إتيرس
14-05-2007, 09:51 PM
" أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ "
(الواقعة:59,58)
من الدلالات اللغوية للآيتين الكريمتين :
(المني) في اللغة هو التقدير , يقال : (مني لك الماني) أي: قدر لك المقدر; و (المني) هو السائل أو السوائل الحاملة للنطف (خلايا التناسل) التي قدرت بها الحياة , وجاءت هذه اللفظة بتصريفاتهاالمختلفة في كتاب الله المجيد أربع مرات كما يلي :
(1)" وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى . مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى " (النجم46,45) أي : من نطفة إذا تقدرها العزة الالهية أو تخصب بنظيرها من نطفة مقابلة .
(2)" أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ "(الواقعة:59,58) أي : ما تنتجون من النطف , أو ما تخصبون منها .
(3)" أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى" (القيامة:37-39) .
ومن (المني) جاءت لفظة (المنية) وهي الأجل المقدر للكائن الحي بالموت , وجمعها (المنايا) , و(المنون); يقال (مني) له; أي : قدر له , لأن الموت مقدر على كل حي .
(المنية) واحدة (المني) , و (الأمنية) واحدة (الأماني) وجمعها (أمان) و(أماني) بالتخفيف والتشديد.. و(تمنيت) الشيء أي: قدرته وأحببت أن يصير إلى. يقال : (تمني) الشيء أي طلبه في نفسه وصوره فيها من قبيل التخمين والظن أو عن روية وبناء على أصل وإن كان أغلب التمني تصور ما لا حقيقة له , و (الأمنية) هي الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء. يقال: (منيتني) كذا; أي: جعلت لي أمنية في كذا بما شبهت لي , قال تعإلى مخبرا عن الشيطان الرجيم في محاولته إغواء بني الإنسان :
" وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِيَنَّهُمْ وَلآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ "
(النساء:119)
ويقال : (مني) غيره (تمنية) أي وعده بما يطلبه في نفسه ويرجوه . ويقال (تمني) الكتاب أي قرأه , و (يتمني) الأحاديث أي يفتعلها وهو مقلوب من (المين) وهو الكذب .
(خلق) : أصل (الخلق) التقدير المستقيم , ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء , كما يستعمل في إيجاد شيء من شيء آخر , وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله ـ تعالى ـ وحده , أما الخلق الذي يكون بالاستحالة فقد جعله الله ـ تعالى ـ لغيره في بعض الأحوال. و (الخلق) لا يستعمل في الناس إلا على وجهين: أحدهما في معني التقدير , والثاني في معني الكذب أو (الاختلاق والافتراء) .
و (الخلق) و (الخلق) في الأصل واحد , ولكن خص (الخلق) بالهيئات والأشكال , والصور المدركة بالبصر , وخص (الخلق) بالقوي والسجايا المدركة بالبصيرة , وعلى ذلك فإن (الخلاق) هو ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه. يقال: فلان (خليق) بكذا , أي: جدير به , كأنه مخلوق فيه ذلك , فـ (الخلقة)و(الخليقة) هي الفطرة والجمع (الخلائق) .
من الدلالات العلمية للآيتين الكريمتين :
تشير هاتان الآيتان الكريمتان إلى طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان الذي خلقه الله ـ تعالى ـ بيديه , ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها , وأسجد له الملائكة , وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.وكان من هذا التكريم أن خلق له من نفسه زوجا , وجعل بقاء نوعه إلى أن يشاء الله ـ تعالى ـ قائما على التكاثر بالتناسل , وهي عملية معجزة تشهد لهذا الإله الخالق بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه .
فمن خليتين ضئيلتين لا تريان بالعين المجردة حيث لا يزيد طول الواحدة منها في الرجل على(005. ـ مم) وفي (المرأة عن (2. ـمم) يخلق ربنا ـ تبارك وتعالى ـ الإنسان اليافع الذي يتكون جسده من ألف تريليون خلية في المتوسط تنتظمها أنسجة متخصصة في أعضاء متخصصة في أنظمة متخصصة تعمل في تناسق عجيب لخدمة هذا المخلوق المكرم.http://www.elnaggarzr.com/files/47650_asd2503.gif
وإذا علمنا أن جسم الإنسان يتكون أساسا من الماء بنسبة تصل إلى70% في المتوسط , بالإضافة إلى مواد صلبة تشكل حوالي30% من كتلة جسم الإنسان , وأن أغلب تلك المواد الصلبة يكونه عنصرا الكالسيوم والفوسفور يليهما في الكثرة عناصر البوتاسيوم , الصوديوم , الكبريت , المغنسيوم , الكلور , الفلور , البروم , اليود , والحديد , مع آثار ضئيلة من عناصر النحاس , المنجنيز , الزنك , الموليبدينوم , والألومنيوم , وهي في مجموعها لا تكاد تختلف عن التركيب الكيميائي لتربة الأرض .
