المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موعظة بليغة في التعازي وعزاء من كل مصيبة



mohamed_atri
01-06-2011, 01:06 AM
الحمد لله الذي يرث الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، الذي كتب على عباده الفناء، واستأثر بالبقاء، وصلى الله على محمد عبده ورسوله، وعلى آله الطيبين الأخيار وسلم كثيراً. وبعد السلام عليكم ورحمة الله اخوة الايمان هذه الموعظة البليغة في التعازي عن المبرد رحمه الله اخص بها اخي foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? لمواساته علها تخفف عنه ما يجد ولكل من فقد عزيزا عليه تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ووسع في قبره وجعله روضة من رياض الجنة واسكنه الفردوس الاعلى بجوار الحبيب المصطفى والله اسال ان يرزق اهله وذويه جميل الصبر والسلوان ورحم الله جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه اهل التقوى واهل المغفرة وانا لله وانا اليه راجعون وكل نفس ذائقة الموت

عن جعفر بن محمد أنه قال: مات أخ لبعض ملوك اليمن فعزاه بعض العرب فقال في تعزيته: اعلم أن الخلق للخالق، والشكر للمنعم، والتسليم للقادر، ولا بد مما هو كائن، ولا سبيل إلى رجوع ما قد فات. وقد أقام معك ما سيذهب عنك أو ستتركه، فما الجزع مما لا بد منه، وما الطمع فيما لا يرجى ؟

وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنتقل عنه ؟ قد مضت لنا أصول نحن فروعها، فما بقاء الفروع بعد أصله. وأحق الأشياء عند المصائب الصبر. وأهل هذه الدنيا سفر لا يحطون الركاب إلا في غيرها. فما أحسن الشكر عند النعم، والتسليم عند الغير. فاعتبر بمن قد رأيت من أهل الجزع، هل رد أحد منهم إلى شيء من درك.

واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف منها. وإنما ابتلاك المنعم وأخذ منك المعطي، وما ترك أكثر. فإن نسيت الصبر فلا تغفل عن الشكر، وكلاً فلا تدع. وما أصغر المصيبة اليوم مع عظم المصيبة في غد، فاستقبل المصيبة بالحسنة تستخلف بها نعماً فإنما نحن في الدنيا أغراض تنتضل فيها المنايا، ونهب المصائب، مع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص. لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى ولا يستقبل معمر يوماً من عمره إلا بهدم آخر من أجله،

ولا تحدث له زيادة في أكلة إلا بنفاد ما قبلها من رزق، ولا يحيا له أثر إلا مات له أثر. فنحن أعوان الحتوف على أنفسنا، وأنفسنا تسوقنا إلى الفناء، فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لا يرفعان من شيء شرفاً إلا أشرعا في هدم ما رفعا وتفريق ما جمعا فاطلب الخير وأهله، واعلم أن خيراً من الخير معطيه، وشراً من الشر فاعله. والسلام.