المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعادة بناء الثقافة العراقية في ظل الظروف الراهنة



ام فيصل
11-11-2010, 06:55 AM
اعادة بناء الثقافة العراقية في ظل الظروف الراهنة


* جمعة الحلفي



حتى أجل لاحق وغير مسمي سيظل السؤال عن ماهية ومضمون (الثقافة) التي أنتجت خلال العقود الثلاثة الماضية، أي في ظل شرط الاستبداد وتعبيراته وآليات عمله، سؤالاً ضرورياً وجوهرياً يستوجب الكثير من الجهد والبحث من أجل تقصي الآثار والندوب والتشوهات الفكرية والسلوكية والنفسية، التي خلفتها تلك الثقافة. وإذا كانت المقابر الجماعية وفظائع السجون والإعدامات والموت المجاني، هي الوجه الدموي الأكثر تعبيراً عن نمط السلوك السياسي للنظام السابق، فإن آلية التفكير الدغمائي ومظاهر الظلامية والتقديس والخنوع للفرد ــ الديكتاتور وأنماط السلوك العبودي، هي من بين أوجه التركة الثقافية الثقيلة، التي خلفها هذا النظام. ومثلما سيحتاج المجتمع العراقي إلي حقبة من الزمن ومن علاقات وأنماط الحياة المغايرة، لتجاوز الآثار الروحية والنفسية الدفينة لمشاعر الفقد والخسارات ومرارات القسوة والوحشية، التي تركتها مشاهد الجماجم والعظام البشرية المتكدسة تحت التراب، سيحتاج، لا محالة، إلي حقبة أخري قد تطول، من ذلك الزمن المغاير لاستعادة طاقته علي انتزاع أو تغيير سلوكيات وآليات تفكير وأنماط تعبير كانت ثقافة النظام قد تركت ندوبها محفورة في جسد المجتمع وفي بنيته الروحية والنفسية، ذلك أن تحرر الإنسان ـ المجتمع من سطوة القمع وعبودية القوة ليس شرطاً وحيداً، أو كافياً لتحرره من آثار وتشوهات تلك السطوة وتجلياتها الدفينة في أنماط وأنساق التفكير والسلوك.
لقد أسس النظام السابق ثقافته تلك، مثل أية ثقافية شمولية، علي مبدأ استبدادي تعسفي، يفترض اليقين والصدقية افتراضاً تجريدياً وينظر إلي المجتمع المتلقي لهذه الثقافة بوصفه مجتمع القطيع القابل، بالرشوة والترغيب أو بالقسر والتعسف، علي هضم وتمثل ما يضخ له، فكراً كان أم أدباً أم فناً. ولم تكن تلك اليقينية الخرافية متأتية فقط من جوهر تلك الثقافة بوصفها ثقافة استبدادية وقسرية وقدرية، بل وكذلك من تلك (الضمانات) التي يوفرها لها الطابع القمعي التعسفي، الذي كان سائداً في حياة المجتمع، وهو الطابع الذي وفر لها، أي للسلطة السياسية، فرصة بلوغ غايتها في اختراق المنظومة المعرفية الاجتماعية والثقافية وتشويه أنساقها الحسية والجمالية، الأمر الذي أوقع ثم عمق من حالة اغتراب الثقافة عن هويتها الوطنية الأصيلة وعن طابعها الإنساني وأحدث شرخاً في بنيتها العامة لا يمكن جسره بمجرد إقصاء منتجي ومروجي تلك الثقافة، إنما يستوجب الأمر اجتثاث كامل التشوهات التي أحدثتها ثقافة النظام عبر إعادة بناء جذرية للثقافة الوطنية تقوم أساساً علي قاعدة إعادة الاعتبار لهذه الثقافة الأصيلة والاعتراف بدورها كحامل للإرث الإبداعي والحضاري وبدور المثقف كعامل فاعل وحيوي في عملية رفد ومراكمة كل ماهو معرفي وتنويري في كيان هذه الثقافة وتعزيز طابعها الديمقراطي. كذلك يجب أن تقوم علي قواعد وأسس حرية الرأي والتعبير والعلاقات الايجابية واستقلالية المثقف واحترام دوره وحماية حقوقه. فعبر هذه الأسس والقواعد وفي ضوئها فقط يمكن إنجاز مهمة إعادة بناء الثقافة الوطنية وتخليصها من ذلك الركام الرديء والظلامي، الذي نطلق عليه، مجازاً أوتجاوزاً، أسم ثقافة.