والتركيب الكيمائي للخلية الحية لا يكاد يختلف عن ذلك , وهو معروف مائة بالمائة , وقد عجزت البشرية كلها عن إيجاد خلية حية واحدة , وإذا علمنا ذلك أدركنا أن سر الحياة موجود في النطف المتناهية الضآلة والتي يفرزها الإنسان مع منيه , ذكرا كان أو أنثي , ومن هنا كان السؤال الاستنكاري التوبيخي , التقريري الموجه للكفار والمشركين في كل زمان ومكان والذي يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ فيه :" أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ . نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ . عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ . وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ "(الواقعة:58-62).
ويتكون جسم الفرد البالغ من البشر من ألف تريليون خلية في المتوسط كما سبق وأن أشرنا , وبعض هذه الخلايا يمكن رؤيته بالعين المجردة , ولكن أغلبها على قدر من الضآلة بحيث لا يتعدي قطر الخلية 03. ـ من المليمتر , وتتنوع الخلايا بتنوع وظيفة كل منها فهناك خلايا العظام , وخلايا اللحم من مثل خلايا كل من العضلات والأنسجة الضامة , والجلد , وخلايا المخ والأعصاب , وخلايا كل من الدم والليمف , وخلايا الأنسجة فائقة التخصص من مثل خلايا كل من القلب , الرئتين , الكبد , الكلي , وخلايا كل من الجهاز الهضمي , والجهاز التناسلي , وغيرها , وكل ذلك مختزن في الشيفرة الوراثية للخلايا الناسلة .
<HR SIZE=1>
(الواقعة:59,58)
من الدلالات اللغوية للآيتين الكريمتين :
(المني) في اللغة هو التقدير , يقال : (مني لك الماني) أي: قدر لك المقدر; و (المني) هو السائل أو السوائل الحاملة للنطف (خلايا التناسل) التي قدرت بها الحياة , وجاءت هذه اللفظة بتصريفاتهاالمختلفة في كتاب الله المجيد أربع مرات كما يلي :
(1)" وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى . مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى " (النجم46,45) أي : من نطفة إذا تقدرها العزة الالهية أو تخصب بنظيرها من نطفة مقابلة .
(2)" أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ "(الواقعة:59,58) أي : ما تنتجون من النطف , أو ما تخصبون منها .
(3)" أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى" (القيامة:37-39) .
ومن (المني) جاءت لفظة (المنية) وهي الأجل المقدر للكائن الحي بالموت , وجمعها (المنايا) , و(المنون); يقال (مني) له; أي : قدر له , لأن الموت مقدر على كل حي .
(المنية) واحدة (المني) , و (الأمنية) واحدة (الأماني) وجمعها (أمان) و(أماني) بالتخفيف والتشديد.. و(تمنيت) الشيء أي: قدرته وأحببت أن يصير إلى. يقال : (تمني) الشيء أي طلبه في نفسه وصوره فيها من قبيل التخمين والظن أو عن روية وبناء على أصل وإن كان أغلب التمني تصور ما لا حقيقة له , و (الأمنية) هي الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء. يقال: (منيتني) كذا; أي: جعلت لي أمنية في كذا بما شبهت لي , قال تعإلى مخبرا عن الشيطان الرجيم في محاولته إغواء بني الإنسان :
" وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِيَنَّهُمْ وَلآمُرَنُّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ "
(النساء:119)
ويقال : (مني) غيره (تمنية) أي وعده بما يطلبه في نفسه ويرجوه . ويقال (تمني) الكتاب أي قرأه , و (يتمني) الأحاديث أي يفتعلها وهو مقلوب من (المين) وهو الكذب .
