المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجمعة الحادية عشر من جمعات الإصلاح الإلهي (15-6)



الميقن بالظهور
16-06-2007, 01:33 PM
الجمعة الحادية عشر من جمعات الإصلاح الإلهي (15-6)






بسم الله محيي البلاد ومصلح العباد



اللهم أنت خلقت الوجود وأصلحته بقدرتك ومننك ، وأنت خلقت الأرض وأصلحتها بنعمك وسُننك ، وأنت خلقت الإنسان وأصلحت حاله برحمتك وكرمك ، وأنت قبلت المؤمنين في ساحتك وأصلحتهم بهديك وأوليائك ، فكل الإصلاح بك وكل الصلاح منك ، وكل إصلاح بغير ذكرك وقربك إفساد ، وكل صلاح بغير رضاك ومعرفتك خراب ، اللهم عظـُم البلاء في الناس لشدة غفلتهم ، وأفرط بالشعوب سوء حالهم ، وقصُرت بالعاملين أعمالهم ، وقعدت بالزعامات أغلال نفوسهم ، وحبست الناس عن الرجوع إليك آمالهم الكاذبة ، وخدعوا أنفسهم بالدنيا الزائلة ، اللهم فنسألك برحمتك أن لا تؤخر عنا إصلاحك ، ونسألك بعزتك أن لا تحجب عنا هدايتك ، اللهم يا حبيبنا وخالقنا وراحمنا وراعينا إنا نسألك أنت تصلح خفايا الصدور ، وتنقذ أهل الأرض من الكبر والغرور ، وتـُخرج الناس من دوام تفريطهم بقربك ، وكثرة جهالتهم بحقك ، وشدة أمنياتهم في غير ساحتك ، وتواصل غفلتهم عن ذكرك ، ولهوهم ولعبهم بما لا يقربهم إليك ، وكن اللهم بنا في كل الأحوال رؤوفاً ، وفي جميع الأمور عطوفاً ، وصلي على المُصلح الأكبر المصطفى الأكرم وعلى سادة الإصلاح أهل بيت توحيدك وعلى المصلحين من الأنبياء والأولياء والمرسلين وعلى أمير الإصلاح ووارثه مهديك المنصور .

إن السبب الأكبر الداعي الى الإصلاح هو السبب الأخروي ، وهو سوء علاقة الناس بربهم وكثرة غفلتهم وشدة دنيويتهم وسطوة أنانيتهم وقوة إستغنائهم عن رحمة الله وكرمه ورضاه وتفريطهم بمصيرهم الأخروي وخراب تدينهم وإمتلاء نفوسهم بالشك بقدرة الله ورحمته ، فهذا هو الخراب الأكبر ، وهذا هو المصاب الأكبر ، فلا مصيبة في حياة الناس أكبر من فقدانهم لمنهج التدين الصحيح ، ولأسباب الإيمان القوي ، ولطريق الهداية النقي ، وخسارتهم لفرصة التكامل ، وتحول الدنيا من فرصة تطهر وتقرب الى الله الى ساحة لعب ولهو وغفلة وبعد عن الله سبحانه ، وهذا الحال موجود الآن بشدة في الواقع العالمي في كل الملل والمذاهب ، ولا تستطيع موجات التدين الشكلي وحركات التدين السياسي أن تـُخفي الخراب الكبير في إيمان المجتمعات وفي أخلاقها مع الله وفي أخرويتها وفي ثقتها بالله سبحانه ..

والسبب الثاني الذي يدعو الى الإصلاح هو ما يملأ العالم من فتن وحروب ومظالم ومآثم وعدوان وتعصب وتحزب وتفرق وإضطهاد وإستبداد وإستعمار وكراهية وبغضاء وطمع وجشع وإحتكار وغش وقسوة قلوب وتمزق الناس ، وكثرة النزاعات الباطلة ، وكثرة العقائد الباطلة ، وكثرة الأنانية الحزبية أو القومية أو المذهبية ، وهذا سبب مهم وإن كان يأتي بالدرجة الثانية لكنه مرتبط إرتباط وثيق بالسبب الأول الداعي الى الإصلاح أي بالمشكلة الأخروية للناس ، فزوال هذا الخراب الدنيوي متعلق بزوال الخراب الأخروي ..

