جواد17
17-03-2007, 10:45 PM
هل نترحم على الخوارج ؟
المصدر : الرأي العام الكويتي - بتاريخ 09/03/2007
تعليق الشبكة : عن علي قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، يقول مِن خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر من قتلهم يوم القيامة . أخرجه البخاري : 3611 - 5057 - 6930
http://www.shiaweb.org/News/images/_39907631_2blast203grab.jpg
المقالة
عندما بدأت ظاهرة العمليات الانتحارية قبل ما يقرب من العامين في العراق من قبل القوى التكفيرية حاول المتابعون لهذه الظاهرة إيجاد سوابق تاريخية لهذه الظاهرة، فوجدوا أن أقرب ظاهرة يمكن أن تقارب هذه الظاهرة الحديثة من خلال نمط التفكير والإجرام الممارس هي ظاهرة الخوارج الذين ظهروا في القرن الأول من البعثة النبوية، ولذلك أطلق المصطلح الذي يطلق على هؤلاء التكفيريين «خوارج هذا العصر».
لكن من يتابع الجرائم الوحشية التي لا سابق لها فلا بد أن يترحم على الخوارج لأنهم ربما كانوا أقل حماقة وأكثر رحمة من خوارج هذا العصر.
في الأسبوعين الماضيين حدثت في العراق مجموعة عمليات انتحارية من قبل هؤلاء المعتوهين، ولك أن تتخيل ما هي الأهداف التي يتقرب بها هؤلاء إلى الله عندما يفجرون أنفسهم. الهدف الأول هو جامعة المستنصرية في بغداد التي قتل فيها أكثر من سبعين طالباً، والهدف الثاني سوق للخضار يؤمه الناس البسطاء وقتل فيه العشرات، هذا عدا عن تفجير ملعب يلهو به أطفال حصد منهم 18 نسمة بريئة، وتفجير أخر لشارع المكتبات (المتنبي) في بغداد خلف ثلاثين قتيلاً، هذا عدا عن تفجير المواكب المتوجهة إلى زيارة مرقد الحسين (عليه السلام) في كربلاء. هذه الجرائم البشعة تدل على مدى خطر الفكر الذي يحمله هؤلاء ومدى الوحشية التي تعتمل في نفوسهم.
تقدر المصادر الأمنية أن عدد العمليات الانتحارية التي تم تنفيذها في العراق حتى الآن وصل إلى أكثر من ألف عملية انتحارية، هذا عدا العمليات التي أحبطت قبل وقوعها، وأيضاً عدا عن الانتحاريين الذين قبض عليهم قبل أن يباشروا في تنفيذ جرائمهم. هذا العدد الكبير من الانتحاريين يدل على وجود خزين كبير من هذه النوعية المتحجرة من البشر، ويدل على وجود تحشيد ودعم متواصل لمثل هذه الأعمال.
إن من أخطر نتائج هذا الفكر المنحرف الذي يقف وراء هذه العمليات أنه يشوه صورة الإسلام والدين ككل لدى عامة المسلمين فضلاً عن غير المسلمين، فكل عاقل لا بد أن يتساءل أي دين وأي ملة تبيح سفك دماء أناس أبرياء باسم الدين؟ فأي لوثة عقلية يحملها من يفجر نفسه وسط الأبرياء وهو يعتقد أنه يدخل الجنة بهذا الفعل الشنيع، في حين أن الحديث النبوي يقول إن «زوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق»؟
يبقى أن تدرك الدول جميعها وبخاصة التي قد تعتبر حواضن للفكر التكفيري أنها لن تكون بمنأى عن شرور هذا الوباء الأسود، وأن من حلقت لحية جاره فعليه أن يسكب على لحيته الماء، ولذا لا بد أن تتضافر جميع الجهود لاجتثاث هذا الفكر الهمجي من المجتمعات الإسلامية، وإلا فليستعد الجميع للبلاء. من يتأمل بشاعة ما يقوم به وحوش التكفيريين فلا بد أن يترحم ألف مرة على الخوارج.
