المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القتل من أجل القتل



عمار الدراجيي
06-04-2011, 11:52 AM
أعلنت دولة العراق الأسلامية والتي تنتمي إلي تنظيم القاعدة مسؤوليتها يوم السبت الماضي عن الهجوم الذي أستهدف مبني محافظة صلاح الدين والذي أدي إلي مقتل 58 مواطن عراقي وعدد أكبر بكثير من الأصابات. ولقد قام بهذا العمل البشع والذي يعد من أسوء الأعمال الأرهابية ضد المواطنيين العزل في الفترة الأخيرة مجموعة من المسلحين الذين يرتدون ملابس عسكرية ومسلحين بالقنابل اليدوية والأسلحة الأتوماتكية التي أستخدموها لأقتحام مبني المحافظة. وقد أكدت الأنباء فيما بعد أن هؤلاء المسلحين لم يكتفوا بمن تم قتلهم من المواطنيين العراقيين أثناء عملية الأقتحام بل قاموا بأعدام من بقوا أحياء داخل المبني بعد أنتهاء الهجوم.
ولقد بررت دولة العراق (الأسلامية) هجومها على مبني محافظة صلاح الدين بتأكيدها أن الهجوم كان أنتقاما لسوء معاملة السجناء السنة في السجون العراقية و لبعض الجرائم التي أرتكبت ضدهم. وقالوا في تصريحهم أن خمسة من عناصر القاعدة المسلحة قاموا بالعملية الأنتقامية مستخدمين قنابل يدوية وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة.
نحن لا نعرف بحق ما هو بالضبط الذي تريده دولة العراق الأسلامية منا نحن العراقيين وما هو الذي تريد تحقيقة من هجماتها البشعة التي ترتكبها ضد الشعب العراقي. لقد بررت دولة العراق الأسلامية وتنظيم القاعدة في الماضي هجماتها التي لم تقل بشاعة عن الهجوم الأخير بقولها أنها ضرورية لدفع قوات الأحتلال إلي الرحيل من العراق. كما برروا هاجماتهم على حجاج شيعة ابراياء أثناء ممارستهم لطقوس الحج في كربلاء بأنها أنتقاما من الحكومة العراقية الشيعية لأضطهادها للمواطنين السنة في العراق.
يعرف الجيمع أن قوات الأحتلال الرحيل قد قررت الرحيل عن البلاد بنهاية هذا العام. ويعرف الجميع كذلك أن الحكومة العراقية الحالية ليست بالشيعية أو السنية ولكنها حكومة عراقية وطنية تم أختيارها في أنتخابات ديمقراطية وشفافة بشهادة كل العالم وبشهادة أياد علاوي رئيس الوزراء السابق واهم المرشحين الذي نافسوا على مقعد رئيس الوزراء في الأنتخابات الماضية. يبدوا أن القاعدة والدولة الأسلامية في العراق وغيرها من المنظمات الأرهابية تعرف تلك الحقائق ولكن دون جدوي. أن هدف هؤلاء الأرهابين هو القتل ولذلك لن يكون من الصعب أيجاد الأسباب والمبررات والتي قد لاتتعدي أسباب غير منطقية وواهية مثل سوء معاملة السجناء السنة.
لنفترض أن الحكومة العراقية أساءت معاملة السجناء السنة في السجون. ولنفترض بشكل تخيلي أن الحكومة العراقية تعامل السجناء الشيعة معاملة حسنة وتضعهم في فنادق خمسة نجوم بدلا من السجون التي يستحقونها. يأتي السؤال الأن عما هي علاقة كل ذلك بحياة اشخاص عراقيين أبرياء يعملون في مبني صلاح الدين لمساعدة المواطنيين العراقيين على أنهاء أعمالهم اليومية. فنحن نعرف والقاعدة ودولة الاسلام يعرفون جيدا أن هؤلاء ما هم إلا عراقيين أبرياء يعملون من أجل أطعام أبنائهم وزوجاتهم وهم لا ينتمون إلي مليشيات معينة أو سجن ما وهم وبالتأكيد لم يقوموا بتعذيب أي مسجون في السجون العراقية سواء كان سنيا أم شيعيا.
علينا نحن العراقيين أن نوقف هذا المهزلة والأعمال البشعة من خلال التعاون مع قوات الأمن العراقية وأعطائهم معلومات تمنكنهم من ملاحقة هؤلاء الكلاب الضالة التي سوف تقوم في يوم ما بقتلي أو قتلك وبالبطبع لن يغلبوا كثيرا في أيجاد سبب لتبرير ذلك القتل.