المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خَشْيَتُكَ يَا رَبّ



فاضل الحلو
02-04-2011, 03:06 AM
خَشْيَتُكَ يَا رَبّ


http://s02.radikal.ru/i175/1007/d7/3176c1c66672.gif


http://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifخَشْيَتُكَ يَا رَبّhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gif


http://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gif
حينما يَكْبو الجواد كَبْوَة ، وتَزِلّ القَدَم زَلَّـة ، ويَهفو الإنسان هَفْوَة ، فإنه له واعِظ مِن نفسه يأتيه باللوم والندم ..
تلك هي النفس اللوامة التي أقْسَم بها ربّ العِزّة سبحانه ..
فإذا تحرّكت عنده تلك الـنَّفْس ، أيْقَظَتْ القَلْب ، وبَعثَتْه على التوبة ، والفِرار مِن الله إليه ..
وهذا ما حدا بذلك الرَّجُل أن يُوصِي أولاده بِما يَظُنّ أنه غاية الْهَرَب .. فأوْصَاهم أن يُحرِقوه إذا هو مات .. وأن يَذُرّوا ما بَقِي منه في الهواء ، وما بَقي مِنه يُرْمَى في البحر .. هَرَبًا وفِرارا مِن الله ..
http://www.upislam.com/images/83437724289320521824.gif
أخْبَر الصادق الْمَصْدُوق صلى الله عليه وسلم أن رَجُلا أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ ، فَوَ اللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا . قَالَ : فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ ، فَقَالَ الله لِلأَرْضِ : أَدِّي مَا أَخَذْتِ . فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ – مَخَافَتُكَ . فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ .

أين الْمَهْرَب مِن الله ؟ إلاّ إليه ..
وأين الْمَلْجأ مِن الله ؟ إلاّ إليه ..
وأين تذهب ذَرَّات ذلك الجسم عمّن لا تَخْفَى عليه خافية ، ولا يَغيب عنه مثقال ذَرّة في السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر مِن ذلك ولا أكبر إلاّ في كتاب مُبين .. ؟





لقد خَشي أن يُعذَّب ، فَطَلَب الْمَهْرَب !


تلك هي الخشية التي تُورِث الْخَوف الْمُحمود ..
قال ابن القيم رحمه الله : الخوف المحمود الصَّادِق ما حَالَ بَيْن صاحبه وبَيْن مَحَارِم الله عَزَّ وَجَلّ ، فإذا تجاوز ذلك خِيف منه اليأس والقنوط . قال أبو عثمان : صِدق الخوف هو الوَرع عن الآثام ظاهرا وباطنا . وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله

وكلّما كان الإنسان بالله أعْرَف كان مِنه أخوف ..
قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

يُروى عن مُجاهِد أنه قال : سأل موسى عليه السلام ربه عز و جل : أيّ عِبادك أغنى ؟ قال : الذي يَقنع بما يُؤتَى . قال : فأيّ عِبادك أحْكَم ؟ قال : الذي يَحْكُم للناس بما يَحْكُم لِنَفْسِه . قال : فأيّ عِبادك أعْلَم ؟ قال : أخْشَاهم . رواه أبو نُعيم في " الحلية " .




قال ابن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ .


وقال رضي الله عنه : كفى بِخَشْية الله عِلْمًا ، وكَفَى بِالاغْتِرَار به جَهْلاً .




وقال الحسن البصري : العَالِم مَن خَشي الرَّحْمَن بِالْغَيب ، ورَغِب فيما رَغّب الله فيه ، وزَهِد فيما سخط الله فيه .

وقال صالح أبو الخليل - وهو صالح بن أبى مريم الضبعي - في قوله : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) قال : أعلمهم به أشَدّهم خَشية له .
وقال قتادة : قال كان يُقال : كَفَى بِالرَّهْبَة عِلْمًا .
وقال الربيع : رأس كُلّ شَيء خَشية الله .

والخوف مِن الله يُورِث الجِنان ..
وفي الحديث : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ . رواه مسلم .
قال النووي : قيل : مثلها في رِقّتها وضَعفها ... وقيل : في الخوف والهيبة ، والطير أكثر الحيوان خوفا وفَزَعا . كما قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، وكأن المراد قوم غَلَب عليهم الخوف ، كما جاء عن جماعات مِن السلف في شِدّة خَوفهم .
http://www.upislam.com/images/83437724289320521824.gif
ودَمْعة الخشية حِجاب مِن النار ..

وفي الحديث : لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ .




