بيتر بتريلي
06-01-2011, 07:39 PM
http://www.iraqwho.com/photo/images/iraqwho-Untitled-68.jpg
منقول .... لـ كاتبه ... محمد مجيد الدليمي
الايام الخوالي من الامس البعيد، وليالي الشتاء الباردة المظلمة الطويلة، وحياة الناس البدائية البسيطة التي تفتقر الى نور الكهرباء واجهزة اللهو في قضاء ليالي الشتاء الطويلة الموحشة.
فكيف كانت العوائل البغدادية تقضي لياليها آنذاك؟
تروي لنا الليالي بان العوائل البغدادية كانت تقضي لياليها الشتوية في مجالس سمر عائلية جميلة، من خلال تجمعهم في مساكنهم المتواضعة حيث تقوم ربة البيت قبل وقت صلاة المغرب بتهيئة الفوانيس وألالات ووضع فحم(الكراجي) في المنقلة واشعالها وتركه في فضاء الدار لتستنفد دخانها الاسود الضار، ثم تضع قواري الشاي والماء الحار في المنقلة بعد ان اصبح الفحم جمراً احمر، وتدخلها الى غرفة جلوس العائلة، حيث يلتف حولها الصغار والصبية، ليتمتعوا بدفء النار وينصرف بقية افراد العائلة لصلاة المغرب وقراءة القرآن الكريم.
ويذكر ان من عادة البغداديين قراءة القرآن الكريم وان المارة في ازقة ودرابين المحلات الشعبية يسمعون من يقرأ القرآن الكريم وخاصة سورة(يس) بصوت جميل وشجي ترتيلاً او تجويداً.
بعد ذلك تتجمع العائلة في الغرفة لتناول العشاء وعلى سفرة واحدة(صينية كبيرة) تحوي اطباق الطعام مما قسمه الله تعالى، وبعد الانتهاء من الطعام يحمدون الله ويشكرونه ويدعونه بان يزيد النعمة عليهم وعلى الاخرين، ثم يبدأ وقت شرب الشاي المهيل المعمول على الفم وذات النكهة والطعم اللذيذ، وتسمع صوت معالق اقداح الشاي البغدادي، وتشم رائحة الشاي المهيل وفي اغلب الاحيان يفضل رب العائلة ان يتناول الشاي مع اصحابه واصدقائه وقد يدخن النرجيلة في مقهى المحلة.
http://www.rawabetvb.net/upload/cf5de628c35.jpg
ويبقى افراد العائلة مجتمعين في جلستهم يتسامرون مع الام الحنون والجدة العطوف والجد الحنون، يتبادلون اطراف الحديث، وقد تبادر الجد الجالسة في ركن من اركان الغرفة وبيدها مغزل تغزل الخيوط الصوفية، لتعمل منها بلوزة شتوية او جواريب بان تروي لهم حكايات شعبية قديمة عن عنتر بن شداد او ابو زيد الهلالي، وافراد العائلة ينصتون اليها بكل جوارحهم.
في هذه الاجواء العائلية الحميمة الدافئة، يشعر الجميع بالمسرة والانشراح والامان، وتستمر جلستهم العائلية اليومية هذه حتى الساعة العاشرة في الايام العادية حيث يذهبون الى النوم ليستيقضوا مبكراَ في صباح اليوم التالي. عدا ايام الخميس من كل اسبوع فانهم يستمرون بجلستهم حتى منتصف الليل، في تلك الساعة يسمعون صوت صافرة(الجرخجي) الحارس الليلي وهو يتجول في ازقة محلتهم، ما يجعلهم يشعرون بالامان والسعادة العفوية وهم يندسون في اغطية فراشهم ويغمضون عيونهم ويستسلمون للنوم..
هكذا كانت ليالي الشتاء ايام زمان، حيث استطاعت العوائل البغدادية ان تحول تلك الليالي الغابرة الموحشة الى مجالس سمر جميلة ومفيدة، جمعت فيها بين متعة قضاء وقت الليل الشتوي الموحش وتعليم ابنائهم القيم والاخلاق والحكم من خلال الحكايات والقصص الشعبية المعبرة التي كان ترويها لهم الجدة او الجد.
http://img.m5znk.com/up1/m5znk-f8555893ac.jpg
منقول .... لـ كاتبه ... محمد مجيد الدليمي
الايام الخوالي من الامس البعيد، وليالي الشتاء الباردة المظلمة الطويلة، وحياة الناس البدائية البسيطة التي تفتقر الى نور الكهرباء واجهزة اللهو في قضاء ليالي الشتاء الطويلة الموحشة.
