المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاوية منافق وكيف ؟؟؟



m_ali
14-01-2011, 03:26 PM
اللهم صلِّ على محمد وآل ممحمد



[{[ معاوية منافق وكيف ؟؟؟ ]}]







بعد استلام الإمام الحسن(عليه السلام) لمنصب الإمامة ، كانت أنباء جيش الشام تذاع في الكوفة والبصرة وسائر البلاد، مع شيء من المبالغة، وكان الجميع يعلم أنّ حرباً وشيكة تنتظرهم.



تعرض الامام الحسن عليه السلام الى مؤآمرات احيكت له من قبل معاوية وازلامه ، وكان معاوية استعمل الطرق الملتوية وبذل الاموال لشراء ذمم قادة الامام الحسن (ع) كأمثال عبيد الله بن العباس ، وكانوا اصحاب النفوس الضعيفة و منهم رؤساء القبائل كتبوا إلى معاوية بالسمع والطاعة له في السير، واستحثوه على المسير نحوهم ، وضمنوا له تسليم الحسن(ع) إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به .



وروي فريق من المؤرخين : ان معاوية ارسل الى الحسن صحفة بيضاء مختوماً على اسفلها بختمه ، وكتب إليه :



<< أن اشترط في هـذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت ، فهو لك>>(1)



وهنا وجد الإمام نفسه أمام طريقين لا ثالث لهما، فإما القتال والتضحية بأولئك الأوفياء المخلصين ، وإما الرضوخ لشروط الصلح ، والصبر على الألم ، وأخيراً آثر الصلح الذي كان من بنوده :



المادة الأولى : تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة نبيه (ص) وبسيرة الخلفاء الصالحين .(2)



المادة الثانية : أن يكون الأمر من بعده (3) للإمام الحسن(ع) فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام (4) ، وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد .(5)



المادة الثالثة : أن يترك سب أمير المؤمنين(ع) والقنوت عليه بالصلاة (6) ، وأن لا يذكره إلاّ بخير.(7)



المادة الرابعة : استثناء ما في بيت مال الكوفة ، وهوخمسة الآف ألف فلا يشمله تسليم الأمر . وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسين كلّ عام ألفي ألف درهم ، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصِّلات على بني عبد شمس ، وأن يرفق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل و أولاد من قتل معه بصفّين ألف ألف درهم ، وأن يجعل ذلك من خراج دار ابجرد .(8)





المادة الخامسة : << على أنّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم ، وأن يؤمّنَ الأشود والأحمر، وان يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وام لا يتبع أحداً بما مضى ، وأن لا يأخذ أهل العراق باحنة >> .(9)



<< وعلى أمان أصحاب عليّ حيث كانوا ، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي بمكروه ، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم ، وأن لا يتعقّب عليهم شيئاً ، ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ، ويوصل إلى كلّ ذي حـقٍّ حـقّه ، وعـلى ما أصاب أصحاب عليّ حيث كانوا ... >> .(10)



<< وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ، ولا لأخيه الحسين ، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله ، غائلةً ، سراً ولا جهراً ، ولا يخيف أحد منهم ، في أُفقٍ من الآفاق >> .(11)




قال ابن قتيبة : << ثم كتب عبد الله بن عامر "" يعني رسول معاوية إلى الحسن (ع) "" إلى معاوية شروط الحسن كما أملاها عليه ، فكتب معاوية جميع ذلك بخطّـه ، وختمه بختمه ، وبذل عليه العهود المؤكّـدة ، والأيمان المغـلَّظة ، وأشهد على ذلك جميع رؤساء أهل الشام ، ووجّه به إلى عبد الله بن عامر ، فأوصله إلى الحسن عليه السلام (12)



وذكر غيره نصّ الصيغة التي كتبها معاوية في ختام المعاهدة فيما واثق الله عليه من الوفاء بها ، بما لفظه بحرفه .



<< وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك ، عـهد الله وميثاقه ، وما أخذ الله على أحـد من خلفه بالوفاء ، وبما أعطى الله من نفسه >> .(13)



وكان ذلك في النصف من جمادي الأُولى سنة 41 – على أصح الروايات -



ومن الحق ان نعترف للحسن بن علي عليهما السلام على ضوء ما أثر عنه من تدابير ودساتير هي خير ما تتوصّل إليه اللباقة الدبلوماسية لمثل ضروفه من زمانه ، بالقابلية السياسية الرائعة التي لو قدر لها أن تلي الحكم في ظروف غير هـذا الظرف ، وفي شعب أو بلاد رتيبة بحوافزها ودوافعها ، لجاءت بصاحبها على رأس القائمة من الساسيين المحنّكين وحكّام المسلمين الّلامعين .(14)



ومن تصريحات معاوية بعد الصلح فيما يمت إلى معاهدته مع الحسن (ع) قوله فيما يرويه عنه كثير منهم ابن كثير .(15)



<< رضينا بها ملكاً >> وقوله في التمهيد لهذه المعاهدة قبل الصلح فيما كان يراسل به الحسن (ع) : << ولك أن لا يستولي عليك بالإساءة ولا تقضي دونك الأمور ولا تعـصي في أمر >> .(16)



ويكفينا من تصريحات الحسن (ع) ما قاله أكثر من مرّة في سبيل إفهام شيعته حيثيات صلحه مع معاوية : << ما تدرون ما فعلت والله للذي فعلت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس >> . وما قاله مرّى اُخرى << إلا أن أدفع عنكم القتل >> (17) . وما قاله في خطابة – بعد الصلح - << أيّها الناس إنّ الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وقد سالمت معاوية ، وإنْ أدري لعلهُ فتنةٌ ومتاعٌ إِلى حينٍ >> .(18)



والحديث الذي يهمنا هو اثبات نفاق معاوية بن ابي سفيان ، حيث قال رسول الله (ص وآله) لعلي بن ابي طالب (ع) : << يا علي فلا يحبك إلاّ مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلاّ منافق كافر >> .



الاتفاق شريعة المتعاقدين والاتفاق ليس جديد او لأول مرة يحدث بين الامام الحسن (ع) وبين اللقيط معاوية بن هند آكلة الاكباد ، فسبقه " صلح الحديبية " بين رسول الله (ص وآله) وبين مشركي قريش ، وبعده الاتفاقية بين علي بن ابي طالب (ع) وبين معاوية ، والاتفاقيات كانت هي حقن للدماء واخذ الفرصة للمستفيد منها لتصحيح خططه او افكاره ... وكان الطرف النبوي في الاتفاقيات الثلاث ملتزم بروح وحذافير البنود ، بينما نرى الطرف الآخر غير ملتزم وكان يعتمد على المكر والخداع ، كان في الاتفاقيتين الاولى والثانية فيها فترة زمنية حتى ظهر الطرف الاموي خذله للمعاهدة ، بينما معاهدة الصلح الأخيرة لم يتريث معاوية وإنما خرج الى النخيلة في الكوفة وخطب كما في رواية المدائني :



<< يا أهل الكوفة ، أتروني قتلتكم على الصلاة والزكاة والحجّ وقد علمت انكم تصلون وتُزكّون وتحجّون ؟ ، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وأليَّ رقابكم ، وقد أتاني الله ذلك وأنتم كارهون ! ، ألا أنّ كل دم أُصيب في هـذه الفتنة مطلول ، وكل شرط شرطته فتحت قدميّ هاتين !! ، ولا يصلح الناس إلا ثلاث إخرج العطاء عـند محلّة ، وإقفال الجنود لوقتها ، وغـزو العدو في داره ، فإن لم تغزوهم غـزوكم >> ...



وروي أبو الفرج الأصفهاني عن حبيب بن ابي ان ابي ثابت مسنداً ، انه ذكر في هـذه الخطبة علياً فنال منه ، ثم ّ نال من الحسن . (19)



وزاد أبو إسحاق السبيعي (20) فيما رواه من خطبة معاوية قوله : << ألا وأنّ كلّ شيء أعطيت الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به !!! >> .



