عراقي هواي وميزة فينا الهوى
25-11-2007, 10:02 PM
25/11/2007 10:48:53 ?
http://www.alarabonline.org/data/2007/11/11-25/425p.jpg
مدينة صور الجنوبية فى لبنان من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ
عاصمة الأرجوان
فنيقيو صور بنوا قرطاج وعلموا الأغريق الأبجدية
بيروت ـ العرب أونلاين: تعد مدينة صور التاريخية واحدة من أقدم المدن الساحلية فى حوض البحر المتوسط، وهى تتمد على شاطئ رملى فسيح يعتبر واحدا من اجمل شواطئ المتوسط.
وفوق ذلك فان مدينة صور الجنوبية فى لبنان من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ، وهى عاصة تجارة الأرجوان، ويعود تاريخ تأسيسها إلى بدايات الالف الثالث ق.م. أما عصرها الذهبى فإن صور لم تبلغه إلا فى غضون الألف الأول قبل الميلاد.
ففى بدايات تلك الحقبة فى حوالى القرن العاشر ق.م قام ملكها حيرام بإنجاز عدد من المشاريع العمرانية، فوصل الجزر ببعضها وردم جزءا من البحر بهدف توسيع رقعة المدينة الساحلية .
ثم ما لبثت مدينة الفنيقيين أن تجاوزت حدودها الضيقة بفضل اقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا المتوسط ووصلوا إلى سواحل الاطلسي، وأسسوا لهم المستعمرات والمحطات التجارية، ومن بينها قرطاجة التى انشؤوها فى حوالى العام 815ق.م.
كانت تلك الحقبة تمثل عصر صور الذهبي، فأزدهرت وأثرت بفضل منتوجات مستعمراتها كما بفضل صناعاتها المحلية، التى من بينها صناعة الزجاج الشفاف وصناعة الارجوان.
بيد أن التجار الصوريين لم يكتفوا بنشر بضائعهم وسلعهم، بل تخطوها إلى نشر حضارتهم واليهم يعود الفضل فى ايصال الابجدية الفينيقية إلى الاغريق الذين حفظوا لهم الجميل من خلال تدوين اخبار قدموس ابن ملك صور الذى لقنهم الابجدية وأخبار أوروبا شقيقته التى تركت اسمها على القارة المعروفة باسمها.
والى تلك الفترة الزاهرة فى تاريخ صور تعود الجرار الجنائزية والانصاب والمجوهرات المختلفة التى تم العثور عليها فى العام 1991 فى جبانة المدينة الفينيقية والتى اودعت فى خزائن مصرف لبنان بانتظار عرضها فى اروقة المتحف الوطني.
بيد ان ازدهار صور لم يلبث ان جلب اليها المتاعب. ففى القرن السادس قبل الميلاد حاول الملك البابلى نبوخذنصر نصر احتلال المدينة، غير ان اسوارها المنيعة منعته من ذلك، فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة.
غير ان ما عصى على البابليين لم يوقف الزحف المقدوني، ففى العام 332ق.م قام الاسكندر الكبير بمحاصرة مدينة صور مدة سبعة أشهر بسبب عدم خضوعها له على غرار المدن الفينيقية الاخرى.
ولما كان المقدونى يرغب فى احتلال مصر ولم يكن باستطاعته من الناحية الاستراتيجية، أن يترك خلفه مدينة مقاومة، تملك واحدا من اعظم المرافئ العاملة لصالح الفرس، تهدد مشروعه من خلال قطع الامدادات البحرية والبرية عن جيوشه، فقد عمد إلى تدمير المدينة البرية وردم المضيق الذى يفصلها عن جزئها البحري، لينشئ بذلك برزخا يمكن جيوشه من الوصول اليه برا واحتلال .
ويروى ان غيظ الاسكندر امام المقاومة الصورية وامام الخسائر التى تكبدها دفع بالمقدونى إلى تدمير نصف المدينة البحرية وقتل رجالها وسبى نسائها وأطفالها.
