تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجمعة العاشرة من جمعات الإصلاح الإلهي (8-6)



الميقن بالظهور
09-06-2007, 06:14 AM
الجمعة العاشرة من جمعات الإصلاح الإلهي (8-6)

بسم الله صاحب كل خير وباب كل صلاح



اللهم أنت ربنا وحبيبنا وغايتنا وملاذنا وثقتنا ، وأنت الحي القيوم ، ترعى أمورنا سبحانك ، وتدبر شؤوننا ، وتقود حياتنا ، وتجيب دعاءنا ، وتصلح قلوبنا ، وتفرج عنا كروبنا ، وتحررنا من كل أسر ووهم ، وتنقذنا من كل غفلة وظلم ، وتحفظنا في كل شدة وظرف ، فإهدنا الى ساحة معرفتك ، وقدنا الى مراتب حبك ، واجعلنا في كل الأحوال متكئين على قدرتك ، وواثقين بعونك ، وآملين بكرمك ، وطالبين لرضاك ، ومحسنين الظن بك ، ومتواضعين لأوليائك ، اللهم أنت صاحب الفضل العظيم فكيف يُنزل الناس حاجاتهم عند غيرك ، وأنت صاحب العطاء الكبير فكيف يُصدق الناس بما بأيديهم ولا يأملوا بما بيدك ، وأنت عون المؤمنين فكيف يجعلون ثقتهم بغير عونك وتوفيقك ، وأنت القادر على كل شيء فكيف يتكلون على قدرة جيوشهم وأسلحتهم وينسون مددك ، اللهم فأغفر لعبادك جهلهم بكرمك وسوء ظنهم برحمتك وشكهم بقدرتك وأملهم بغيرك ، وصلي على باب رحمتك الكبرى محمد المصطفى وأنوار كرمك آل البيت الهداة المهديين ، وعلى أنبيائك وأوليائك القادة والمصلحين الى يوم لقائك يا أرحم الراحمين ..
إن المشاكل التي تعم الأرض اليوم وكانت في كل أحقاب التأريخ موجودة وكبيرة ومنتجة لكثير من الشرور والدمار والمظالم والحروب والفتن والمآسي والآلام كلها ناتجة عن مشاكل في العلاقة مع الله سبحانه ، فأساس كل خراب في الأرض هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل عدوان عسكري هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل سياسة ظالمة هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل طمع بثروات الشعوب هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل إستبداد وظلم للناس هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل عمل عدواني يتستر بدين الله هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل عمل راكن الى السلاح ومعتد بالقوة وناشر للظلم ومستبيح للدماء ومتستر بإدعاءات التحرر والإستقلال أو إدعاءات العدالة أو إدعاءات الدين هو الخراب في العلاقة مع الله سبحانه ، وأساس كل المؤامرات التي تديرها أجهزة المخابرات في العالم هو الخراب في العلاقة مع الله ، وأساس كل الصراعات الحزبية والطائفية التي ليس فيها ورع ولا مخافة لله هو الخراب في العلاقة مع الله سبحانه ، هكذا يجب أن نفهم الحقيقة ونصارح أنفسنا بها ونصارح العالم بها ، فكل التحليلات السياسية التي تملأ الإذعات والصحف هي تحليلات وهمية وتتكلم عن عوارض المشكلة الحقيقية وليس عن المشكلة الحقيقية ، فالمشكلة الحقيقية هي خراب العلاقة مع الله سبحانه ، فكل محاولات الحل لأي أزمة هي محاولات وهمية تحاول أن تنقل الأورام من مكان الى مكان أو تسد نزيف في مكان فينفجر في مكان آخر لأنها محاولات لا تذهب الى أساس المشكلة التي أنتجت الأزمات وتقوم بحلها ..
فالقوة المتصارعة اليوم في الساحة العالمية سواء الدينية أو غير الدينية ومن كافة الملل والمذاهب والشعوب هي عبارة عن جهات تعاني من مشاكل كبيرة مع الله ، فجهة تعاني من سوء ظن بالله شديد وهذا يدفعها الى إتخاذ إجراءات ظالمة لأناس آخرين ، وجهة تعاني من شك كبير بقدرة الله وهذا يدفعها الى إتخاذ إجراءات مبالغ فيها لحماية نفسها وإجراءات عدوانية لجلب الأمان لنفسها ، وجهة تشك بكرم الله وهذا يدفعها الى الطمع بما بأيدي الآخرين ، وجهة أخرى قانطة من فرج الله وهذا يدفعها الى تصرفات عدوانية وعشوائية تفجر أزمات متتالية ، وجهة أخرى آملة بما بيدها وليس بما بيد الله فهي تـُعظم ما بيدها ومستعدة للدخول بكافة المعارك من أجل هذا الذي بيدها ، وجهة أخرى تشك بحفظ الله ولذلك تحاول أن تحفظ نفسها حتى لو كان ذلك على حساب أقوام أخرى ، فهذه هي المسببات الحقيقية لكل الأزمات السياسية والعسكرية والأمنية والأخلاقية التي تجلب الى العالم الفقر والجريمة والمخدرات وتجلب الفتن والحروب والأزمات وتشغل الناس عن آخرتهم وتدمر مصالحهم الحياتية وتدمر علاقاتهم وتملأ أيامهم بما يضرهم ولا ينفعهم ..
إذن فالطريق الى حل كل مشكلات العالم ليس بالتوزيع العادل للثروات كما إدّعت تلك الجهة ، وليس بنشر الديمقراطية كما تدّعي هذه الجهة ، وليس بدعم الحس القومي ، وليس بالإنتماء للمد الديني المتعصب والمتشدد ، وليس بإنتاج الأحزاب ، وليس بالإنتخابات ، وليس بتجميع الأسلحة ، وليس بالقتال والمعارك التي لا نهاية لها ، وليس بالوزارات ، فهذه الأساليب كلها لا تؤدي سوى الى الدوران في دوامة مفرغة لا نهاية لها من الأزمات ، كلما رتقوا أزمة فتقوا أزمات أخرى ، فالحل الحقيقي هو في إصلاح العلاقة مع الله وإصلاح النظر الى الله وإزالة المشاكل الوجدانية مع الله من ضمير الشعوب ووجدانها ..
وهذا الحل لا يقدر عليه أهل المؤسسات الدينية والكهنوت الديني التقليدي ، هذا الحل لا يقدر عليه إلا أولياء الله ، لذلك فنحن نقول لا يمكن إصلاح هذا العالم إلا بإصلاح العلاقة مع الله ، ولا يمكن إصلاح العلاقة مع الله إلا بأولياء الله ، وبالتالي فعلى الجميع أن يعلم أنهم مضطرون الى المصلح الإلهي ومحتاجون إليه كي يصلح علاقتهم مع الله وهذا هو الربح الحقيقي ، وكي ينقذهم من كل أزماتهم وهذا ربح مضاف لا يستغنون عنه.




والحمد لله الذي منّ علينا بأوليائه ويخرجنا من كل ضنك بذكره سبحانه

رونق الحياة
24-06-2007, 11:08 AM
مشكور اخي لمواضيعك الرائعة

جزاك الله خيرا