قال أبو إسحاق : << وكان والله غـدّاراً >> (21)



ومن صفات المنافق : إذا أوعد أخلف ، وإذا تكلمة كذب ، وإذا ءأتمنة خان وهذا الطليق ابن الطليق لم يثمر معه المعروف لان بفتح مكة المكرمة كانت حياتهم بيد رسول الله (ص وآله) قال لهم ماذا تنظرون إني صانع فيكم ؟ قالوا : اخٌ كريم وابن اخٍ كريم ، فقال (ص وآله) اذهبوا انتم الطلقاء .. يذكرني هـذا الموقف بمثل : << خير تعمل شر تلقى >> وينطبق هـذا المثل على هؤلاء الفاسقون أولاد الزنا ، لانهم كانوا في الجاهلية يفـتخرون بهـذا العمل ، وهـذ يثبت على انه يريد اغتصاب الامر من أهله الشرعيين .. بإستعمال شعار << الغاية تبرر الوسيلة >> حتى لو كانت تُهْـدر دماء وتهتك اعراض وتسبي النساء والاطفال مثل ما صنعوا بأبي الاحرار ( الامام الحسين بن علي الشهيد ) ، حتى الشاة اذا ذبحت تذبح باحترام فكيف ابن بنت رسول الله صلوات الله عليكم أهل البيت ، يكفينا ان ننظر الى قبره معاوية الحقير حتى اتباعه يستنكفون من قبره ...



والذي اجبر الامام الحسن على هكذا صلح ، هو خذلان الناصر من تآمر عليه وعلى جنوده ، واكثرهم دخلوا في معسكره لغايات كثيرة .



لقد قسّم المؤرّخون جيش الإمام الحسن (عليه السلام) إلى الأقسام التالية :



الأوّل : الشيعة المخلصون الذين اتّبعوه (عليه السلام) لأداء واجبهم الديني وإنجاز مهمّتهم الإنسانية ، وهم قلّة .



الثاني : الخوارج الذين كانوا يريدون محاربة معاوية والحسن (عليه السلام) ، فالآن وقد سنحت الظروف فليحاربوا معاوية حتّى يأتي دور الحسن(عليه السلام) .



الثالث : أصحاب الفتن والمطامع ، الذين يبتغون من الحرب مَغنماً لدنياهم .



الرابع : شكّاكون لم يعرفوا حقيقة الأمر من هذه الحرب ، فجاؤوا يلتمسون الحُجّة لأيٍّ تكون يكونون معه .



الخامس : أصحاب العصبية ، الذين اتّبعوا رؤساء القبائل ، على استفزازهم لهم على حساب القبيلة ، والنوازع الشخصية . وقد أعرب الإمام الحسن (عليه السلام) عن هذه العلّة التي تثبّط عزيمة أهل الكوفة عن الخروج معه ، قائلاً : « وكنتم تتوجّهون معنا ودينُكم أَمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أَمام دينكم ، وكنّا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا ، ثمّ أصبحتم تصدّون قتيلين ، قتيلاً بصفّين تبكون عليهم ، وقتيلاً بالنهروان تطلبون بثأرهم ، فأمّا الباكي فخاذل ، وأمّا الطالب فثائر » (22)



فكيف يحارب وهكذا جيش معه فالاجدر ان يحفظ القلة المتبقية من المخلصين من شيعته ، وقد كشف زيف معاوية امام المسلمين بنقض بنود الاتفاقية وطبق عكس كل مادة من مواد الاتفاقية لهـذا السبب نرى الرسائل ارسلت الى الحسين للبيعة للنهضة من شدة الضغط الاموي عليهم ويتمثل هـذا الضغط بالقتل والتنكيل والجوع وتسليط الظالمين من ولاة بني أمية ... لعنة الله والملائكة عليهم .. وختاماً نسأل من الله القبول والتوفيق لشيعة علي بن ابي طالب عليه السلام ولنصرة الدين والمذهب ... انه سميعٌ مجيب ..




نتمنى لي و لكم السداد والتوفيق



ولا تنسوني ووالدي من دعائكم المبارك






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ



(1) الطبري ج6 ص93 وابن الاثير ج3 ص162 .

(2) (فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ رواه عنه ابن عقيل في النصايح الكافية ص156 الطبعة الاولى .. والبحار ج10 ص 115 ) .

(3) ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص194 ، وابن كثير ج8 ص 41 ، والاصابة ج2 ص12 و 13 ، وابن قتيبة ص150 ودائرة المعارف الاسلامية لفريد وجدي ج3 ص443 الطبعة الثانية ) .

(4) ( عمدة الطالب لابن المهنا ص52 ) .

(5) ( المدائني ـ فيما يرويه عنه في شرح النهج ج4 ص8 ، والبحار ج10 ص 115 ، والفصول المهمة لابن الصباغ ) وغيرهم .

