المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجهات نظر غير مسموعة



kfinjan
10-05-2012, 10:24 PM
وجهات نظر غير مسموعة




جريدة المستقبل العراقي / بغداد / 29/4/2012



كاظم فنجان الحمامي

ربما نرى الأشياء من زاوية حرجة فنخرج بنتائج مشكوك في صحتها, وربما نراها من خلال عدسات مقعرة أو محدبة فتتشوه صورتها, أو تنقلب رأسا على عقب, وربما نراها معكوسة على مرآة خادعة, فتختلف عندنا الأبعاد والمسافات, وربما نراها مصورة بالألوان الزاهية في فلم التقطته عدسات منحازة, تعمدت تسجيل الأحداث بمعايير مزدوجة, فنكون من ضحايا التضليل الإعلامي. . وربما, وربما, إلى ما لا نهاية من الاحتمالات المتطايرة في عوالم الحقائق التائهة بين الشك واليقين. .

http://store2.up-00.com/May12/aNY87053.jpg


تتداخل المواقف في هذه الأجواء الملبدة بالسحب الرمادية المزيفة, فتتناهى إلى أسماعنا بين الفينة والفينة بعض التسريبات الخبرية المفزعة, تسريبات قريبة الشبه من تسريبات (ويكيليكس), سقطت من ثقوبها أوراق الدهشة, فأثارت الرعب في نفوسنا القلقة. .
دعونا نقرأ الكلام المكتوب بالحبر السري, ونرفع الأختام عن المراسلات المشفرة, ونستمع إلى وجهات النظر, التي لم يسمعها حتى الآن إلا القلة القليلة من المرفوع عنهم الحجاب في هذا السيرك السياسي العجيب. .
يذكر (جان كلود موريس) في مستهل كتابه الموسوم ((لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه)), فيقول: ((إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا, وان اعتقادك ليس في محله)), فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل, بل هي خارج حدود الخيال, وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية, ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا, فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية, وكان مهووسا منذ نعومة أظفاره بالتنجيم والغيبيات, وتحضير الأرواح, والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة, وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة, وفي مقدمتها (التوراة), ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة, وتكرارها في خطاباته. من مثل: (القضاء على محور الأشرار), و(بؤر الكراهية), و(قوى الظلام), و(ظهور المسيح الدجال), و(شعب الله المختار), و(الهرمجدون), و(فرسان المعبد), ويدعي انه يتلقى يوميا رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية, والأحلام الليلية.

http://store2.up-00.com/May12/RRy87053.jpg
يؤكد المؤلف إن الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) كشف له في حديث مسجل عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي, قائلا: (تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية مطلع عام 2003 , فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق, مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج" , مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط, قرب مدينة بابل القديمة, وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية, التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة, ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس, الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل). .

http://store2.up-00.com/May12/DfY87053.jpg
هذه ليست مزحة, وما ورد في الكتاب يوحي بما لا يقبل الشك ان قادة البنتاغون يؤمنون ايمانا مطلقا بالأفكار الكهنوتية المتعصبة, وهذا ما أكده (جاك شيراك) عندما قال: ((أن أمريكا وحلفائها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من دهاليز الخرافات المتطرفة, وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية, وماانفكت تردد الأنشودة, التي تقول: كانت الصهيونية ترنيمة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية)). .
الملفت للانتباه انها مازالت متمسكة بفكرة مطاردة "يأجوج ومأجوج", وتزعم إنهما هربا نحو الأراضي الإيرانية, واستقرا في وكرهما الجديد بين ميناء (بندر عباس) ومضيق هرمز. .

http://store2.up-00.com/May12/Dfj87053.jpg
وجهة نظر ثانية تقول:ان الكلام الذي يردده الناس عن قيام أمريكا بغزو العراق للسيطرة على حقوله النفط, كلام غير صحيح, وان الدافع الحقيقي هو رغبتها المحمومة لإبطال مفعول اتفاقية (سايكس بيكو), وإحلال خارطة جديدة للشرق الأوسط, تكون مطابقة تماما للتقسيمات الحدودية التي نشرها الدجال (برنارد لويس). .
وجهة نظر ثالثة أطلقها هنري كيسنجر لصحيفة (ديلي سكيب) اليومية النيويوركية, عندما قال: ((أن ما يجري حاليا هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة, التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة الشرق, والولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من جهة الغرب, وإنها ستكون حربا كونية طاحنة, لا يخرج منها سوى منتصر واحد, وأن واشنطن تركت الصين تضاعف قدراتها العسكرية, وتركت روسيا تتعافي من تداعيات الإرث السوفيتي الثقيل, وسمحت لهما باستعادة هيبتهما المفقودة, بيد أن تلك الهيبة ستكون هي الحزام الانتحاري الناسف, الذي سيحمل أخبار اختفاء تلك الأنظمة وانصهارها في النظام العالمي الاستعلائي الموحد)). .

http://store2.up-00.com/May12/Jxy86959.jpg
وجهة نظر رابعة تقول: إن (الربيع), الذي شهدته الأقطار العربية في العام الماضي كان ربيعا أمريكيا بامتياز, فالمشاهد الفوضوية الصاخبة هي العلامة الفارقة للثورات, التي غابت عنها العقول المدبرة, والقيادات الحكيمة, وانتهت معظمها بتوقيع أكداس من العقود والاتفاقيات لمنح تراخيص الاستثمار في حقول النفط والغاز للدول الماكرة, التي شاركت بترويج منتجات (الربيع العربي), وظهرت إلى السطح نداءات تدعو لتطبيع العلاقات السياسية مع (تل أبيب), وتدعو للتعامل بمرونة مع حكومة إسرائيل. .
وجهة نظر خامسة تقول: إن الوقائع السياسية تؤكد على أن خط العرض (33) المار ببكين وكابل وطهران وبغداد ودمشق وبيروت هو الذي يغذي الأطماع الامريكية منذ اليوم الذي فكرت فيه واشنطن باحتلال أفغانستان والعراق, وحركت فيه الفتن والقلاقل في الشرق الأوسط, فكل من يقع على هذا الخط الأحمر أو بجواره, ولم يلتحق بالركب الأمريكي, يعد من البلدان المارقة, ويعد من الأقطار المتمردة, فجاء الدور اليوم على سوريا الواقعة في بوابة البلدان المحاذية لقناطر (نابوكو), وهذا يفسر إصرار الإدارة الامريكية على إزاحة النظام السوري بالطرق المتاحة وغير المتاحة. .

ألم أقل لكم: الله يستر من الجايات