المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منقولة حفارو القبور



حسن هادي العراقي
14-11-2010, 10:40 AM
اغلبنا يعرف المقدم التلفزيوني سعدون محسن ضمد مقدما للبرامج بقناة الحرة عراق ولكن قليل منا يعرفة كاتبا للقصة وللمقالات
انقل لكم مقالة كتبها تتحدث عن موضوع مهم






ما الذي يخيف حفاري القبور أكثر من الفرح؟ وأكثر من العافية التي تَعدُ بوجوه مشرقة بالحياة وعصيّة على الموت، ما الذي يجعل فرائص القيمين على المقابر ترتعد؟
في تقاطع المصالح بين الأضداد ينكشف الخزي، وخزي حفارو القبور ينكشف عندما تقف مصالحهم بالضد من مظاهر السعادة والصحة والحياة.. أفكر بهذه التفاصيل وأنا أتابع وقوف بعض مجالس المحافظات بالضد من انعقاد الفعاليات الفنية أو الترفيهية، كما حدث في محافظتي البصرة وبابل مؤخراً، وأسأل نفس: ما الذي يخيف رجالاً ـ يفترض بهم أن يكونوا رجال دولة ـ من الفعاليات الفنية، أو الترفيهية؟ ما الذي يجعل فرائصهم ترتعد من فرح يدلقه مهرج أو طرب يبثه فنان؟
بالتأكيد سيكون الجواب جاهزاً: أن الفعاليات التي تقام في السيرك والمهرجان تتنافى مع معتقدات وأعراف الجماهير التي يمثلها أعضاء مجالس محافظتي البصرة وبابل، ومن ثم فمن حق هؤلاء أن يمنعوا ما يجدون بأنه لا يتوافق مع ذوق أو أخلاق أو معتقدات ناخبيهم.
حسن إذاً فلماذا لا يكف هؤلاء الأعضاء عن اقتناء أجهزة التلفزيون، ويدعون ناخبيهم لهذا الخيار المنسجم مع وصايا الشريعة التي يؤمنون بها؟ لماذا لا يقاطعون، مثلاً، القنوات الفضائية التي تُبَثّ على القمر الصناعي الأوربي (الهوت بيرد)؟ ما الذي يمكن لنا مشاهدته أو سماعه في مهرجان فني أو سيرك ترفيهي ولا نجد مثيلاً له في القنوات الفضائية التي يتابعها القيمون على الدين في البصرة وبابل؟
ليس هناك شك بأن القنوات الفضائية تبيح من محضورات الدين أكثر مما يفعل مهرجان بابل أو سيرك مونتكارلو، لكن المشكلة تكمن بالازدواج الذي يقع فيه كل من لا يرضخ لحقيقة أن الكثير من تفاصيل الشريعة لا يمكنها الانسجام مع حاجات المجتمعات البشرية المتطورة، السياسيون الإسلاميون يعرفون جيداً بأن القنوات الفضائية تبث الكثير من البرامج والأفلام التي لا تبيحها الشريعة، لكنهم لا يستطيعون أن يمتنعوا عن متابعة هذه البرامج (التي يفترض بها أن تكون محرمة)، هم أيضاً يعجزون عن منع ذويهم أو ناخبيهم من متابعتها، وهكذا، ولأنهم لا يستطيعون أن يعترفوا بعجز الشريعة عن مجارات حاجات المجتمع المتجددة ـ لأن هذا الاعتراف يسلبهم كل مميزاتهم ومبررات انتخابهم ـ سيضطرون إلى الوقوع بفخ الازدواج المهين ويكتفون بالشعارات التي يخدعون بها بسطاء الناس، وفي النهاية تكون عملية متابعة الفن والترفيه محرمة على الأرض المكشوفة و(مباحة) في الغرف المظلمة، وهذا أبشع أنواع الازدواج، لأنه يخلق مجتمعاً منافقاً ونخبة دجالة.
كيف لا يخاف القيمون على المقابر من العافية التي يمكن لها وحدها أن تسلبهم الجدوى من وجودهم؟ وكيف لا يخاف القيمون على الكذب والخداع من انتشار الثقافة والتمدن في المجتمع؟ من سينتخبهم عندما تخلوا مجالس وعضهم من المنتحبين والخائفين والمغرر بهم؟ ومن سيحميهم من ملاحقة القانون لهم على جرائمهم وفسادهم عندما لا يعود هناك من يؤمن بقداستهم وعصمتهم؟
لا يعيش الطفيلي إلا على جسد مريض، لذلك سيقف وبكل ما أوتي من قوة بوجه أي مساع تذهب اتجاه زرع العافية وإيقاد الفرح والقضاء على برك الصديد التي يعيش هو على لعق بقاياها وامتصاص أقذارها.



منقولة
سعدون محسن ضمد

ابو فاطم
14-11-2010, 02:52 PM
شكرا لك اخي حسن على الجهد الكريم
تتعدد الآراء وتختلف في كثير من المسائل الاجتماعية
ومن ضمنها ما ذكرت ..
نتمنى الرفاهية والمحبة لشعبنا لكى يبنسى اوجاعه وآلامه التي خلفتها ايام الحروب الطائفية البغيضة ..
لا اعادها الله وسلم شعبنا من كل سوء ..

بارك الله فيك
ولك خالص تحيتي وتقديري