المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للقراءة والمطالعة



محمد ابو حسن
26-10-2007, 06:53 AM
نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى:(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)البقرة/10 وكذلك الاية:(...الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم) المائدة/41



الذي ثبت لعلماء الاخلاق والسلوك ان الناس كما يختلفون من حيث المظهر كذلك امرهم من حيث الجوهر والسريرة، والتعصب والاحتكام للرأي المنفرد فظاهر بعضهم جميل واخر قبيح وكما ان ألوانهم أيضا مختلفة من اسمر وابيض واسود،كذلك في الجوهر ففيهم الطيب وفيهم الخبيث،وهناك اصحاب القلوب الطاهرة يقابلهم اصحاب القلوب السوداء والنفوس الخبيثة المجبولة على الشر.

المهم في هذه التصنيفات ان بعضهم يعلم بسوء سريرته،ويضعف العلم لدى اخر فلا يعلم وولا يدري بخبث داخله بل يتصور انه حسن الاخلاق وطبيعي السجايا.!

الى هذا احتاج الانسان الى ضابط ومقياس يبين له علامة القلب الاسود من الابيض والروح الخبيثة من الزكية، بعضها

و من ابرز علامات ارباب القلوب السوداء هي انهم ينظرون الى الاخر بعين ناقمة همها الاول التفتيش عن العيوب والبحث عن المساوئ، فأن وقع نظرهم على شخص يحمل اخلاقاً حسنة عديدة ولكن احتمل ان اكتشفوا لديه خصلة سيئة فتراهم لا يرون سواها.

للفائدة تحكي لنا قصة وردتنا عن النبي عيسى عليه السلام وهو يجوب البلدان وكان يرافقه اصحاب يتعلمون منه ما يطهر ارواحهم ويجتث من نفوسهم الخبائث،فمر عليه السلام وأصحابه على كلب ميت، فقال له بعضهم: ما أنتن ريحه! فقال عيسى بن مريم : ما أبيض أسنانه.

فقد اراد المسيح ان يؤدبهم ويعالج هذا المرض الخطير،فاراد ان يقول لهم ابحثوا عن المحاسن في الآخرين وليقع نظركم عليها وغضوها عن المساوئ.

ولهذا فان القاعدة تقتضي ان الشخص اذا ما رايته يذم الاخرين كلما ذكروا عنده ثم لا يدع ذكر احد حتى اساء الكلام عنه فاعلم انه من اسوء الاشخاص سريرة.

الحسد :من اشد علائم خبث الباطن،فصاحبه لا تطيب عينه اذا رأى نعمة عند احد فيتمنى زوالها،وهي غير حالة تمني ان تكون لك نعمة كما للغير الا ان الفارق عن صاحب القلب الاسود ان الاخير يريد زوالها من الغير و يعتبر زوالها نعمة عليه بل يتمنى ان تسلب من الغير ولا تبقى عند احد.!

قال علي امير المؤمنين عليه السلام:(الحسد شر الأمراض)وايضا:(رأس الرذائل الحسد).

سوء الظن:اذ ان صاحبه نفسه تميل الى السوء فيحمل تصرفات الآخرين على الجانب السلبي دائما، فإن رأى فعلاً لشخص ما حمله دون روية على السوء ليس في حنايا نفسه حسن ظن، وان سمع كلمة يتساوى طرفاها على الخير والشر حملها على الشر، خلافا لصاحب القلب الكبير الذي يحمل الناس على الخير دائماً ما لم يثبت نقيضه.

روي عن علي عليه السلام قوله : " ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً "

القساوة: علامة بارزة فاضحة لباطن الإنسان السيئ والذي لم تكن في قلبه رأفة، فمثلاً عند الكثير من الناس في حال تسلم منصباً أو مسؤولية ما تراه لا يرق قلبه لحادث يصيب أبناء جلدته وبلده ولا يهش إلى حديث ولا يلين إلى مشتكي، بل يحرم الآخرين حقوقهم دون مبالاة ويؤخر معاملاتهم وكأنه أمر طبيعي وهو ما يعيشه بلد كالعراق اليوم. ونجد تلك الصورة تكرر في نماذج مصغرة في دوله أو مدينة أو حتى مؤسسة... وقد ذم الله سبحانه في كتابه أقواما لقساة قلوبهم ومدح آخرين لرأفتهم وان من صفات الله سبحانه " الرءوف".

من الفروق البارزة بين القلب السليم والقلب السقيم أيضا الحقد على الناس فترى البعض لا يكاد يختلف معه احد ألا أصبح عدوه بل كرهه وحقد عليه ويمارس من إصلاحيات متاحة تحت يديه دون قياسا أو ميزان أو نزاهة لتصبح موبقة كبيرة ونجد مثل أولائك من الأوائل للمطالبة بديمقراطية في الحياة السياسة بينما ذلك المفهوم ملغي من قاموس أدائهم مع الآخرين. وفي الحديث(: طهروا قلوبكم من الحقد فإنه داء موبئ)

لو نظرنا القانون الإلهي في"المحرمات" نجدها أما اعتداء على أوامر الله الذي انعم على العبد فتمرد على المنعم،أو اعتداء على حقوق الآخرين،أو اعتداء على نفسه أو اعتداء على الطبيعة وخيراتها التي وجدت ليستفيد منها الناس، فمن توغل وجاهر بالمعاصي فهو عنصر خبث ضار لحقوق الغير،يربك المجتمع ويسبب له الخراب والألم لذلك وضعت القوانين لحماية حقوق الفرد وأنصاف الآخرين. كما يجب ألا نغفل أسلوب يتبعه البعض وينطبق عليه أسلوب حاشية الملك المستبد واعتقد جميعنا يعرف الأسلوب ألانتفاعي لتلك الشخصيات المتعددة الألوان والصورة التي تسعى دائما لنيل المكاسب على حساب الآخرين وعلى حساب الانتفاع المتعدد

هذه بعض علامات فساد القلب، والصفة التي تقابلها هي طهارة الباطن، وكما جاء استدلالنا على خبث الباطن أعلاه، يمكننا ذات الاستدلال على تشخيص طهارة الباطن

باستخدام أضدادها:

فمن يغض طرفه عن السيئات ويرى الحسنات عند الأخر،ومن يدخله السرور حينما يرى النعمة عند الغير، ومن لم يتأول أحاديث الغير ومواقفهم على الشر بل على حسن الظن،ومن كان رحيماً ومن صفاته المسامحة والعفو فهو طاهر الباطن والسريرة. ولهذا وجدنا أن الله تعالى حينما اجتبى أصحاب الكساء اذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيراً بصريح القرآن.

جاء عن النبي موسى عليه السلام : يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ؟ قال : فأوحى الله إليه : الطاهرة قلوبهم.

وعن المسيح عليه السلام : لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا، كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم مدنسة. هذا للجسد فكيف للبعض الذي يستخدم قلمه ولسانه من اجل مدح شخصية حاكمه أو ذات مكانه أو حتى مدح لتمرير أهداف دنيوية فحلاوة اللسان و القلم مسئولية فهل المطلوب دائما لدى البعض المراوغة التي يغلب على حالها نوع من النفاق والمصانعة في الكلام من اجل أمور دنيوية

وقال الإمام علي عليه السلام: قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه، فمن طهر قلبه نظر إليه.



تحياتي

ارشيف الفرات
26-10-2007, 08:45 AM
جزيل الشكر والتقدير لك اخي الفاضل
على النقل الرائع
دمت بالف خير
تحياتي