المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «جامع البنات».. قبلة الراغبات في الزواج والباحثات عن ابن الحلال



عراقي هواي وميزة فينا الهوى
06-06-2007, 09:49 PM
«جامع البنات».. قبلة الراغبات في الزواج والباحثات عن ابن الحلال




لا أحد يعلم كيف جاء الارتباط بين هذا الجامع الذي يضم تحت ثرى صحنه المكشوف رفات بنات الأمير المملوكي عبد الغني الفخري السبع، وبين تردد البنات الراغبات في الزواج عليه للدعاء في صحنه المكشوف بأن يرزقهن الله بابن الحلال الذي يفك كربة عنوستهن. فجامع «البنات» يزيد عمره على 600 عام، ويقع في شارع بورسعيد بوسط القاهرة. ويعد تحفة من كنوز المعمار الإسلامي، إذ يبدو من الوهلة الأولي مسجداً خاصاً بالنساء في يوم صلاة الجمعة، حيث تفد إليه عشرات الفتيات الباحثات عن الزواج وينتشرن في أرجائه التي يكسوها الرخام ودهاليزه المؤدية إلى صحنه، يبتسمن في خجل وهن يحاولن الوصول إلى الصحن المكشوف. فيشير إليهن إمام المسجد بالانصراف إلى المكان المخصص للنساء حتى يتمكن الرجال من الصلاة، فيتوقفن في منتصف الطريق، ويرفعن أكفهن إلى السماء داعيات الله أن يفك كربتهن ويوفقهن في العثور على زوج مناسب. المشهد لا يضم الفتيات فقط ولكنه قد يضم بعض الأمهات اللاتي يحضرن للمشاركة في الدعاء لبناتهن، وهو المشهد الذي يتكرر كل أسبوع حتى ألفه أهل المنطقة وصار طقسا عاديا من طقوس المسجد وسط يقين لا يقبل الشك أو الاستهانة أن من تبحث عن عريس لابد لها من زيارة هذا المكان والتبرك به، وهي قناعة توارثها أهل المنطقة وغيرها من مناطق مصر عن «جامع البنات»، وسط إحصائيات تشير إلى وجود نحو ثمانية ملايين شاب وفتاة تجاوزوا الثلاثين من دون زواج. سماح أنكرت في البداية مجيئها إلى المسجد رغبة في الدعاء بالعثور على زوج المستقبل
يشاركها الحياة، حيث قالت إنها حضرت فقط للصلاة والتمتع بعبق المكان والتاريخ، لكنها عادت واعترفت بدون قصد منها بأهمية يوم الجمعة في «جامع البنات» باعتباره يوما مميزا تتوافد فيه الفتيات من كل أنحاء مصر إلى المسجد كي يدعين بما شئن من أدعية. وأشارت في حديثها الي صديقتها التي مرت بأكثر من تجربة خطبة فاشلة ولم تتزوج الا عند مجيئها الى الجامع والدعاء في صحنه. ويلملم عم محمود السبكي، تاجر القماش المعروف في المنطقة، ثوبه الفضفاض قبل الصلاة بقليل، وهو يدلل على صدق ما يشاع على بركة المسجد المقرونة بشواهد من فتيات الحي اللاتي تم فك نحس عنوستهن عقب المجيء للمسجد والدعاء والصلاة فيه، مرجعاً سر تلك البركة إلى قيام الأمير المملوكي عبد الغني الفخري الذي قام ببناء المسجد عام 1418 ميلادية، بدفن فتياته السبع اللاتي توفين كلهن عذراوات في غرفة الضريح بالمسجد. وأضاف: من هنا انتشرت شهرة المسجد في علاج أزمة العنوسة. ولذلك تأتي الفتيات العانسات من الإسكندرية وحتى أسوان طمعاً في التبرك بالراقدات السبع والطواف حول المئذنة.
إمام المسجد الشيخ سيد له رأي آخر حيث يرفض ما يقال عن البركة الممنوحة من قبل سكان الضريح للراغبات في الزواج. ويشير إلى أن الأمر برمته ليس سوى إشاعة تناقلتها الأجيال، وأنه من غير المتوقع بعد مرور ما يقرب من 600 عام تم فيها ترميم المسجد أكثر من مرة، كان آخرها الترميم الذي أعقب زلزال 12 أكتوبر (تشرين الأول) الذي ضرب القاهرة عام 1992، أن يكون بالضريح ما يتوهم الناس بوجوده. وأكد الشيخ سيد أن الظروف التي يمر بها المجتمع هي التي تدفع الناس إلى البحث عن أي شيء قد يساهم في حل مشاكلهم حتى لو كان التعلق بخرافة أو أسطورة. لا يختلف «جامع البنات» كثيرا عن مساجد مصر المملوكية التي بناها المماليك تقربا إلى المصريين ورغبة في تخليد أسمائهم. فقد أنشأه الأمير فخر الدين عبد الغني بن عبد الرازق بن أبي الفرج بن نيقولا، والذي كان جده أرمينياً تابعاً لابن نيقولا الكاتب فنسب إليه، وهو أول من أسلم من آبائه فنشأ ولده عبد الرازق مسلما ورزق بابنه فخر الدين الذي تربى وتعلم وتدرج في عدد من الوظائف؛ منها ولايته على الحدود المصرية ـ الشامية خلال فترة حكم الناصر بن برقوق. كما عين كاشفا للشرقية ثم كاشفا للوجه البحري حتى توفي عام 1418 بعد بنائه المسجد بنحو شهرين. وتتكون العمارة الخارجية للمسجد من واجهة رئيسية واحدة في الناحية الشمالية الغربية، وهي ذات بناء من الحجر ويتوجه صف من الشرفات الحجرية المحمولة على هيئة الورقة النباتية الثلاثية، وتشتمل هذه الواجهة على المدخل الرئيسي والمئذنة وواجهتي الإيوان الشمالي الغربي والسبيل والكتاب التابع للمسجد

