حسن الشيخ ناصر
29-01-2011, 10:18 PM
اَلفان من سِراجٍ ومن نِصال
حبتان من القمحِ وعصفوران
اِتحدا , وأنا افتتحُ الربيعَ
بمسبحتي ونهدين بائسين جفَّ لبنُهما
كما جفَّتْ مآقينا على الطريق.
وخنجرٌ يذبحني يُرقِّعُ خاصرَتي
يتهجّى عربيّتي
وعروبَتي تئنُّ خلفَ قميصٍ
صنعَه الأغراب في قريتي, والحرابُ
تقتنصُ الطيورَ والأفراحَ والأعراس
لتزفرَ رعونتَها في المآتم
ولمّا يأتِ بعدُ ذلك الرصيفُ
الذي ترنو إليه طفولتي
وفي ردهةِ الصبرِ تتسابق
سماواتٌ ليست كالتي تمطرُنا الغيثَ
فبسطْتُ راحتي
لساقيةٍ تحفُّ بجوانبِها سبعَ حَماماتٍ
والصباح يصيح
أيّها الرابضُ على الساحلِ الغربيِّ من عيْنَيْ دجلة
أيّها المتوّجُ بالسندسِ وبقايا الياسِ
إليك المسير
وما توجَّعَتْ قدماي في الزحفِ
لعينيك أيّها الصغيرُ المكسوُّ بذوائبِ أمي وحنّائها ,
يا أيّها الصغيرُ
القمرُ الشاحبُ كزجاجةِِ عطرٍ أو خمرٍ أو سَمّه ماشئت
لم يتبقَّ منه غير انتظاري ونصف رغيفٍ
وكذا العطرُ والمسكُ وحتى الريحان
غفا , وبغدادُ والسحرُ والجمالُ وليلُها المذبوحُ
حرقةٌ تغصُّ كنشيجِ امرأةٍ ذبلَتْ ضفائرُها
فيحتج من عمري اَلفان من سِراجٍ ومن نِصال
تقطِّرُ ،كما المنايا، سحائبَها علقما
والثغرُ يذوي كما النخيلِ الخاوياتِ أعذاقُها
ومَنْ أنا
عشرون كهفا يستلُّ من جبهَتي وطءُ ركامِها
فيا حمامةَ بيروت
اعيريني عينيك
وقلبَك الفضفاضَ وثوباً من حرير
فلعلّ عطرَكِ السامي يُنسيني
بعض ندبٍ ووخزٍ فيشج وجعي ويمطرُني جنينا
إيه يا حمامة بيروت
كم أوجعتْني مرارةُ العراقِ والفراق
كما الانشقاقِ في نصفين من جليد
أفيقيني على ندى وجنتيك
واتركيني أجددُ الهتاف ,
وأرسمُ خارطةَ الوفاء العربيّ من جديد
حسن الشيخ ناصر
حبتان من القمحِ وعصفوران
اِتحدا , وأنا افتتحُ الربيعَ
بمسبحتي ونهدين بائسين جفَّ لبنُهما
كما جفَّتْ مآقينا على الطريق.
وخنجرٌ يذبحني يُرقِّعُ خاصرَتي
يتهجّى عربيّتي
وعروبَتي تئنُّ خلفَ قميصٍ
صنعَه الأغراب في قريتي, والحرابُ
تقتنصُ الطيورَ والأفراحَ والأعراس
لتزفرَ رعونتَها في المآتم
ولمّا يأتِ بعدُ ذلك الرصيفُ
الذي ترنو إليه طفولتي
وفي ردهةِ الصبرِ تتسابق
سماواتٌ ليست كالتي تمطرُنا الغيثَ
فبسطْتُ راحتي
لساقيةٍ تحفُّ بجوانبِها سبعَ حَماماتٍ
والصباح يصيح
أيّها الرابضُ على الساحلِ الغربيِّ من عيْنَيْ دجلة
أيّها المتوّجُ بالسندسِ وبقايا الياسِ
إليك المسير
وما توجَّعَتْ قدماي في الزحفِ
لعينيك أيّها الصغيرُ المكسوُّ بذوائبِ أمي وحنّائها ,
يا أيّها الصغيرُ
القمرُ الشاحبُ كزجاجةِِ عطرٍ أو خمرٍ أو سَمّه ماشئت
لم يتبقَّ منه غير انتظاري ونصف رغيفٍ
وكذا العطرُ والمسكُ وحتى الريحان
غفا , وبغدادُ والسحرُ والجمالُ وليلُها المذبوحُ
حرقةٌ تغصُّ كنشيجِ امرأةٍ ذبلَتْ ضفائرُها
فيحتج من عمري اَلفان من سِراجٍ ومن نِصال
تقطِّرُ ،كما المنايا، سحائبَها علقما
والثغرُ يذوي كما النخيلِ الخاوياتِ أعذاقُها
ومَنْ أنا
عشرون كهفا يستلُّ من جبهَتي وطءُ ركامِها
فيا حمامةَ بيروت
اعيريني عينيك
وقلبَك الفضفاضَ وثوباً من حرير
فلعلّ عطرَكِ السامي يُنسيني
بعض ندبٍ ووخزٍ فيشج وجعي ويمطرُني جنينا
إيه يا حمامة بيروت
كم أوجعتْني مرارةُ العراقِ والفراق
كما الانشقاقِ في نصفين من جليد
أفيقيني على ندى وجنتيك
واتركيني أجددُ الهتاف ,
وأرسمُ خارطةَ الوفاء العربيّ من جديد
حسن الشيخ ناصر