(6) ( أعيان الشيعة ج4 ص43 ) .

(7) (الاصفهاني في مقاتل الطالبيين ص26 ، شرح النهج ج4 ص15 ، وقال غيرهما : " ان الحسن طلب الى معاوية أن لا يشتم عليّاً ، فلم يجيبه إلى الكفّ عن شتمه ، وأجابه على أن لا يُشتم عليّاً وهو يسمع " قال ابن الاثير : ثم لم يفِ به ايضاً ) .

(8) ( تجد هـذه النصوص متفرقة في الإمامة والسياسة (ص 200) والطبري (ج6 ص92) وعلل الشرائع لابن بابويه (ص81) وابن كثير (ج8 ص13) وغيرهم . و(دارابجرد) ولاية بفارس على حدود الأهـواز . وجرد أو جراد : هي البلد أو المدينة بالفارسية القديمة والروسيّة الحديثة ، فتكون داراب جرد بمعنى (مدينة داراب) .

(9) ( مقاتل الطالبين ص26 ، ابن أبي الحديد ج4 ص15 ، البحار ج10 ص101 و 115 ، الدينوري ص200 ، ونقلنا كلّ فقرة من مصدرها حرفيّاً ) .

(10) ( يتّفق على نقل كل فقرة أو فقرتين أو أكثر ، من هـذه الفقرات التي تتضمن الأمان لأصحاب علي (ع) وشيعته ، كلّ من الطبري ج6 ص97 ، وأبن الأثير ج3 ص166 ، وأبي الفرج في المقاتل ص26 ، وشرح النهج ج4 ص15 ، والبحار ج10 ص115 ، وعلل الشرائع ص81 والنصائح الكافية ص156) .

(11) ( البحار ج10 ص155 ، والنصائح الكافية : ص156 – ط. ل.) .

(12) ( الإمامة والسياسة ص200 ) .

(13) (البحار ج10 ص155) .

(14) صلح الحسن (ع) للشيخ راضي آل ياسين ص279 .

(15) ابن كثير في تاريخه ج6 ص220 .

(16) (ابن ابي الحديد ج4 ص13) .

(17) (الدينوري ص203) .

(18) (اليعقوبي ج2 ص192) .

(19) شرح النهج : ج4 ص16 .


(20) هو عمر بن عبد الله الهمداني التابعي ، الذي يُقال عـنه أنّه صلّى اربعين سنة صلاة الغـداة بوضوء العتمة ، وكان يختم القرآن في كلّ ليلة ، ولم يكن في زمانه أبعد منه ولا أوثق في الحديث .

(21) شرح النهج : ج4 ص16 .


(22) بحار الأنوار : 44/21 .

الامير سامر1
16-01-2011, 01:33 PM
بارك الله بك اخي الكريم لموضوعك الرائع الذي يكشف بعضا من الحقائق وشكرا لذكرك للمصادر

m_ali
29-01-2011, 09:36 PM
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد


عزيزي الامير سامر 1 ...
اسلوب مميز ...
اشكر لك مرورك المبارك

شاكر الهلالي
01-02-2011, 09:05 AM
شكرا لك أخي العزيز لاختيارك الموضوع

وبارك الله بجهدك الطيب

المعروف أن معاويه لم يأخذ من الاسلام صفه واحده

وانما اتصف بصفات الجاهليه والعصبيه 0

madrid1
04-02-2011, 08:15 PM
كتبت فأجدت وابدعت سلمت يمناك على ماخطت بوركت اخي العزيز وفقك الباري لما تحب وترضى

عامر الكربلائي
05-02-2011, 07:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف


:: الملعون معاوية تحت المجهر ::


سأتناول سيرة هذا الفاجر من الألف حتى الياء, ومن كتب السنة والشيعة, ولنرى كيف كان هذا الملعون خال الفاسقين, والذين تخلوا عن أهل البيت عليهم السلام, وتمسكوا بأبناء البغايا وأهل المجون والطرب.!