وفي الحديث الآخر : عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

http://www.upislam.com/images/83437724289320521824.gif
ودَمْعَة الْخَشْيَةِ محبوبة عند الله ..
وفي الحديث : لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ ، قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللهِ ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَأَمَّا الأَثَرَانِ : فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ .
ومِن هنا كانت دمعة الخشية أحبّ إلى السلف مِن إنفاق المال .
: لَأَنْ أَدْمَعَ دَمْعَةً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِأَلْفِ دِينَارٍ .
http://www.upislam.com/images/83437724289320521824.gif
وصَلَّى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخَفَّها ، فكأنهم أنكروها ، فقال : ألم أتم الركوع والسجود ؟ قالوا : بلى . قال : أمَا إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه والهِ وسلم يدعو به :
اللهم بِعِلْمِك الغيب وقُدْرتك على الْخَلْق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْت الوفاة خيرًا لي ، وأسألك خَشْيَتك في الغيب والشهادة ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك نعيما لا يَنْفَد ، وقُـرَّة عَين لا تنقطع ، وأسألك الرضاء بِالقَضاء ، وبَرْد العيش بعد الموت ، ولَـذَّة النظر إلى وَجْهك ، والشوق إلى لقائك ، وأعوذ بك مِن ضَرّاء مُضِرّة ، وفِتْنة مُضِلّة . اللهم زَيِّـنَّا بِزِينة الإيمان ، واجعلنا هُدَاة مُهْتَدِين .
http://www.upislam.com/images/83437724289320521824.gif
فاللهم إنا نسألك خَشْيَتك في الغيب والشهادة .
http://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gifhttp://www.upislam.com/images/08598257187891372176.gif
مما راق لي

ابو فاطم
02-04-2011, 09:20 AM
بارك الله فيك
اللهم اهدنا واقسم لنا من خشيتك ورحمتك ما تغفر لنا فيه ولاهلنا اعاظم ذنوبنا ومعاصينا
لنا ولكم ان شاء الله اخي فاضل
وكل الشكر للموضوع الطيب
طيب الله حياتنا جميعا بالرحمة والايمان والمفغرة

darling
02-04-2011, 09:30 PM
أين المفرمن الله ؟ إلا إليه ..
أين الملجأ من الله ؟ إلا إليه ..
نعم أخى الفاضل
فهو الأول بلا بداية
وهو الآخر بلا نهاية
ماراق لك
هو قلب خاشع من الله
وعين دامعة مهابة للإله
ولسان ناطق بذكر الله
وروح تهفو للقاء الإله
راق لى ماراق لك
أيتها الروح النقية الذكية
باقات ورودى لك
ودائما فى رعاية الله

mohamed_atri
02-04-2011, 11:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد تحية عطرة اخي الكريم فاضل الحلو جعل الله كل ايامك حلوة هنية الخوف او الخشية والرهبة يقول حجة الاسلام رضي الله عنه وارضاه
ما ورد في فضيلة الخوف خارج عن الحصر، وناهيك دلالة على فضيلته جمع الله تعالى للخائفين الهدى والرحمة والعلم والرضوان وهي مجامع مقامات أهل الجنان، وقال الله تعالى: " وهدى ورحمة للذين يرهبون " وقال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وصفهم بالعلم لخشيتهم. وقال عز وجل: " رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه " وكل ما دل على فضيلة العلم دل على فضيلة الخوف، لأن الخوف ثمرة العلم،

وقال صلى الله عليه وسلم: " رأس الحكمة مخافة الله " .
وقال عليه الصلاة والسلام لابن مسعود: " إن أردت أن تلقاني فأكثر من الخوف بعدي " .
وقال الفضيل: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
وقال الشبلي رحمه الله: ما خفت الله يوماً إلا رأيت له باباً من الحكمة والعبرة ما رأيته قط. وقال يحيى بن معاذ: ما من مؤمن يعمل السيئة إلا ويلحقها حسنتان: خوف العقاب ورجاء العفو كثعلب بين أسدين.اما دموع الخشية
قال صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مؤمن تخرج من عينيه دمعة وإن كانت مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى ثم تصيب شيئاً من حر وجهه إلا حرمه الله على النار

وقال صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله " وذكر منهم " رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " .
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: من استطاع أن يبكي فليبك ومن لم يستطع فليتباك.
وكان محمد بن المنكدر رحمه الله إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع.امام هذا الكرم الاهي العظيم كان نبينا عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يدعوا يقول االلم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع لما في الخشية والخشوع والدموع من الفضل العظيم

اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك بجوار حبيبك انك قريب مجيب اخي في الله لكم مني جزيل الشكر والتقدير وختم لنا ولكم بخير وعافية والسلام عليكم ورحمة الله