المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثنائية الحاكم والمحكوم في أنظمة الغلبة والأستبداد



محمد ابو حسن
12-10-2007, 09:08 AM
ثنائية الحاكم والمحكوم في أنظمة الغلبة والأستبداد





في ثنائية الحاكم والمحكوم في أنظمة الغلبة والاستبداد يكون اللعب على كل الحبال أمرا ً مشروعا ًو ينثني المستحيل ليصبح ممكنا ً وليس ذلك مستغربا ً في مجتمعات بنت مورثها الثقافي وتشكَّل وجدانها على نظرية (يطلب الحكم ولو بالجور) وفي هذه الثنائية يصوَّر المغتصب عفيفا ً والزاني بطلا ً وعدو العلم وحارق المكتبات بطلا ً محررا ً وتكرس تلك النظرية لتأخذ مكانها في نفوس الناس ويدافع عنها الحاكم ويستمر في تزوير الحقائق وقلبها , ويكون مصير الذين لا يقبلونها أو يشككون فيها القتل. ويستلف الحاكم نظرية الحجاج الشهيرة ( من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه غما ً) .

هذه الثنائية هي ثنائية (يزيد والحسين ) فيحق ليزيد ان يجلس على كرسي الحكم ولا يحق للحسين إلا القتل في كربلاء ويحق ليزيد ان يكون مطمئنا ً ولا يحق للحسين إلا ان يكون خائفا ً مشردا ً وهكذا تستمر الادوار على كرور الايام ومرور الدهور , ويدور التاريخ دورته في اتباعهم فيحق لليزيدي ان يحكم في الدول العربية ولا يحق للحسيني ان يشارك في الحكم فضلا ً عن الحكم , فكما صيَّر الحسين خارجياً نازع يزيد على ملكه صيَّر الشيعي صفويا ً وأجنبيا ًً ولا يحمل والولاء لوطنه, وكما أصبح الحسين مفرق لوحدة الجماعة وشاقا ً لعصى الطاعة أصبح الشيعة خونة يشتتوا شمل الأمة ويريدون ان يسلخوا العراق من محيطه العربي ويمسخوا هويته العربية ويتباكى اليزيديون على عروبة العراق وكأن العروبة قرينة ليزيد لا الحسين , فيحق لليزيدي ان يكون مسلما ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون مجوسيا ً ويحق للأموي ان يكون عربيا ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون عدوا ً للعروية , ويحق لليزيدي ان يستعدي الاجنبي على على شعبه ويستقوي به ولا يحق للشيعي إن يناصره أحد , ويحق لليزيدي ان يكون سيدا ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون عبدا ً وتابعا .ً فبغداد هي بغداد الامام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? ابن حنبل وعبد القادر الكيلاني وليست بغداد الامام موسى الكاظم ومحمد الجواد والشريف الرضي والشيخ المفيد والشيخ بشار وغيرهم, نعم إنها بغداد الجميع بغداد العراق والعراقيون جميعا وليست لفئة دون غيرها .

ففي قواميس الطغاة والمستبدين مفردات على الجميع ان يتعلموها ومن أبى فله السيف كما يقول عبد الملك بن مروان حينما أصبح خليفة ( نحن بنوا أمية من قال لنا هكذا – يرفع رأسه الى الاعلى – قلنا له بسيوفنا هكذا – ويومئ بالسيف ) ولا أقصد بالمستبد هنا شخص الحاكم بل كل من ينظر بعينه ولو كانوا جماعة . هذا ما يفسر الاصرار والاستماتة على الحكم بقتل الآخر حتى لو لم يكن معارضا ً ولكن يمثل طرف الثنائية الذي لا يستحق بنظرهم إلا ان يسترق . وكأن الصوت يتفجر من قرارة الذات اليزيدية قائلا ً أنا الحاكم وأنت المحكوم انا يزيد وأنت الحسين ولا أسمح ان تنقلب الادوار رغم تبدل الأوضاع فأنا السيد وانت العبد وأنا الوطني وأنت الخائن وأنا العربي وأنت الصفوي . ويردد في ذاته وهو يترنم بها كأغنية أنها معادلة بنيت منذ عصور خلت ولا مجال لتغييرها , وتغييرها يعني ان أتخلى عن أمتيازاتي التي حصلت عليها بالظلم والجور , ويصل الى النتيجة الموهومة أنا يزيد فلا يحق لي إلا ان أنظر الى كرسي الحكم ولا يحق لك إلا ان تنظر كيف قتل الحسين وتعتبر إن كنت تفكر بالتغيير فلك بالحسين أسوة ٌ . إنها لقسمة ضيزى فهل هذا من العدل يادعاة العدالة , فلنعد صرخة شاعرنا السياب حينما يصرخ به الموج ويتفجر الصوت في قرارة روحه ( عراق) ليس سوى العراق .


بقلم علاء الخطيب