المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجمعة التاسعة من جمعات الإصلاح الإلهي (1-6)



الميقن بالظهور
06-06-2007, 06:18 PM
الجمعة التاسعة من جمعات الإصلاح الإلهي (1-6)

بسم الله ناصر أولياءه ومؤيد دعوته ومسدد عمل المخلصين




اللهم إنـّا نشهد أنك حبيبنا وحبيب قلوب الصادقين ، ونشهد أن رحمتك وسعت كل نفس ، وقوتك قهرت كل قوة ، وربوبيتك دبرت كل أمر ، ونشهد أنك قد غلبت بجبروتك كل طغيان ، وأقمت بعظمتك كل بنيان ، وأوصلت نداءك الى كل إنسان ، وعلا سلطانك على كل سلطان ، وأطلـّع على حقائق غيبك أهل الصدق في الإيمان ، ووقف رسولك وأهل بيت توحيدك بعزة نصرك يُصلحون أهل الأرض ويجددون دينك ، فاللهم إنـّا نسألك أن تجعل ولاية مهديك سبباً الى كل خير أخروي ، وباباً الى كل صلاح معك ، وأن تخرجنا ببركاته من كل الذنوب التي تـُنزل النقم ، وتـُنقذنا بهدايته من كل الذنوب التي تحجب النعم ، وتـُطهرنا بأنواره من كل الذنوب التي تحبس الدعاء ، وتـُبعدنا بفيضه عن كل الذنوب التي تـُنزل البلاء ، وتستبدل به يا ربنا كل خوف بأمان ، وكل قلق بإطمئنان ، وكل طمع بزهد ، وكل خنوع بشجاعة ، وكل جهل بعلم ، وكل شك بيقين ، وكل كسل بثورة ، وكل ظلم بعدل ، وكل كبر بتواضع ، وكل إستغناء عنك بإفتقار إليك ، يا إلهنا وحبيبنا ومولانا يا واسع العطاء ودافع البلاء وباسط الرخاء ومنير الأرض والسماء ، صلي على كامل النور طه الأمين وعلى سادة الإصلاح أهل بيت توحيدك ، وعلى الأنبياء والأولياء والصالحين الى يوم لقائك سبحانك ..
لقد إرتبط في ذهن طائفة من المؤمنين ومن المتدينين العمل الإجتماعي مع حركة ظهور المهدي أرواحنا فداه ، ونتج عن هذا الإرتباط عدة توجهات صحيحة أو خاطئة ، وكان أهل هذه التوجهات يربطون بين العمل وبين المهدي بصيغة أو بأخرى ، سواء بنية صالحة أو بتحايل دنيوي لأجل غايات دنيوية أو دوافع سياسية أو مصالح شخصية أو عقائد مادية متسللة إليهم ..
فكان في الساحة توجه الى الإبتعاد عن أي عمل إجتماعي مادام الإمام غائباً ، والإكتفاء بالطقوس والمسائل الفقهية المجردة ، وعدم السير في النشاط الإجتماعي السياسي أو الإصلاحي ، وهذا الإتجاه كان قوياً في مراحل عدة وكان موصوفاً دائماً بالسلبية وعدم التدخل في الشؤون الإجتماعية والسكوت ..
أما التوجه الثاني الذي ظهر في الساحة فكان يقول أن العمل واجب لأننا لا نعرف متى يظهر الإمام فقد يظهر بعد مئات السنين ، وهذا التوجه فيه ثلاثة عيوب أساسية ، الأول أن أطروحته فيها لا مبالاة إتجاه ظهور الإمام ، وفيها قلة إهتمام بظهور الإمام ، وقلة إحترام لأهمية حركة الإمام ، وهو يتصور أنه إذا عمل مئات السنين بدون الإمام سوف يصل الى نتائج لها قيمة ، ولا يدرك أن الإستغناء عن الإمام هو إستغناء عن الله لأنه إستغناء عن فرج الله وهدي الله ونصر الله وإرشاد الله وبركات الله ، فالمهدي لا يمثل نفسه إنما هو في مقدمة ركب العطايا الإلهية وهو باب كرم الله وهو القائد الإصلاحي الذي يقدم مطاليب الله ، والعيب الثاني في هؤلاء أنهم فسروا العمل بأنه التوجه نحو السلطة وإقامة الأحزاب السياسية وبالتالي خرجوا من المهمة الدينية وغرقوا في المهام الدنيوية ، وصارت همومهم كلها متعلقة بالوزارات والصناعات والإنتخابات والبرلمانات ، وكل ذلك بحجة قضاء حوائج المؤمنين ، وأهملوا الإصلاح الديني والأخلاقي إهمالاً كبيراً ، والعيب الثالث أنهم إدعوا أن المهدي بحاجة إليهم ، وأنهم يمهدون له بمؤسساتهم وأسلحتهم ، وهذا فيه إغترار كبير بالنفس وتكبر على أمر الله وجهل بحقيقة المهدي الذي لا يعتمد عليهم جميعاً ولا يحتاج إليهم إطلاقاً وهم إليه بأمس الحاجة لو كانوا يعقلون ..
أما التوجه الثالث فكان نادراً ومحدوداً لكنه موجوداً في الساحة ، وهو التوجه الذي يقول أننا بغاية الإحتياج الى المهدي ، وإننا بغاية الإحتياج الى التدخل الإلهي لإحداث الإنقلاب على الأرض والتغيير لموازيين القوى ونصرة الحق وإظهار دين الله وتمام نوره ، وعلينا أن ندعوا الله سبحانه كي يُعجل علينا هذا الخير والفرج العظيم ، وفي هذه الفترة الى أن يستجيب لنا الله علينا أن نصلح قلوبنا مع الله ونصلح قلوب الطيبين ، فهؤلاء تبنوا الإصلاح الحقيقي ، وأدركوا أن العمل الحقيقي هو إصلاح أخلاق الناس مع الله وإصلاح علاقة الناس مع ربهم وإصلاح دين الناس ..
أما الآن فنقول أن حركة العمل يجب أن تأخذ طابعاً جديداً ومعنى جديد ، ونقول بلسان المصدقين بالله والعارفين بغيبه أن بركات الإمام موجودة وحضور رسول الله وأهل البيت كبير معنا ، فعلينا وعلى المؤمنين جميعاً أن يبدأوا بالعمل تحت لواء رسول الله وأهل البيت والمهدي أرواحنا فداه ، وهذا ليس إنتظار إيجابي ، إنما هو إستجابة حقيقية لأمر الله وعملٌ في ساحة الله وفي ثورة الله ومع ولي الله ، وهذا يعني أن أطروحة السكوت حتى ظهور الإمام إنتهت ولا قيمة لها ، وأن أطروحة الإنتظار الإيجابي التي تم المتاجرة بها كثيراً من قبل السياسيين إنتهت ولا قيمة لها ، وأن أطروحة التمهيد للإمام بإيجاد الأسباب المادية منتفية بشكل طبيعي ، والآن نحن منفتحون على أطروحة العمل تحت ولاية الإمام ، وخير العمل هو الرجوع الى الله ، ونشر الإيمان بين الناس ، ونشر ذكر الله، وتمجيد رسول الله(ص)، وتأكيد حضور أهل بيت التوحيد(ع)، وتأكيد رعاية الإمام لمن يُخلص لله ، وتأكيد بداية الصحوة الإيمانية في العالم بحضور أولياء الله وأنوارهم وبركاتهم وفيضهم وشفاعتهم ومددهم .



والحمد لله الذي أدخلنا في ساحة عمله ورزقنا بالولاية لأولياءه

رونق الحياة
06-06-2007, 07:10 PM
مشكور اخي لمواضيعك الرائعة

جزاك الله خيرا

ارشيف الفرات
06-06-2007, 07:13 PM
شكرا لكم جعلها الله في ميزان اعمالكم وختم الله لكم باليمن والبركات