المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاك وتر . والعصابات الاميركيه .. اكبر خطر يهدد العراق والدول العربيه ؟



ابو عراق
13-10-2007, 07:17 PM
كشفت فضيحة شركة بلاك ووتر الأخيرة في العراق عن تهديدات حقيقية لسيادة الدول على أراضيها، وهذه التهديدات لا تواجه العراق فقط بل أيضا كثير من الدول العربية وغيرها من الدول، فقد اتضح بجلاء أن هذه الشركات التي تعمل في مجال الحماية الأمنية ما هي إلا أدوات وأسلحة خطيرة في الحروب الحديثة، حيث تجند هذه الشركات أعدادا هائلة تقدر بعشرات الآلاف من قدامى المحاربين ورجال العصابات والقتلة المأجورين والمجرمين المطاردين من مختلف أنحاء العالم وتوفر لهم الأجر العالي الذي يصل إلى 1500 دولار يوميا وتوفر لهم التدريب على ممارسة القتل والتخريب والأعمال القتالية الوحشية وأعمال الفوضى وإثارة القلاقل والاضطرابات وإدارة الانقلابات ضد الأنظمة الحاكمه كلها أعمال خارقة للقوانين المحلية والدولية، وليس غريبا أن تكون هذه الشركات العاملة على الساحة الآن سواء في العراق أو غيره من البلدان جميعها تأتي من دولتين فقط هما الولايات المتحدة وبريطانيا، و هذا ما ذكره الكاتب الأميركي جيرمي سكهايل في كتابه الشهير مرتزقة بلاك ووتر .. جيش بوش الخفي
هذا الكتاب الذي صدر العام الماضي ليحدث ضجة كبيرة على المستوى العالمي بعد أن كشف فيه الكاتب عن نشاط شركات الحماية الأمنية في العراق، والتي ذكر أن عددها يقدر بالعشرات وجميعها بريطانية وأميركية وأشهرها بلاك ووتر الأميركية التي قال سكاهيل إنها تملك أكبر جيش من المرتزقة في العالم يقدر بنحو 120 ألف وأنها تعتبر السلاح الرئيسي في الحروب الأميركية الحديثة
بلاك ووتر التي أطلق أفرادها النار بشكل عشوائي ومن دون أي مبرر وفي وضح النهار يوم الأحد 16 سبتمبر المن************ على مدنيين عراقيين عزل فقتلوا ثمانية وجرحوا أكثر من عشرين منهم نساء وأطفال، هذه الشركة لم تستطع الحكومة العراقية أن تتخذ ضدها أي إجراء يذكر، وقرار الحكومة العراقية بوقف نشاط الشركة وسحب ترخيص عملها وإحالة أفرادها للتحقيق لم يصمد ساعات قليلة حتى تراجعت عنه الحكومة بعد اتصال تليفوني من وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس مع رئيس الحكومة المالكي قيل إنها اعتذرت فيه عما فعله أفراد الشركة، وإن كان الاعتذار بالقطع لا يكفي للرجوع السريع للحكومة عن قرارها وترك مرتزقة بلاك ووتر يواصلون جرائمهم في العراق
الحديث عن نشاط شركات المرتزقة في العراق أصبح يتردد بشكل كبير على مختلف الأصعدة والساحات، ولا نريد أن نكرر ما يقال ويتردد ولكن نشير هنا إلى بعض الأشياء والمعلومات الجديدة التي ظهرت بعد حادث بلاك ووتر في بغداد، فقد تناولت الصحف الروسية الحادث بشكل آخر استدعت فيه حادث اختطاف الدبلوماسيين الروس الأربعة في بغداد في يونيو/ حزيران من العام الماضي داخل المنطقة الخضراء الخاضعة لحماية القوات الأميركية ونقلهم خارج المنطقة حيث تم قتلهم، وتشير بعض الجهات الروسية بأصابع الاتهام لفرق المرتزقة الأميركية، وتقول صحيفة فريميا نوفوستي الروسية أنها علمت من مصادر موثوقة في الخارجية الروسية أن الجهات الروسية كانت تعلم أن مرتزقة بلاك ووتر هم الذين اختطفوا الدبلوماسيين الروس على بعد مئة متر من مبنى السفارة الروسية، ولهذا لجأت الحكومة الروسية مباشرة للحكومة الأميركية تطلب الإفراج عنهم وفشلت المساعي وقٌتل الدبلوماسيون الروس
ونذكر هنا حديث المارشال الروسي ليونيد إيفاشوف رئيس الأكاديمية الجيوسياسية في موسكو لوكالة الأنباء نوفوستي حول المرتزقة في العراق حيث قال لا الحكومة الأميركية ولا البريطانية ولا قياداتهما العسكرية تملك السيطرة أو أي سلطة على فرق المرتزقة التي تعمل في العراق تحت ستار شركات الحماية الأمنية وتوجهها أجهزة استخباراتية خاصة متصلة بالمؤسسة المهيمنة على البنتاجون من غير العسكريين
ويقول إيفاشوف إن جميع الأحداث والصدامات التي تقع في العراق وتنسب للشيعة والسنة وغيرهم ما هي إلا أفعال فرق المرتزقة المسؤولة عن خلق الفوضي التي تضمن بقاء الأميركيين في العراق (2).