ومن العوامل التى ساعدته هو ادراكه ان اسوار صور قد تمنعه من تحقيق مأربه لذا عمد الى تدمير صور وجعلها بلا سور. كذلك كى لا تتكرر تجربة نبوخذنصر الذى عجز عن احتلال المدينة بعد 13 سنة من الحصار.
بعد مضى نحو ثلاثة قرون على ذلك الحدث خضعت صور للسيطرة الرومانية بسهولة نظراَ لكونها بلا اسوار تحميها، على غرار سائر المدن الفينيقية.
غير انها تمكنت فى تلك الايام بالاحتفاظ بشيئ من الادارة الذاتية، ولاسيما الحق بسك العملة الفضية والبرونزية. وأقيم فيها فى العصر الرومانى عدد من المنشآت الهامة، كقناة المياه المعلقة وقوس النصر وميدان سباق عربات الخيل، الذى يعتبر من أكبر ميادين العالم الروماني.
وعرفت صور الديانة المسيحية فى وقت مبكر وهى التى يرد اسمها فى نصوص العهد الجديد. وفى العصر البيزنطى عرفت صور فترة من الازدهار تشهد عليها اثار ابنيتها ومدافنها وكتاباتها، وقد كان لاسقفها مركز الرئاسة بين اسقفيات المدن الفينيقية.
وفى عام 634 دخلت جيوش المسلمين المدينة دون اية مقاومة تذكر، فتابعت مسيرة ازدهارها فى ظل الخلفاء الامويين والعباسيين، فإزدانت بسبل الماء وامتلأت اسواقها باصناف البضائع من السجاد إلى الحلى الذهبية والفضية، ونشطت فيها تجارة السكر والمصنوعات الزجاجية.
غير ان ضعف الخلافة العباسية ووصول الفاطميين إلى الحكم فى مصر وسيطرتهم الفعلية على مدن الساحل مكن المدينة من بلوغ شيء من الاستقلال الذاتى فى ظل حكم قضاتها من اسرة بنى عقيل.
وكان من شأن اسوار صور المنيعة ان يؤخر سقوطها على ايدى الصليبيين الذين لم يتمكنوا من احتلالها الا فى عام 1124 اى بعد عشر سنوات من سقوط اخر مدينة ساحلية فى قبضتهم، وظلت المدينة تحت السيطرة الصليبية حتى عام 1291 حين استولى عليها المماليك .
وفى بدايات القرن السادس عشر، دخلت صور كباقى مدن المنطقة فى فلك السيطرة العثمانية وبقيت على هذه الحال إلى ان اصبحت جزءا ً من دولة لبنان الكبير غداة الحرب الكونية الاولى.
واليوم تبلغ مساحة قضاء صور 418 كيلومترا مربعا تمتد على شريط ساحلى من مجرى نهر الليطانى شمالاً، حتى الحدود الدولية جنوباً، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، يضم هذا الشريط سهلا زراعيا خصبا تنتشر فيه بساتين الموز والحمضيات التى تستحوذ على نسبة هامة من انتاج تلك الزراعات على المستوى العام.
يحده من الشمال قضاء صيدا - الزهراني، ومن الشرق قضاء بنت جبيل، ومن الجنوب الحدود الدولية.
يضم قضاء مدينة صور مايزيد عن الخمسين قرية أهمها: العباسية، البازورية، برج الشمالي، جويا، الناقورة، عين بعال، دير قانون النهر، دير قانون رأس العين، حناويه، قانا، المنصوري، مجدل زون، برج رحال وجناتا.
أما التركيبة الطائفية للقضاء فهى تتألف من:
* الشيعة 85%
* السنة 8%
* الروم الكاثوليك 4%
* الموارنة 2%
* الأرمن الأرثودوكس 1%
وتنتشر جول صور العديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان وأهم هذه المخيمات مخيم الرشيدية الواقع جنوبى المدينة، إضافة إلى الرشيدية هنالك مخيمات برج الشمالي، البص والقاسمية.
