حميد البغدادي
24-02-2011, 10:46 PM
بغداد والشعراء والزيدي
لم يدر في خلد الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور حين بنى مدينته المدورة والتي اسماها(دار السلام) وسورها كقلعة منيعة عصية على الغزاة، لم يدر في خلده سوى ان يجعل منها كعبة للتحضر والسياحة وطلب العلم، وفيما بعد اصبحت بغداد مضرب الامثال في العمران والمتنزهات ونوادي اللهو والترفيه ومجالس الموسيقى والغناء، والى جانب ذلك كله ازدهرت فيها المدارس العلمية والدينية والفلسفية وامست مكتباتها الاغنى والادسم من بين مكتبات مدن العالم آنذاك، وراح يحج اليها طلاب المعرفة من اصقاع العالم كلها، وليست مجالس زرياب الموسيقية ومباريات جرير والفرزدق وتأبط شرا وابي تمام والمتنبي والقائمة تطول، ومجالس فرق المعتزلة والحسن البصري وغيلان الدمشقي وواصل بن عطاء وغيرهم، وكذلك تكايا المتصوفة من مثل الجنيد البغدادي وابو الحسين الحلاج ومعروف الكرخي وغيرهم، ليس تلك المظاهر الحضارية على تنوعها سوى غيض من فيض من حدائق بغداد الغناء من حيث الطبيعة والفنون والمعارف.
وعاش البغداديون آنذاك مسلميهم ونصاراهم ويهودهم وصابئتهم وغير ذلك من طوائف وأديان واقوام في بحبوحة من المواطنة، حتى اصبحت مستويات معيشتهم مثلا شائعا للدلالة على الرفاه حين يريد احدهم ان يصف حال مثل حال اهل بغداد يقول عنه(بغددة أو تبغدد)،
وراح الشعراء يكتبون مطولاتهم في التغني ببغداد وجمال روحها وسمو شأنها بين عرائس مدن العالم.
لم يدر في عقل باني بغداد وخليفتها واعلامها من فلاسفة وفقهاء وادباء وفنانون ان يصل حالها اليوم الى درك مخجل لانظير له في اسوء البلدان تخلفا وظلامية، ليصل حالها الى مايشبه السجن الكبير فالموسيقى عمل من رجس الشيطان والمسرح كفر والحاد والفنون التشكيلية من رسم ونحت وكرافك وغيرها شرك بالله، اما النوادي الاجتماعية فغدت امكنة موبوءة لممارسة الرذيلة، والادباء غدوا ثلة من المخمورين والى آخر التوصيفات في معجم رئيس الحكومة المحلية لبغداد الذي لم يألوا جهدا الا وسخره في مداهمة الناس العزل في نواديهم الاجتماعية وامكنة تجمعاتهم الثقافية والفكرية، الامر الذي راح يذكر البغداديون بأيام المقبور خير الله طلفاح الذي ابتدع جهازا قمعيا ايام تسنمه منصب محافظ بغداد اسماه(مديرية شرطة الآداب) سيئة الصيت والذكر بل ان الزيدي تفوق على سلفه الطالح بفرض الفصل بين الجنسين حتى بين الاطفال الابرياء تلاميذ المدارس الابتدائية في سابقة تنذر بعواقب وخيمة يمكن لها ان تعيد مجتمعنا الى سلفية مقيتة ربما تتعدى ما فعله( الطالبانيون) في المجتمع الافغاني..
ترى لو قيض اليوم للمتنبي او ابو نؤاس او اي شاعر من فطاحل الشعر العربي ان يعود حيا، كيف سيهجو الزيدي الذي لايشكل محض شعرة في عانة اي قامة منهم؟!!
لم يدر في خلد الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور حين بنى مدينته المدورة والتي اسماها(دار السلام) وسورها كقلعة منيعة عصية على الغزاة، لم يدر في خلده سوى ان يجعل منها كعبة للتحضر والسياحة وطلب العلم، وفيما بعد اصبحت بغداد مضرب الامثال في العمران والمتنزهات ونوادي اللهو والترفيه ومجالس الموسيقى والغناء، والى جانب ذلك كله ازدهرت فيها المدارس العلمية والدينية والفلسفية وامست مكتباتها الاغنى والادسم من بين مكتبات مدن العالم آنذاك، وراح يحج اليها طلاب المعرفة من اصقاع العالم كلها، وليست مجالس زرياب الموسيقية ومباريات جرير والفرزدق وتأبط شرا وابي تمام والمتنبي والقائمة تطول، ومجالس فرق المعتزلة والحسن البصري وغيلان الدمشقي وواصل بن عطاء وغيرهم، وكذلك تكايا المتصوفة من مثل الجنيد البغدادي وابو الحسين الحلاج ومعروف الكرخي وغيرهم، ليس تلك المظاهر الحضارية على تنوعها سوى غيض من فيض من حدائق بغداد الغناء من حيث الطبيعة والفنون والمعارف.
وعاش البغداديون آنذاك مسلميهم ونصاراهم ويهودهم وصابئتهم وغير ذلك من طوائف وأديان واقوام في بحبوحة من المواطنة، حتى اصبحت مستويات معيشتهم مثلا شائعا للدلالة على الرفاه حين يريد احدهم ان يصف حال مثل حال اهل بغداد يقول عنه(بغددة أو تبغدد)،
وراح الشعراء يكتبون مطولاتهم في التغني ببغداد وجمال روحها وسمو شأنها بين عرائس مدن العالم.
لم يدر في عقل باني بغداد وخليفتها واعلامها من فلاسفة وفقهاء وادباء وفنانون ان يصل حالها اليوم الى درك مخجل لانظير له في اسوء البلدان تخلفا وظلامية، ليصل حالها الى مايشبه السجن الكبير فالموسيقى عمل من رجس الشيطان والمسرح كفر والحاد والفنون التشكيلية من رسم ونحت وكرافك وغيرها شرك بالله، اما النوادي الاجتماعية فغدت امكنة موبوءة لممارسة الرذيلة، والادباء غدوا ثلة من المخمورين والى آخر التوصيفات في معجم رئيس الحكومة المحلية لبغداد الذي لم يألوا جهدا الا وسخره في مداهمة الناس العزل في نواديهم الاجتماعية وامكنة تجمعاتهم الثقافية والفكرية، الامر الذي راح يذكر البغداديون بأيام المقبور خير الله طلفاح الذي ابتدع جهازا قمعيا ايام تسنمه منصب محافظ بغداد اسماه(مديرية شرطة الآداب) سيئة الصيت والذكر بل ان الزيدي تفوق على سلفه الطالح بفرض الفصل بين الجنسين حتى بين الاطفال الابرياء تلاميذ المدارس الابتدائية في سابقة تنذر بعواقب وخيمة يمكن لها ان تعيد مجتمعنا الى سلفية مقيتة ربما تتعدى ما فعله( الطالبانيون) في المجتمع الافغاني..
ترى لو قيض اليوم للمتنبي او ابو نؤاس او اي شاعر من فطاحل الشعر العربي ان يعود حيا، كيف سيهجو الزيدي الذي لايشكل محض شعرة في عانة اي قامة منهم؟!!