وبين مدخل المسجد وواجهته، توجد المئذنة التي أقامتها والدة حسين بك بن محمد علي باشا عام 1851 ميلادية، وهي مئذنة ذات قاعدة مربعة مشطوفة الأركان العليا لتحويل المربع إلى مثمن، تعلوه دورتان اسطوانيتان تفصل بينهما شرفة حجرية تنتهي بقمة خشبية مدببة على الطراز العثماني. أما أرضية المدخل الرئيسي فقد تم كسوتها بفصوص رخامية ملونة. وعلى جانب المدخل بابان متشابهان يفضي أحدهما إلى ميضأة حديثة. بينما يفضي الآخر إلى دهليز مستطيل ينتهي إلى صحن المسجد المكشوف الذي يشرف على أربعة إيوانات؛ أولها ناحية القبلة في الجهة الجنوبية الشرقية، وهو اكبر هذه الإيوانات وأهمها، ويتصدر هذا الإيوان محراب مجوف يرتكز على عمودين رخاميين، وعلى يمين هذا المحراب منبر خشبي أجزاؤه مطعمة بالصدف والعاج، وقد غطيَّ هذا القسم الأوسط من هذا الديوان بسقف خشبي مذهب وملون منقوش عليه آيات قرآنية. وفي الناحية الشمالية الشرقية للصحن، توجد غرفة ضريح مستطيلة ذات أرضية بلاطية وسقف من العروق الخشبية المطبقة بالألواح تتوسط أرضيتها تركيبتان رخاميتان؛ إحداهما كبيرة لمنشئ الجامع والأخرى صغيرة لبناته السبع.

sahab
06-06-2007, 10:19 PM
مشكور اخي ماجد على هده المعلومات, ننتظر المزيد:77 (9):

ارشيف الفرات
07-06-2007, 11:37 AM
بصراحه عجبني اشوف المكان الاثري شكرا ماااااجد