ابو فاطم
18-08-2011, 09:57 PM
يا إنسانُ ..
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،
وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ،
سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتدي الضالُّ ،
ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ
﴿ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾ .
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ،
ومسارب الأوديةِ ،
بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ فيسرعةِ الضَّوْءِ ،
ولمُحِ البصرِ ،
بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ،
فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ .
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ .
مع الدمعةِ بسمةٌ ،
ومع الخوفِ أمْنٌ ،
ومع الفَزَعِ سكينةٌ .
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ،
لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ
﴿ بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ .
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ،
لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بــ
﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ .
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛
فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .
إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ ..
لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ،
لأنهم لاينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ .. فَحَسْبُ.
ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ
وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً
فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ،
وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ،
والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ،
والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ،
ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ،
وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً .
من كتاب لا تحزن
:66 (46):
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،
وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ،
سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتدي الضالُّ ،
ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ
﴿ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ﴾ .
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ،
ومسارب الأوديةِ ،
بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ فيسرعةِ الضَّوْءِ ،
ولمُحِ البصرِ ،
بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ،
فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ .
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ .
مع الدمعةِ بسمةٌ ،
ومع الخوفِ أمْنٌ ،
ومع الفَزَعِ سكينةٌ .
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ،
لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ
﴿ بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ .
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ،
لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بــ
﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ .
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛
فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .
إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ ..
لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ،
لأنهم لاينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ .. فَحَسْبُ.
ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ
وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً
فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ،
وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ،
والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ،
والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ،
ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ،
وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً .
من كتاب لا تحزن
:66 (46):