العواصم - وكالات الانباء:

افادت مجلة «نيوزويك« أمس الاثنين ان حراس الشركة الامنية الامريكية الخاصة «بلاك ووتر« اطلقوا النار من الارض لكن ايضا من مروحيات على ما يبدو خلال الحادث الذي اودى بحياة مدنيين عراقيين في بغداد في 16 سبتمبر. وقالت المجلة نقلا عن وثائق سرية للشرطة العراقية وافادات مسؤولين في الشرطة ان محققي الشرطة العراقية يعتقدون ان مروحيات شاركت في اطلاق النار الذي ادى الى مقتل عشرة عراقيين على الاقل. واضافت المجلة ان وثيقة اعدها في 17 سبتمبر المحقق العراقي الرئيسي تقول انه بعيد بدء اطلاق النيران، فتحت المروحيات التابعة لشركة بلاك ووتر النار على السيارات والمدنيين.

وقال المسؤول في الشرطة العراقية حسين العوادي ايضا للمجلة ان مسار بعض الرصاصات الفارغة يثبت انه لا يمكن ان يكون مصدره سوى مروحيات. واوضحت المجلة ان ابرز مسؤولي هذه الشركة الامنية الخاصة في العراق اقروا بوجود مروحياتهم في المكان لكنهم نفوا ان تكون قد اطلقت النار. وتؤكد بلاك ووتر ان حراسها فتحوا النار ردا على نيران وعلى تهديد سيارة مشبوهة. ويجمع شهود على القول ان رجال بلاك ووتر اطلقوا النار على المدنيين بدون تعرضهم لاعتداء. ونشرت المجلة على موقعها على الانترنت فيديو للشرطة يظهر الموقع بعد حصول اطلاق النار في ساحة النسور في بغداد وبدت فيه سيارة يتصاعد منها الدخان وفيها اشلاء بشرية وعليها اثار الرصاص فيما شوهدت رصاصات فارغة على الارض. واظهر الفيديو ايضا مروحية مماثلة لتلك التي تستخدمها بلاك ووتر تحلق فوق مكان الحادث. ونقلت المجلة عن شرطي سير محلي ان عناصر بلاك ووتر اطلقوا النار على سائق سيارة واستمروا في اطلاق النار حين كانت الشرطة العراقية تحاول سحب جثة السائق من السيارة. وقال شرطي ايضا شهد اطلاق النار للمجلة ان حراس بلاك ووتر استخدموا ايضا اسلحة ثقيلة اكثر حيث اظهر الفيديو الذي حصلت عليه «نيوزويك« سيارة فيها فجوة كبيرة على جانبها. وكانت الصحف الامريكية قد نقلت استنادا الى مسؤولين وشهود الاسبوع الماضي ان عناصر بلاك ووتر اطلقوا النار بدون تعرضهم لاستفزاز وان اطلاق النار استمر حتى حين امر احد موظفي الشركة الاخرين بوقف اطلاق النار. ولهذه الشركة حوالي الف موظف في العراق مهمتهم حماية الدبلوماسيين الامريكيين في هذا البلد. ومنذ حصول اطلاق النار هذا الذي اثار غضب واستياء العراقيين، تتكثف التحقيقات حول الحادث من الجانبين الامريكي والعراقي. واعلنت السفارة الامريكية في بغداد ان الولايات المتحدة تجري اربعة تحقيقات منفصلة في قضية شركة بلاك ووتر. وقالت المتحدثة باسم السفارة الامريكية ميريبي نانتونغو ان «وزارة الخارجية الامريكية تجري حاليا ثلاثة تحقيقات منفصلة، فيما تقوم وزارة الدفاع الامريكية بتحقيقها الخاص«. من جهة ثانية كشفت صحيفة «الاندبندنت« البريطانية الأحد أن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون يستعد لإعلان سحب عدد كبير من قواته الموجودة في العراق بمجرد عودة البرلمان للانعقاد الأسبوع المقبل. وذكرت الصحيفة أن أحد الوزراء أبلغها بأن «إعلان براون سيكون مهمًا إذ سيتمكن عبره من وضع استراتيجية واضحة حيال العراق تتضمن سحب آلاف الجنود من هذا البلد«. وأشارت إلى أن نصف عدد القوات المتبقية في العراق والتي يصل عددها إلى 5500 جندي قد يكونون بالتالي في طريق عودتهم إلى البلاد خلال الشهور القليلة المقبلة. واعلن الجيش الامريكي مقتل احد جنوده الاحد بنيران اسلحة خفيفة شرق بغداد، ليرتفع بذلك الى 72 عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في سبتمبر في العراق. وانخفض عدد القتلى المدنيين جراء اعمال العنف خلال شهر سبتمبر الى 840 شخصا ما يعني انخفاضا يقدر باكثر من 50% مقارنة بضحايا شهر اغسطس عندما قتل 1771 وفقا لحصيلة اعلنت أمس الاثنين من قبل ثلاث وزارات عراقية. واوضحت الحصيلة ان «840 مدنيا عراقيا قتلوا واصيب 849 اخرون بجروح في اعمال عنف وقعت في عموم العراق خلال شهر سبتمبر«. فيما اشارت حصيلة سابقة الى «مقتل 1771 مدنيا خلال شهر اغسطس« الماضي. كما اشارت الى «مقتل 77 من عناصر الامن واصابة 170 اخرين بجروح خلال الشهر ذاته«. وقتل استاذ جامعي واصيب ستة اشخاص بينهم اربعة طلبة جامعيين اثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة بالقرب من جامعة الموصل. وأعلن أمس الاثنين ان الجيش تمكن من اعتقال 75 شخصا يشتبه في تورطهم في عمليات متفرقة في البلاد كما عثر على ورشة سيارات مفخخة غرب بغداد. الى ذلك اعلنت رئاسة اركان الجيش العراقي في بيان ان «قوات الجيش تمكنت من اعتقال 27 مشتبها فيه في عمليات متفرقة في العاصمة فيما اعتقلت 30 مشتبها اخر في عمليات مماثلة في الموصل«. وفي الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار التي تشهد تحسنا في الوضع الامني في الاشهر القليلة الماضية قال البيان ان «القوات العسكرية اعتقلت عشرة مشتبه فيهم وعثر على ورشة لتفخيخ السيارات بداخلها 13 عجلة مفخخة وخمس عبوات ناسفة في منطقة الثرثار شمال الرمادي«. وكذلك اعتقلت القوات ثمانية من المشتبه فيهم ضمن قاطع محافظة صلاح الدين وديالى وكركوك.