يبلغ عدد سكان القضاء القاطنين فيه 167500 نسمة تقريبا، أى ما يعادل 3.9% من العدد الاجمالى لسكان لبنان يتوزعون على 69 بلدة، كثير منها حواضر فى 56 منها مجالس بلدية منتخبة.
http://www.alarabonline.org/data/2007/11/11-25/425p.jpg
مدينة صور الجنوبية فى لبنان من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ
عاصمة الأرجوان
فنيقيو صور بنوا قرطاج وعلموا الأغريق الأبجدية
بيروت ـ العرب أونلاين: تعد مدينة صور التاريخية واحدة من أقدم المدن الساحلية فى حوض البحر المتوسط، وهى تتمد على شاطئ رملى فسيح يعتبر واحدا من اجمل شواطئ المتوسط.
وفوق ذلك فان مدينة صور الجنوبية فى لبنان من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ، وهى عاصة تجارة الأرجوان، ويعود تاريخ تأسيسها إلى بدايات الالف الثالث ق.م. أما عصرها الذهبى فإن صور لم تبلغه إلا فى غضون الألف الأول قبل الميلاد.
ففى بدايات تلك الحقبة فى حوالى القرن العاشر ق.م قام ملكها حيرام بإنجاز عدد من المشاريع العمرانية، فوصل الجزر ببعضها وردم جزءا من البحر بهدف توسيع رقعة المدينة الساحلية .
ثم ما لبثت مدينة الفنيقيين أن تجاوزت حدودها الضيقة بفضل اقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا المتوسط ووصلوا إلى سواحل الاطلسي، وأسسوا لهم المستعمرات والمحطات التجارية، ومن بينها قرطاجة التى انشؤوها فى حوالى العام 815ق.م.
كانت تلك الحقبة تمثل عصر صور الذهبي، فأزدهرت وأثرت بفضل منتوجات مستعمراتها كما بفضل صناعاتها المحلية، التى من بينها صناعة الزجاج الشفاف وصناعة الارجوان.
بيد أن التجار الصوريين لم يكتفوا بنشر بضائعهم وسلعهم، بل تخطوها إلى نشر حضارتهم واليهم يعود الفضل فى ايصال الابجدية الفينيقية إلى الاغريق الذين حفظوا لهم الجميل من خلال تدوين اخبار قدموس ابن ملك صور الذى لقنهم الابجدية وأخبار أوروبا شقيقته التى تركت اسمها على القارة المعروفة باسمها.
والى تلك الفترة الزاهرة فى تاريخ صور تعود الجرار الجنائزية والانصاب والمجوهرات المختلفة التى تم العثور عليها فى العام 1991 فى جبانة المدينة الفينيقية والتى اودعت فى خزائن مصرف لبنان بانتظار عرضها فى اروقة المتحف الوطني.
بيد ان ازدهار صور لم يلبث ان جلب اليها المتاعب. ففى القرن السادس قبل الميلاد حاول الملك البابلى نبوخذنصر نصر احتلال المدينة، غير ان اسوارها المنيعة منعته من ذلك، فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة.
غير ان ما عصى على البابليين لم يوقف الزحف المقدوني، ففى العام 332ق.م قام الاسكندر الكبير بمحاصرة مدينة صور مدة سبعة أشهر بسبب عدم خضوعها له على غرار المدن الفينيقية الاخرى.
ولما كان المقدونى يرغب فى احتلال مصر ولم يكن باستطاعته من الناحية الاستراتيجية، أن يترك خلفه مدينة مقاومة، تملك واحدا من اعظم المرافئ العاملة لصالح الفرس، تهدد مشروعه من خلال قطع الامدادات البحرية والبرية عن جيوشه، فقد عمد إلى تدمير المدينة البرية وردم المضيق الذى يفصلها عن جزئها البحري، لينشئ بذلك برزخا يمكن جيوشه من الوصول اليه برا واحتلال .
ويروى ان غيظ الاسكندر امام المقاومة الصورية وامام الخسائر التى تكبدها دفع بالمقدونى إلى تدمير نصف المدينة البحرية وقتل رجالها وسبى نسائها وأطفالها.
ومن العوامل التى ساعدته هو ادراكه ان اسوار صور قد تمنعه من تحقيق مأربه لذا عمد الى تدمير صور وجعلها بلا سور. كذلك كى لا تتكرر تجربة نبوخذنصر الذى عجز عن احتلال المدينة بعد 13 سنة من الحصار.