(خلق) : أصل (الخلق) التقدير المستقيم , ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء , كما يستعمل في إيجاد شيء من شيء آخر , وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله ـ تعالى ـ وحده , أما الخلق الذي يكون بالاستحالة فقد جعله الله ـ تعالى ـ لغيره في بعض الأحوال. و (الخلق) لا يستعمل في الناس إلا على وجهين: أحدهما في معني التقدير , والثاني في معني الكذب أو (الاختلاق والافتراء) .
و (الخلق) و (الخلق) في الأصل واحد , ولكن خص (الخلق) بالهيئات والأشكال , والصور المدركة بالبصر , وخص (الخلق) بالقوي والسجايا المدركة بالبصيرة , وعلى ذلك فإن (الخلاق) هو ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه. يقال: فلان (خليق) بكذا , أي: جدير به , كأنه مخلوق فيه ذلك , فـ (الخلقة)و(الخليقة) هي الفطرة والجمع (الخلائق) .
من الدلالات العلمية للآيتين الكريمتين :
تشير هاتان الآيتان الكريمتان إلى طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان الذي خلقه الله ـ تعالى ـ بيديه , ونفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها , وأسجد له الملائكة , وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.وكان من هذا التكريم أن خلق له من نفسه زوجا , وجعل بقاء نوعه إلى أن يشاء الله ـ تعالى ـ قائما على التكاثر بالتناسل , وهي عملية معجزة تشهد لهذا الإله الخالق بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه .
فمن خليتين ضئيلتين لا تريان بالعين المجردة حيث لا يزيد طول الواحدة منها في الرجل على(005. ـ مم) وفي (المرأة عن (2. ـمم) يخلق ربنا ـ تبارك وتعالى ـ الإنسان اليافع الذي يتكون جسده من ألف تريليون خلية في المتوسط تنتظمها أنسجة متخصصة في أعضاء متخصصة في أنظمة متخصصة تعمل في تناسق عجيب لخدمة هذا المخلوق المكرم.http://www.elnaggarzr.com/files/47650_asd2503.gif
وإذا علمنا أن جسم الإنسان يتكون أساسا من الماء بنسبة تصل إلى70% في المتوسط , بالإضافة إلى مواد صلبة تشكل حوالي30% من كتلة جسم الإنسان , وأن أغلب تلك المواد الصلبة يكونه عنصرا الكالسيوم والفوسفور يليهما في الكثرة عناصر البوتاسيوم , الصوديوم , الكبريت , المغنسيوم , الكلور , الفلور , البروم , اليود , والحديد , مع آثار ضئيلة من عناصر النحاس , المنجنيز , الزنك , الموليبدينوم , والألومنيوم , وهي في مجموعها لا تكاد تختلف عن التركيب الكيميائي لتربة الأرض .
والتركيب الكيمائي للخلية الحية لا يكاد يختلف عن ذلك , وهو معروف مائة بالمائة , وقد عجزت البشرية كلها عن إيجاد خلية حية واحدة , وإذا علمنا ذلك أدركنا أن سر الحياة موجود في النطف المتناهية الضآلة والتي يفرزها الإنسان مع منيه , ذكرا كان أو أنثي , ومن هنا كان السؤال الاستنكاري التوبيخي , التقريري الموجه للكفار والمشركين في كل زمان ومكان والذي يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ فيه :" أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ . نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ . عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ . وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ "(الواقعة:58-62).
ويتكون جسم الفرد البالغ من البشر من ألف تريليون خلية في المتوسط كما سبق وأن أشرنا , وبعض هذه الخلايا يمكن رؤيته بالعين المجردة , ولكن أغلبها على قدر من الضآلة بحيث لا يتعدي قطر الخلية 03. ـ من المليمتر , وتتنوع الخلايا بتنوع وظيفة كل منها فهناك خلايا العظام , وخلايا اللحم من مثل خلايا كل من العضلات والأنسجة الضامة , والجلد , وخلايا المخ والأعصاب , وخلايا كل من الدم والليمف , وخلايا الأنسجة فائقة التخصص من مثل خلايا كل من القلب , الرئتين , الكبد , الكلي , وخلايا كل من الجهاز الهضمي , والجهاز التناسلي , وغيرها , وكل ذلك مختزن في الشيفرة الوراثية للخلايا الناسلة .
<HR SIZE=1>