كاتب كويتي
المصدر : الرأي العام الكويتي - بتاريخ 09/03/2007
تعليق الشبكة : عن علي قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، يقول مِن خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر من قتلهم يوم القيامة . أخرجه البخاري : 3611 - 5057 - 6930
http://www.shiaweb.org/News/images/_39907631_2blast203grab.jpg
المقالة
عندما بدأت ظاهرة العمليات الانتحارية قبل ما يقرب من العامين في العراق من قبل القوى التكفيرية حاول المتابعون لهذه الظاهرة إيجاد سوابق تاريخية لهذه الظاهرة، فوجدوا أن أقرب ظاهرة يمكن أن تقارب هذه الظاهرة الحديثة من خلال نمط التفكير والإجرام الممارس هي ظاهرة الخوارج الذين ظهروا في القرن الأول من البعثة النبوية، ولذلك أطلق المصطلح الذي يطلق على هؤلاء التكفيريين «خوارج هذا العصر».
لكن من يتابع الجرائم الوحشية التي لا سابق لها فلا بد أن يترحم على الخوارج لأنهم ربما كانوا أقل حماقة وأكثر رحمة من خوارج هذا العصر.
في الأسبوعين الماضيين حدثت في العراق مجموعة عمليات انتحارية من قبل هؤلاء المعتوهين، ولك أن تتخيل ما هي الأهداف التي يتقرب بها هؤلاء إلى الله عندما يفجرون أنفسهم. الهدف الأول هو جامعة المستنصرية في بغداد التي قتل فيها أكثر من سبعين طالباً، والهدف الثاني سوق للخضار يؤمه الناس البسطاء وقتل فيه العشرات، هذا عدا عن تفجير ملعب يلهو به أطفال حصد منهم 18 نسمة بريئة، وتفجير أخر لشارع المكتبات (المتنبي) في بغداد خلف ثلاثين قتيلاً، هذا عدا عن تفجير المواكب المتوجهة إلى زيارة مرقد الحسين (عليه السلام) في كربلاء. هذه الجرائم البشعة تدل على مدى خطر الفكر الذي يحمله هؤلاء ومدى الوحشية التي تعتمل في نفوسهم.
تقدر المصادر الأمنية أن عدد العمليات الانتحارية التي تم تنفيذها في العراق حتى الآن وصل إلى أكثر من ألف عملية انتحارية، هذا عدا العمليات التي أحبطت قبل وقوعها، وأيضاً عدا عن الانتحاريين الذين قبض عليهم قبل أن يباشروا في تنفيذ جرائمهم. هذا العدد الكبير من الانتحاريين يدل على وجود خزين كبير من هذه النوعية المتحجرة من البشر، ويدل على وجود تحشيد ودعم متواصل لمثل هذه الأعمال.
إن من أخطر نتائج هذا الفكر المنحرف الذي يقف وراء هذه العمليات أنه يشوه صورة الإسلام والدين ككل لدى عامة المسلمين فضلاً عن غير المسلمين، فكل عاقل لا بد أن يتساءل أي دين وأي ملة تبيح سفك دماء أناس أبرياء باسم الدين؟ فأي لوثة عقلية يحملها من يفجر نفسه وسط الأبرياء وهو يعتقد أنه يدخل الجنة بهذا الفعل الشنيع، في حين أن الحديث النبوي يقول إن «زوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق»؟
يبقى أن تدرك الدول جميعها وبخاصة التي قد تعتبر حواضن للفكر التكفيري أنها لن تكون بمنأى عن شرور هذا الوباء الأسود، وأن من حلقت لحية جاره فعليه أن يسكب على لحيته الماء، ولذا لا بد أن تتضافر جميع الجهود لاجتثاث هذا الفكر الهمجي من المجتمعات الإسلامية، وإلا فليستعد الجميع للبلاء. من يتأمل بشاعة ما يقوم به وحوش التكفيريين فلا بد أن يترحم ألف مرة على الخوارج.
كاتب كويتي