العراق ليس الساحة الأولى لاستخدام سلاح المرتزقة في الحروب الأميركية ويبدو أنها ليست الأخيرة. فقد سبق أن استخدمت بريطانيا والولايات المتحدة المرتزقة في حرب البلقان، وهذا ما أثبته حكم محكمة العدل الدولية الصادر في فبراير شباط الماضي، والذي برأ الصرب من مذابح المسلمين في البوسنة وكوسوفو بعد أن تجمع لديها من الأدلة ما يثبت ضلوع فرق مرتزقة جلبتها واشنطن للبلقان في مذابح المسلمين ونسبها للصرب، وهو ما ذكره الكاتب والمخرج السينمائي البريطاني الشهير جون بيلغر في كتابه لا تقل لي أكاذيب الصادر عن دار جوناثان كيب في لندن العام ,2005 والذي قال فيه إن جيش تحرير كوسوفو الذي كان يحارب الصرب كان كله من المرتزقة الذين جلبتهم واشنطن للبلقان تحت ستار شركات الحماية الأمنية وهم الذين دبروا المذابح الجماعية هناك والتي نسبت للصربيين
ويقول بيلغر في كتابه أن قائد قوات الأمم المتحدة في البلقان الجنرال لويس ماكينزي أكد له هذه المعلومات وقال له أنهم اكتشفوا إن قائد جيش تحرير كوسوفو نفسه ضابط صربي سابق هاجر لأميركا ليلتحق بالعمل في شركات المرتزقة.
أخطر ما قيل أيضا مؤخرا عن المرتزقة وعن شركة بلاك ووتر بالتحديد ما ذكره الكاتب الصحافي الأميركي جيرمي سكاهيل في مقال له في صحيفة لوس أنجليس تايمز حول اتفاق جرى بين الشركة المذكورة وشخصيات مسؤولة في الخارجية الأميركية والبنتاغون بموجبه ستتولى بلاك ووتر أعمال خاصة في جنوب السودان وبالتحديد في دارفور، وأيضا في دول عربية أخرى . وأشار سكهايل في مقاله إلى محاولات بلاك ووتر تجنيد شباب مصريين عاطلين عن العمل لضمهم إلى صفوف جيشها من المرتزقة للعمل في الدول العربية ، وهي القضية التي كانت قد أثارتها في مطلع العام الجاري صحيفة البديل المصرية المستقلة التي أجرت حوارا مع أحد الشباب المصريين الذين حاولت الشركة تجنيدهم واسمه شريف كامل جندي سابق في قوات الصاعقة المصرية، والذي فر منهم بعد أن عمل معهم لمدة شهرين وعرف طبيعة أعمالهم الإجرامية
جيوش المرتزقة الأميركية التي لا تخضع لأي قوانين أو قواعد دولية أو أخلاقية في العالم هي بالقطع أخطر تهديد ميداني يواجه العالم الآن، والساحة العربية هي المنطقة الأولي المرشحة لنشاط هذه العصابات الإجرامية، وما حدث ويحدث في العراق نموذج لما يحتمل حدوثه في أي دولة عربية أخرى وفي أي منطقة في العالم في ظل غياب القوانين والشرعية الدولية وهيمنة القوة على الحق في النظام الدولي الحديث .



فريميا نوفوستي - موسكو 19سبتمبر/أيلول .2007
وكالة نوفوستي الروسية - 22 فبراير/ شباط 2007
__________________