فكيف كانت العوائل البغدادية تقضي لياليها آنذاك؟
تروي لنا الليالي بان العوائل البغدادية كانت تقضي لياليها الشتوية في مجالس سمر عائلية جميلة، من خلال تجمعهم في مساكنهم المتواضعة حيث تقوم ربة البيت قبل وقت صلاة المغرب بتهيئة الفوانيس وألالات ووضع فحم(الكراجي) في المنقلة واشعالها وتركه في فضاء الدار لتستنفد دخانها الاسود الضار، ثم تضع قواري الشاي والماء الحار في المنقلة بعد ان اصبح الفحم جمراً احمر، وتدخلها الى غرفة جلوس العائلة، حيث يلتف حولها الصغار والصبية، ليتمتعوا بدفء النار وينصرف بقية افراد العائلة لصلاة المغرب وقراءة القرآن الكريم.
ويذكر ان من عادة البغداديين قراءة القرآن الكريم وان المارة في ازقة ودرابين المحلات الشعبية يسمعون من يقرأ القرآن الكريم وخاصة سورة(يس) بصوت جميل وشجي ترتيلاً او تجويداً.
بعد ذلك تتجمع العائلة في الغرفة لتناول العشاء وعلى سفرة واحدة(صينية كبيرة) تحوي اطباق الطعام مما قسمه الله تعالى، وبعد الانتهاء من الطعام يحمدون الله ويشكرونه ويدعونه بان يزيد النعمة عليهم وعلى الاخرين، ثم يبدأ وقت شرب الشاي المهيل المعمول على الفم وذات النكهة والطعم اللذيذ، وتسمع صوت معالق اقداح الشاي البغدادي، وتشم رائحة الشاي المهيل وفي اغلب الاحيان يفضل رب العائلة ان يتناول الشاي مع اصحابه واصدقائه وقد يدخن النرجيلة في مقهى المحلة.
http://www.rawabetvb.net/upload/cf5de628c35.jpg
ويبقى افراد العائلة مجتمعين في جلستهم يتسامرون مع الام الحنون والجدة العطوف والجد الحنون، يتبادلون اطراف الحديث، وقد تبادر الجد الجالسة في ركن من اركان الغرفة وبيدها مغزل تغزل الخيوط الصوفية، لتعمل منها بلوزة شتوية او جواريب بان تروي لهم حكايات شعبية قديمة عن عنتر بن شداد او ابو زيد الهلالي، وافراد العائلة ينصتون اليها بكل جوارحهم.
في هذه الاجواء العائلية الحميمة الدافئة، يشعر الجميع بالمسرة والانشراح والامان، وتستمر جلستهم العائلية اليومية هذه حتى الساعة العاشرة في الايام العادية حيث يذهبون الى النوم ليستيقضوا مبكراَ في صباح اليوم التالي. عدا ايام الخميس من كل اسبوع فانهم يستمرون بجلستهم حتى منتصف الليل، في تلك الساعة يسمعون صوت صافرة(الجرخجي) الحارس الليلي وهو يتجول في ازقة محلتهم، ما يجعلهم يشعرون بالامان والسعادة العفوية وهم يندسون في اغطية فراشهم ويغمضون عيونهم ويستسلمون للنوم..
هكذا كانت ليالي الشتاء ايام زمان، حيث استطاعت العوائل البغدادية ان تحول تلك الليالي الغابرة الموحشة الى مجالس سمر جميلة ومفيدة، جمعت فيها بين متعة قضاء وقت الليل الشتوي الموحش وتعليم ابنائهم القيم والاخلاق والحكم من خلال الحكايات والقصص الشعبية المعبرة التي كان ترويها لهم الجدة او الجد.
http://img.m5znk.com/up1/m5znk-f8555893ac.jpg