ولا يمكن حدوث الإصلاح من خلال وضع برامج سياسية أو عقائد حزبية أو أطروحات دينية ناتجة عن إجتهادات العقول وأهواء الرجال وموروث المذاهب ، وإنما يكون الإصلاح بالتدخل الإلهي عبر أوليائه ومنهجه وهديه سبحانه كما كان دائماً عبر التأريخ كله ، ولا يكون الإصلاح من خلال إستلام هذه الجهة للحكم أو تشكيل أحزاب جديدة أو الإيمان بالإنتخابات أو غيرها من الوسائل الترقيعية التي لا تزيد الطين إلا بلة ، أو لا تؤدي إلا الى سترٍ مؤقتٍ لعورة المجتمعات بل ولا تؤدي إلا الى خداع الناس وتركيز نظرهم بإتجاه الإصلاح الوهمي ..

فالإصلاح الحقيقي يقوم من خلال إصلاح العلاقة بالله سبحانه ، أي أن الإصلاح الذي تحتاجه البشرية هو أن تحصل على مفردات العلاقة مع الله سبحانه ، وذلك من خلال إنتشار حسن الظن بالله بين الناس ، وإنتشار الإفتقار والإحتياج الى الله ، وإنتشار الأمل بالله ، وإنتشار الحب لله ، وإنتشار اليقين بقدرة الله ، وإنتشار التواضع لله ولأوليائه ، وإنتشار الثقة بالتدخل الإلهي لهدايتهم وإصلاحهم ، وإنتشار الإعتقاد بأن الله سبحانه يداه مبسوطتان بالعطاء والكرم والهداية والغفران ، وإنتشار منهج التوكل على الله ومنهج الأنس بالله ومنهج العزة بالله ومنهج التفكر بآيات الله ومنهج الحرص على رضا الله ومنهج الإيمان برقابة الله لأعمالنا ونوايانا ، والإصلاح يكون من خلال إنتشار المعرفة بعظمة حق الله واليقين بالغيب وحضوره وأثره ووجود أهله في ساحتنا ، ومن خلال إحترام الناس لقلوبها وواقعها المعنوي مع الله ، ومن خلال معرفة الناس بأهمية التوفيق الإلهي والتأييد والتسديد الإلهي ، ومعرفة الناس بوجود البركات والإلهام والإرشاد الإلهي ، ومعرفة الناس بأن الله سبحانه يُغير قضائهم وقدرهم إن غيروا منهجهم معه سبحانه وإن غيروا مسيرتهم في الحياة الدنيا ..

هذه هي مداخل الإصلاح الحقيقي ، وهذه هي أبواب جلب الخير الحقيقي للأرض ، وهذه مفاتيح الإنقاذ المعنوي للبشرية من سوء الخاتمة وبؤس المصير الأخروي ، وهذه هي مفاتيح الإنقاذ للعالم من كل الفتن والنزاعات والحروب والمظالم والأطماع والصراعات والجرائم والإرهاب والخوف والجوع وغيرها من المصائب ، بل وهذه سبل الخلاص حتى من الكوارث الطبيعية والأوبئة ، لأن الناس إن آمنوا وأتقوا يفتح الله عليهم بركات السماوات والأرض ، فما تحتاجه البشرية هو الإصلاح الحقيقي ، الإصلاح بالله ومن الله وليس الإصلاح الوهمي .


والحمد لله الذي وعد بأن يُتم نور الإصلاح ويُظهر دين الإصلاح على كل ظلم وجور

رونق الحياة
24-06-2007, 11:09 AM
مشكور اخي لمواضيعك الرائعة

جزاك الله خيرا

ارشيف الفرات
08-07-2007, 02:07 AM
إن البعض عندما يمر بحالة من الإقبال على المولى فى مناجاة أو غيره ، فانه يظن انه قد قطع المراحل التكاملية ، وانه صار قريبا من ربه .. ومن المعلوم ان هذه الحالة مقدمة للاسترخاء والعجب والغفلة عن كيد الشيطان الرجيم.. فهل حاولت ان تشدد المراقبة على نفسك بعد كل إقبال روحي؟
احسنت اخي الفاضل على ماتفضلت به في موضوعك القيم وسدد الله خطال على الايمان وجعلنا معك على طريق الحق والهدايه