مع تحياتي لكم

سلوى
16-11-2010, 11:10 AM
كلام جميل اختي ام فيصل
نعم لنكن يدا بيد
من اجل بناء ثقافه جديده
تعبر عن انتمائنا لمهد الحضارات ..
وان لا نبحث عن ثقافات سطحيه
مستلهمه من مجتمعات ليست لها اي صله بحضارتنا

ام فيصل
20-11-2010, 06:13 PM
نورتي الموضوع عزيزتي سلوى
وشكرا لك ولهذا التواصل والحضور والتعقيب الجميل

دمت بخير
مع تحياتي لك

حسن هادي العراقي
22-11-2010, 02:25 PM
الاخت ام فيصل
موضوع جميل وقيم




لا يمكن اعادة الثاقفة العراقية على ركام التركة الثقافية التي خلفها النضام السابق واكملة عليها فترة السبع سنين الماضية بكل مأساتها وقسوتها
ان ثقافة الموت وطبول الحرب ترسخت وتوارثت من اجيل الخمسينات والى ما بعد الفين من العقد الحالي
ولا ننسى ان ثقافة العراق تتاثر بمحورين يضاف على محور الاول هو الحرب والاستبداد وتركيع الانسان وتلك المحوريين الاخرين هي تاثر الثقافة العراقية بالبنية العشائرية للمجتمع العراقي مما يأثر سلبا على حرية التعبير والابداع كون ان بطبيعة اي مجتمع عشائري يكون مقيد شى ما ياثر سلبا على الابداع والمحور الاخر التزمت الديني مما تعارض بتشديد المحرامات على الفنون الادبية وخير دليل ما حصل بمهرجان بابل وما حصل بمحافظ البصر بمنع السرك مما ادى الى وضع اي نشاط ثقافي فوق طاولة الاتهام الذي وهذا الجو اصبح ياثر سلبا على الثقافة العراقية بحيث اصبح الثقافة لون واحد
ولا ننسى ما يمرة بة المجتمع العربي من تدني ثقافي عام فمثلا ان ترجمة الكتب بالوطن العربي اقل منها با إن مجموع ما يترجمه العرب سنويا يساوي خمس ما تترجمه اليونان، ولم يترجم العرب سوى 11,000 كتابا منذ العصر العباسي (منذ ألف سنة) وحتى وقتنا الحاضر، وفي أسبانيا وحدها يتم ترجمة أكثر من 11,000 كتابا في العام الواحد! أما متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية فهو يساوي 10 دقائق في السنة بمعدل ربع صفحة مقابل 11 كتاب في السنة للفرد في أمريكا و7 كتب في بريطانيا
البناء الثقافي يحتاج الى وقت وجهود حثيثة وجدية ما يجري لان من اعادة للثقافة العراقية ليس سوى ترقيع بخرقة ممزقة
الفرصة موجودة باعادة الثقافة العراقية فالبنية التحتية للعقلية العراقية موجودة فالانسان العراقي تواق للثقافة والتغيير للاحسن ولكن ينقصنا الاليات ونحتاج الةى هم للمفاهيم واعادة ترتيبها من جديد بعيد عن الخوف من حضوى العادات والتقاليد والتزمت الديني والعشائري بحيث يكون العمل بخطيين متوازيين بناء ثقافي وبناء للانسان من خلال التحرر من المفاهيم المغلوطة والتخلص من فكر الحرب والتعسف والاستبداد وتركيع الانسان

ابن الورار
26-11-2010, 05:41 PM
يسلموووو
عاشت
الايادي

ام فيصل
25-12-2010, 05:14 AM
الف شكر لك ياحسن
على هذه المداخلة التي اضفت الكثير للموضوع
لاحرمنا روعة هذا المرور
ودام لنا تواصلك عزيزي

دمت بكل الخير
مع تحياتي لك

ام فيصل
02-03-2011, 07:05 PM
وشكرا للمرور عزيزي ابن الورار
دام لنا حضورك
مع تحياتي لك