعد كل هذا "أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون" "النحل آية 45" "أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" "الأعراف آية 99" هؤلاء "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" "البقرة آيات 9-12".
رسم سيد الإنسانية، وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، طريق الإيمان والأمان حين قال "ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" ففى الإيمان طعم يفوق الطعوم، ومذاق يعلو كل مذاق، ونشوة دونها نشوة، لأن حلاوة الإيمان حلاوة نفسية روحية، قلبية، فلا ضيق ولا تضييق بل سعة ورحمة. فالإيمان اعتقاد صحيح، وعمل صالح، والعبد المؤمن الذى يعمل الأعمال الصالحة، ويعتقد بأن له ربا واحدا مستحقا لكل كمال، منزها عن كل نقص، يجد فى قلبه حلاوة الإيمان، كلما أقبل على الله تعالى، وكلما أخلص له العبادة، وكلما صدق فى مراقبته، وخشيته، وتقواه. فالإيمان يصنع المعجزات.
معجزة أمّ شريك
"كانت غزية بنت جابر بن حكيم القرشية العامرية قد أسلمت فى بدء دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم الجو الممزق الذى كان يحوطها وبين أهل الكفر والنفاق وهى التى تسمى "أمّ شريك". عاشت مع زوجها أبى العسكر الدوسى فى مكة، حتى ظهرت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أسبق النساء لإجابته، وهى تحكى قصة حياتها وسط أهلها وقومها فتقول جاءنى أهل زوجى فقالوا لي: "لعلك على دين محمد؟" قلت: "أى والله إنى لعلى دينه". قالوا: "لا جرم والله لنعذبنك عذابا شديدا". ثم ارتحلوا بى على جمل هو شر ركابهم وأغلظ يطعموننى الخبز والعسل، ويمنعوننى الماء حتى إذا انتصف النهار، وسخنت الشمس، نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركونى فى الشمس قائمة، وفعلوا بى ثلاثة أيام حتى ذهب عقلى وسمعى وبصري، وفى اليوم الثالث قالوا لى " أتركى دين محمد وما أنت عليه". وما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة.
وكنت أشير بأصبعى إلى السماء: "علامة التوحيد" فو الله إنى لعلى ذلك وقد بلغ منى الجهد، إذ وجدت برد دلو على صدرى فأخذته فشربت منه جرعة واحدة ثم انتزع فنظرت "وهى التى فقدت بصرها" فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه ثم تدلى إليّ ثانية فشربت منه جرعة ثم رفع، ثم تدلى ثالثة فشربت حتى رويت وأهرقت على رأسى ووجهى وثيابى فخرج أهلى ونظروا وقالوا: "من أين لك هذا يا عدوة الله؟" فقلت لهم: إن عدو الله غيري. إنه من خالف دينه، أما هذا الذى تتساءلون عنه فهو من عند الله رزق رزقنيه الله؟ فانطلق أهلها سراعا إلى قرابهم المملوءة بالماء وإلى أوعيتهم الأخرى فوجدوها موكوءة لم تحل. فعادوا لها وقالوا: "نشهد بأن ربك هو ربنا وإن الذى رزقك فى هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلناه هو الذى شرع الإسلام". ثم أسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
إن المؤمن الواثق بربه لا يتخذ اليأس إلى قلبه موضعا، فهو يجابه الخطوب وإن جلت، ويركب الأهوال وإن عظمت، يقول محمد إقبال "إننى لست خائفا من أعداء الإسلام قدر ما أخاف على المسلمين من أنفسهم" ويقول شعرا:
"إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحى دينا
ومن يعيش الحياة بغير دين فقد جعل الثناء لها قرينا"
الرياء شرك
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله شداد بن أوس عما شاهده فى وجهه الشريف من حزن: "أمر أتخوفه على أمتي! الشرك، وشهوة خفية" قال شداد: "أو تشرك أمتك من بعدك يا رسول الله؟" قال عليه الصلاة والسلام: "يا شداد إنهم لا يعبدون شمسا، ولا وثنا، ولا حجرا، ولكن يراءون الناس بأعمالهم". قال شداد: "الرياء شرك هو يا رسول الله؟" قال: "نعم يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر".
ولهذا يقول الله تعالى "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" "يوسف آية 106". وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل". ففى المثل الانكليزى "الرياء هو النقيصة الوحيدة التى لا تغتفر" وقال "لارشوفوكو": "الرياء يصنع قناعا يبهت لونه".
فالمراؤون "يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" "النساء آية 142" "الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون" "الماعون آيتان 6-7" ولهذا ينهى الله عن الرياء بقوله "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر" "البقرة آية 264" "ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورياء الناس ويصدون عن سبيل الله" "الأنفال آية 47" فالمراؤون قلوبهم خاوية من الإيمان، فبعد كل هذا "أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون" "النحل آية 45" "أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" "الأعراف آية 99" هؤلاء "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون" "البقرة آيات 9-12".