((معاوية بن أبى سفيان من مصادر أهل السنة))


إن الكثير من الحقائق التاريخية التي حاول البعض سترها أو التغافل عنها لابد لها أن تظهر للناس والأجيال لتؤخذ منها الدروس والعبر وكي توضع الأمور مواضعها حتى تكون نظرتنا للتاريخ نظرة عبرة واستفادة وحتى يمكن التمييز بين الخبيث والطيب فقد كان للتاريخ مواقفه من الأشخاص والجماعات موافقا لهذا التمييز رغم تسلط قوى الاستبداد والتعسف والظلم في أكثر حقب التاريخ واستخدامهم للسلطة في تشويه الحقائق وإظهارها بغير مظهرها إلا أننا نرى أن واقع التمييز لابد وان يحصل ويعطى مدلولاته المعرفية ذلك نتيجة حتمية لجهود المفكرين والمحققين المتنورين المبتعدين عن سيطرة العاطفة الذي يعانى منه كثير من المؤرخين والكتاب الإسلاميين , وشخصية مثل شخصية معاوية وهو مؤسس الكيان الأموي لابد لها أن تأخذ مساحة ليست بالقصيرة من اهتمام التاريخ وواضعيه فكانت من نتائجها آراء متباينة وأفكار متضاربة حول هذه الشخصية أوجبت دخول الكثير من الباحثين في صراع كبير حول تقييم حاله والتعرف عليه .


تناولت هذا الموضوع بيد لا شرقية و لا غربية وقطفت لكم أنضج الثمار وأينعها مما يتعلق بسيرة هذا الداهية وقد قمت بهذا البحث والتحقيق وأنا في ساحة الإسلام فضاقت نفسي بعقدة التناقض سيدنا معاوية و "سيدنا على " ولما كان قاموسي الإسلامي والعقلي خاليا من أي اضطراب وتناقض ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) شمرت عن ساعدي وخلعت ثوب الخمول والكسل ونظرت إلى التاريخ بعين العقل والبصيرة فخرجت لي حقائق ودقائق ارتأيت أن انقل لكم مختصرا منها للتعرف على هذه الشخصية كما أنى لا أبالغ عندما أقول أن كتب التاريخ جاءت بشبه معجزة عندما ذكرت بعض الحقائق عن معاوية وهذا لطف كبير سيما عندما يكون الحديث عن خال المؤمنين وأميرهم .


الشجرة الملعونة في القران الكريم هم بنو أمية :
قال الشوكانى : عند تفسير قوله تعالى (و الشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبير ) سورة الإسراء آية 60 أخرج بن مردويه عن عائشة أنها قالت : لمروان بن الحكم سمعت رسول الله يقول لأبيك إنكم الشجرة الملعونة في القران .


قال القرطبي : في الجامع لأحكام القران 10/286 في تفسير قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) قال بن عباس : هذه الشجرة بنو أمية .


قال الطبري : في تاريخه 10/58 عند ذكر قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) لا اختلاف بين احد انه أراد بها بني أمية .
قال بن كثير : في تفسير القرآن العظيم 4/324 المراد بالشجرة الملعونة بني أمية


صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف:
ولد أبو سفيان بمكة 10 سنوات قبل عام الفيل ومات بالمدينة المنورة سنة 30 للهجرة قبل قتل عثمان على يد الصحابة والتابعين بخمس سنوات وهو ابن 93 سنة وقد فقد بصره أخر عمره وكان دميما قصيرا رأس من رؤوس الأحزاب وكهف المنافقين حاقدا وحاسدا لبني هاشم إلى أن مات .


كيف دخل أبو سفيان إلى الإسلام :
قال بن كثير : قال العباس لأبى سفيان ويحك أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك ؟ قال فشهد شهادة الحق فأسلم .


موقف أبوسفيان من الخلافة والحكم :
1.كان أبو سفيان ينظر للخلافة بنظرة العصبية الجاهلية فلم يكن راضيا أن يتولى سدة الخلافة ضئيل تيم على حد تعبيره وقال : ما بال هذا الأمر في أضعف قريش وأقلها أما والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم يا آل عبد مناف فيم أبوبكر من أموركم فوا لله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا .


2.فرح أبو سفيان بتولي عثمان الأموي زمام السلطة ودخل عليه بعد أن بويع بالخلافة فقال : هل علينا من عين ؟ فقال عثمان : لا فقال : يا عثمان إن الأمر أمر عالمية والملك ملك جاهلية فاجعل أوتاد الأرض بني أمية يا معشر بني أمية إن الخلافة صارت في تيم وعدى حتى طمعت فيها وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا نار .


هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ( آكلة الأكباد ) :
قال بن أبى الحديد : كانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر .


وقال النسابة المعروف هشام الكلبي في كتابه المثالب : كانت هند من المغيلمات وكانت تميل إلى السودان من الرجال فكانت اذا ولدت ولدا اسودا قتلته .


قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ص205 : كانت هند متزوجة من الفاكه بن المغيرة فشاهد رجل يخرج من خيمتها فاتهمها بالزنا وطلقها .



مولد معاوية بن أبى سفيان :
ولد معاوية بمكة سنة 20 قبل الهجرة وأسلم هو وأبوه يوم فتح مكة سنة 8 للهجرة ومات في شهر رجب سنة 60 هجرية / ابريل 682 م ودفن بين الجابية والباب الصغير بدمشق وكان من الطلقاء والمؤلفة قلوبهم .


ما قيل حول نسبه وولادته :
كان معاوية يعزى إلى أربعة رجال كلهم يقال هو أبيه : مسافر بن أبى عمرو بن أمية , وعمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي , والعباس بن عبد المطلب , والصباح عبد لعمارة بن الوليد , كلهم زنى بأمه هند بنت عتبة .


معنى اسم معاوية لغة : أنثى الكلاب .


معاوية خال المؤمنين :
قال الجاحظ : في الرسائل السياسية ص345 خال المؤمنين إنما يكون خالا لو كان كون أم حبيبة أم المؤمنين من طريق النسب لا من طريق تحريم النكاح والتعظيم لحقوق الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولو كان قولهم قياسا مقبولا وتأويلا معقولا لكان أبوبكر وعمر وأبو سفيان أجداد المسلمين وهذا حمل , والاحتجاج به سفه والقائل به إما ساقط العقل وإما ظاهر العبث ولو كان للمسلمات خالا لما جاز له أن ينكحهن وهذا رأى ساقط ومذهب فاضح .


معاوية والخمر :
أخرج ابن عساكر في تاريخه وبن عبد البر في الاستيعاب والعسقلاني في أسد الغابة : من طريق محمد بن كعب القرظى قال : غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري (وكان ذو فهم وعلم وهو بدري ) في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر - لمعاوية - فقام إليها برمحه فبقر كل راوية منها فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كلا والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرا و أحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لأقبرن بطنه أو لأ موتن دونه.


ونقل foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن حنبل في باقي مسند الأنصار : عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فشرب معاوية ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي فقَالَ : مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حرمه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .


معاوية والخلاعة الماجنة:
قال بن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 4/91 : كان حديج نخاسا لمعاوية وكان معه في الجابية , قال حديج : اشتريت لمعاوية جارية بيضاء جميلة فأدخلتها عليه مجردة وبيده قضيب فجعل يهوى به إلى متاعها ويقول : هذا المتاع لو كان لي متاع اذهب بها إلى يزيد بن معاوية ثم قال : لا ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشى وكان فقيها فلما دخل عليه قال : إن هذه أتيت بها مجردة فرأيت منها ذاك وذاك واني أردت أن أبعتها إلى يزيد ؟ قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنها لا تصلح له , قال : نعم ما رأيت ثم قال ادع لي عبد الله بن مسعدة الفزارى فدعوته وكان ادم شديد الادمة( اسود اللون) فقال دونك هذه بيض بها ولدك وكان عبد الله سبيا ثم اتصل بمعاوية وكان من اشد الناس ( ضد ) على علي بن أبى طالب .


معاوية والطرب :
قال بن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد 4/29 والمدائني والطبري: وحدث أن معاوية استمع على يزيد ذات ليلة فسمع عنده غناء أعجبه فلما أصبح قال له : من كان ملهيك البارحة ؟ قال : سائب بن خاثر مولى بني ليث قال : فأكثر له العطاء فما رأيت في نشيده بأسا .


معاوية وضيوفه:
قال البلاذرى فى أنساب الأشراف 5/47 : دخل مالك بن هبيرة السكونى على معاوية وخدرت رجله فمدها فقال له معاوية يا أبا سعيد وددت أن لي جارية لها مثل ساقيك قال في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين .


معاوية خليفة الله :
قال البلادرى فى أنساب الأشراف 5/27 : عن يزيد بن عياض قال : قال معاوية الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلي وما تركته للناس فبالفضل منى .


معاوية والربا :
أخرج مالك رقم 1321 والنسائي وغيرهما من طريق عطاء بن يسار: إن معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه:سمعت رسول الله عن مثل هذا إلا مثلا بمثل فقال معاوية : ما أرى بهذا بأسا فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها .... .


معاوية وتماثيل الرجال:
قال البلاذرى في انساب الأشراف 5/136 : حدثنا يوسف وإسحاق قالا : جرير عن الأعمش عن أبى وائل قال كنت مع مسروق بالسلسة فمرت به سفائن فيها أصنام من صفر تماثيل الرجال فسألهم عنها فقالوا بعث بها معاوية إلى ارض السند والهند تباع له , فقال مسروق : لو اعلم إنهم لا يقتلوني لغرقتها ولكنى أخاف أن يعذبوني ثم يفتنوني والله ما أدرى أى الرجلين معاوية أرجل قد يئس من الآخرة فهو يتمتع من الدنيا أم رجل زين له سوء عمله .


معاوية يصلى صلاة الجمعة يوم الإربعاء :
قال المسعودي : في مروج الذهب 2/72 ولقد بلغ من أمر أهل الشام في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الإربعاء وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص: إن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي بن أبى طالب سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير


معاوية واللباس:
نقل ابوداود في السنن 2/186 : قال المقدام بن معدي كرب عند رؤيته مظاهر الفرح والسرور على معاوية بوفاة الحسن بن على : أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره ثم قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني وإن أنا كذبت فكذبني قال : أفعل قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس الحرير؟ قال : نعم قال: فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله ينهى عن لبس الذهب؟ قال نعم قال : فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ؟ قال: نعم قال فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية! فقال معاوية : قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام! .


معاوية والصلاة :
أخرج الشافعي في كتابه " الأم 1/94 من طريق عبيدة بن رفاعة قال: أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم فلم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار: أن يا معاوية! سرقت صلاتك؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت ؟ فصلى بهم صلاة أخرى، فقال: ذلك فيما الذي عابوا عليه.


معاوية وصلاة العيد :
كان معاوية وسائر بني أمية يصلون صلاة العيد وبعد فراغهم من الصلاة يخطبون خطبة العيد ويسبون فيها على بن أبى طالب فترك الناس حضور الخطبة واكتفوا بالصلاة فغير معاوية سنة النبي وجعل الخطبة قبل الصلاة فقد روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 144: أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة معاوية وجرى ذلك في الأمراء المروانية


معاوية ودية القتلى :
قال البيهقي في سننه 8/ 102: كانت دية اليهود والنصارى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل دية المسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فلما كان معاوية أعطى أهل المقتول النصف وألقى النصف في بيت المال، قال: ثم قضى عمر بن عبد العزيز في النصف وألقى ما كان جعل معاوية .
وقال ابن كثير في تاريخه 8: 139: قال الزهري: مضت السنة أن دية المعاهد كدية المسلم، وكان معاوية أول من قصرها إلى النصف وأخذ النصف .


معاوية والحج :
أخرج النسائي في سننه 5: 253، من طريق سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس بعرفة فقال: يا سعيد ! ماليي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون معاوية فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال : لبيك أللهم لبيك، وإن رغم أنف معاوية اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي.


معاوية والطعام :
قال بن كثير : في البداية والنهاية (ص119 ج8) أن معاوية كان يأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ويقول ما اشبع وإنما أعيا.


وروي مسلم في صححيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه واله وسلم دعا معاوية عدة مرات وكان يأكل فقال النبي: « لا أشبع الله بطنه ».( مسلم 4 / 201 ـ كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي)



معاوية وآنية الذهب والفضة:
نقل بن أبى الحديد أن الصحابي أبو الدر داء قال لمعاوية : عندما رآه يشرب في أنية الذهب والفضة " إني سمعت رسول الله يقول الشارب فيهما ليجرجر في جوفه نار جهنم " فقال معاوية : أما أنا فلا أرى بذلك بأسا فقال أبو الدر داء من عذيرى من معاوية أنا اخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أبدا