بعد مضى نحو ثلاثة قرون على ذلك الحدث خضعت صور للسيطرة الرومانية بسهولة نظراَ لكونها بلا اسوار تحميها، على غرار سائر المدن الفينيقية.
غير انها تمكنت فى تلك الايام بالاحتفاظ بشيئ من الادارة الذاتية، ولاسيما الحق بسك العملة الفضية والبرونزية. وأقيم فيها فى العصر الرومانى عدد من المنشآت الهامة، كقناة المياه المعلقة وقوس النصر وميدان سباق عربات الخيل، الذى يعتبر من أكبر ميادين العالم الروماني.
وعرفت صور الديانة المسيحية فى وقت مبكر وهى التى يرد اسمها فى نصوص العهد الجديد. وفى العصر البيزنطى عرفت صور فترة من الازدهار تشهد عليها اثار ابنيتها ومدافنها وكتاباتها، وقد كان لاسقفها مركز الرئاسة بين اسقفيات المدن الفينيقية.
وفى عام 634 دخلت جيوش المسلمين المدينة دون اية مقاومة تذكر، فتابعت مسيرة ازدهارها فى ظل الخلفاء الامويين والعباسيين، فإزدانت بسبل الماء وامتلأت اسواقها باصناف البضائع من السجاد إلى الحلى الذهبية والفضية، ونشطت فيها تجارة السكر والمصنوعات الزجاجية.
غير ان ضعف الخلافة العباسية ووصول الفاطميين إلى الحكم فى مصر وسيطرتهم الفعلية على مدن الساحل مكن المدينة من بلوغ شيء من الاستقلال الذاتى فى ظل حكم قضاتها من اسرة بنى عقيل.
وكان من شأن اسوار صور المنيعة ان يؤخر سقوطها على ايدى الصليبيين الذين لم يتمكنوا من احتلالها الا فى عام 1124 اى بعد عشر سنوات من سقوط اخر مدينة ساحلية فى قبضتهم، وظلت المدينة تحت السيطرة الصليبية حتى عام 1291 حين استولى عليها المماليك .
وفى بدايات القرن السادس عشر، دخلت صور كباقى مدن المنطقة فى فلك السيطرة العثمانية وبقيت على هذه الحال إلى ان اصبحت جزءا ً من دولة لبنان الكبير غداة الحرب الكونية الاولى.
واليوم تبلغ مساحة قضاء صور 418 كيلومترا مربعا تمتد على شريط ساحلى من مجرى نهر الليطانى شمالاً، حتى الحدود الدولية جنوباً، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا، يضم هذا الشريط سهلا زراعيا خصبا تنتشر فيه بساتين الموز والحمضيات التى تستحوذ على نسبة هامة من انتاج تلك الزراعات على المستوى العام.
يحده من الشمال قضاء صيدا - الزهراني، ومن الشرق قضاء بنت جبيل، ومن الجنوب الحدود الدولية.
يضم قضاء مدينة صور مايزيد عن الخمسين قرية أهمها: العباسية، البازورية، برج الشمالي، جويا، الناقورة، عين بعال، دير قانون النهر، دير قانون رأس العين، حناويه، قانا، المنصوري، مجدل زون، برج رحال وجناتا.
أما التركيبة الطائفية للقضاء فهى تتألف من:
* الشيعة 85%
* السنة 8%
* الروم الكاثوليك 4%
* الموارنة 2%
* الأرمن الأرثودوكس 1%
وتنتشر جول صور العديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان وأهم هذه المخيمات مخيم الرشيدية الواقع جنوبى المدينة، إضافة إلى الرشيدية هنالك مخيمات برج الشمالي، البص والقاسمية.
يبلغ عدد سكان القضاء القاطنين فيه 167500 نسمة تقريبا، أى ما يعادل 3.9% من العدد الاجمالى لسكان لبنان يتوزعون على 69 بلدة، كثير منها حواضر فى 56 منها مجالس بلدية منتخبة.