المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات جرينسبان تربط بين غزو بغداد والعطش الأمريكي للنفط



محمد ابو حسن
18-09-2007, 10:26 PM
تقرير:



بقلم: انطوان اغاس

واشنطن - ا ف ب:

يقول الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الامريكي (البنك المركزي) آلن جرينسبان في مذكراته التي نشرت أمس الاثنين ان «النفط هو من الاسباب الرئيسية في شن الحرب على العراق«، مما احدث ضجة في بلاده. وفي خروج عن التحفظ والصمت اللذين اشتهر بهما اثناء رئاسته للاحتياطي الفيدرالي، اتهم جرينسبان الرئيس الامريكي جورج بوش مباشرة بالتخلي عن مبادئ الجمهوريين بالنسبة الى الاقتصاد. ويوضح «يحزنني انه من غير اللائق سياسيا الاقرار بما يعرفه الجميع وهو ان النفط هو من الاسباب الاساسية للحرب في العراق«.

ومن المقرر ان تصدر مذكرات جرينسبان بعنوان «زمن الاضطرابات: مغامرات في عالم جديد« (ذي ايدج اوف تربلنس: ادفنتشرز ان ايه نيو ورد«، بعد 18 شهرا على تركه منصبه في الاحتياطي الفيدرالي بعدما تولى رئاسته من 1987 الى 2006، في الوقت الذي يقف فيه الاقتصاد الامريكي عند مفترق طرق وقبل اجتماع مهم يعقده البنك المركزي تحت رئاسة خلفه بن بيرنانكي. ويروي جرينسبان رحلته في العمل على مدى عقدين على رأس احدى اكثر المؤسسات المالية نفوذا في العالم، ويوجه عددا من الهجمات المفاجئة للادارة الامريكية. ورفض وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس اتهام جرينسبان بأن العطش الامريكي للنفط الخام هو السبب في شن الحرب على العراق في مارس .2003 وقال في تصريح لتلفزيون «اي بي سي« الاحد «الاتهام نفسه اطلق بشأن حرب الخليج في عام 1991 ولا اعتقد انه صحيح«. واضاف «اعتبر ان (سبب الحرب) هو تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج، ومنع محاولات الانظمة المارقة من تطوير اسلحة دمار شامل«. وكذلك نفى عدد من اعضاء الكونجرس الذي صوت بغالبية واسعة لصالح استخدام القوة العسكرية ضد العراق، اتهامات جرينسبان. وفي مقابلة مع محطة «سي ان ان« الاخبارية، قال السيناتور الجمهوري جون كورنين «لا اعتقد ان 77 سيناتورا امريكيا من الحزبين صوتوا لاستخدام القوة (في العراق)، لو كان الهدف الوحيد هو النفط«. واكد ان سبب شن الحرب هو «الامن القومي وليس النفط فقط«. ويقول جرينسبان، الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري، في كتابه انه نصح البيت الابيض باستخدام الفيتو على بعض مشاريع القوانين من اجل الحد من الانفاق «الخارج عن السيطرة« اثناء هيمنة الجمهوريين على الكونجرس. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال« عن جرينسبان قوله ان فشل بوش في تحقيق ذلك «كان خطأ كبيرا«. ويكتب جرينسبان ان الجمهوريين في الكونجرس «استبدلوا المبادئ بالقوة. ولم يحصلوا على اي منهما« مضيفا «لقد استحقوا الهزيمة« في الانتخابات التشريعية في عام 2006 عندما تمكن الديمقراطيون من السيطرة على الكونجرس. ويقال ان جرينسبان (81 عاما) يتقاضى اكثر من 100 الف دولار على اي كلمة يلقيها، وتردد انه حصل على 8.5 ملايين دولار من دار «بنغوين برس« للنشر في مقابل مذكراته هذه. ويروي جرينسبان في الكتاب رؤيته الخاصة بشأن انهيار اسواق البورصة في 1987، وانهيار فقاعة شركات الانترنت في عام 2001 والركود الذي تزامن مع هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة. وفي مدونة على موقع «امازون.كوم« المتخصص ببيع الكتب، قال جرينسبان انه يتحدث في كتابه عن تفاصيل عن طفولته في نيويورك وسنواته كعازف جاز وصداقاته مع رؤساء امريكيين. وفي اسلوب غير معتاد قال جرينسبان «بعد سنوات من الحديث عن المال في الافادات المعدة بدقة امام الكونجرس، استطيع اخيرا ان اتحدث بصوتي انا«. وقال في وصف للكتاب «لقد تناولت الجانب الشخصي في القسم الاول، وبدأت بعد ذلك في الكشف عن خفايا قصة الاقتصاد، ماذا تعني كل التحولات الاقتصادية التي بدأناها في اواخر التسعينيات«. ويأتي نشر مذكرات جرينسبان في الوقت الذي تعقد فيه المؤسسة التي ترأسها لفترة طويلة اهم اجتماع لها منذ سنوات اليوم الثلاثاء. ويترقب المستثمرون في كل انحاء العالم نتيجة الاجتماع لالتقاط اي مؤشر يمكن ان يساعد على مواجهة اثار ازمة القروض العقارية العالية المخاطر في السوق الامريكي والتي هزت الاسواق وادت الى ازمة ائتمان. وتتزايد الاتهامات لجرينسبان في هذه الازمة، حيث يقول البعض ان الابقاء على معدلات الفائدة متدنية لفترة طويلة ساعد على تقوية فورة العقارات التي تتسبب في الازمة الاقتصادية الحالية. ودافع جرينسبان عن نفسه في مقابلة مع محطة «ايه بي اس« التلفزيونية سيتم نشر مقتطفات منها الخميس. وقال جرينسبان عن منتقديه «انهم مخطئون، كان واجبنا هو كسر الجمود عن النظام المصرفي الامريكي اذا ما اردنا للاقتصاد ان يعمل. وتطلب هذا الابقاء على معدلات الفائدة متدنية نسبيا«.