تعتزم وزارة الدفاع العراقية ونظيرتها الامريكية التوقيع قريبا على اتفاقية لحماية المعلومات العسكرية السرية وعن خطة لتصفية بقايا ملوثة من البرنامج الكيمياوي التابع للنظام المباد. وقال الناطق بأسم الحكومة علي الدباغ ان مجلس الوزراء وافق في احدى جلساته على تخويل وزير الدفاع صلاحية التفاوض والتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع العراقية والبنتاغون في مجال حماية المعلومات العسكرية السرية أضافة الى الاتفاق على وضع خطة لتصفية موجودات المخازن التي تحتوي على بقايا ملوثة من البرنامج الكيماوي للنظام السابق. وتنص احد بنود الاتفاقية على انه يحق لكلا الطرفين إنهائها بعد إشعار الطرف الآخر قبل ثلاثة. يذكر ان برنامج صدام لانتاج الاسلحة الكيمياوية كان قد تم غلقه من قبل اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة عام 1994 لكن لم يتم تشكيل لجنة لتصفية كامل المخزونات الملوثة. تم الان تخويل وزير العلوم والتكنولوجيا إتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه المهمة.
هذان أمران غاية في الاهمية لان الاول يخص سرية المعلومات العسكرية وهذا هو احد اهم اسباب قوة الجيوش. لذلك اسست الجيوش العالمية قسم الاستخبارات العسكرية وتنقسم مهمة هذه القسم الى شقين: الشق الاول يختص بجمع كل ما تستطيع جمعه من المعلومات الاستخباراتية عن العدو وخططه واسلحته ومناوراته ونقاط قوته وضعفه والشق الثاني هو الحفاظ على سرية المعلومات العسكرية التي قد تعطي العدو الافضلية في المعركة المحتملة. باختصار شديد يعني الاستخبارات العسكرية تجمع المعلومات عن العدو وتحرمه من الحصول على معلومات عن جيشها. وبما ان الولايات المتحدة الامريكية تمتلك اقوى جيوش العالم عدة وتقنية واحد افضل جهاز استخبارات في العالم فاعتقد انه من الضروري جدا الاستعانة بها لتدريبنا على احدث الطرق والوسائل سواءا في جمع المعلومات او في حماية المعلومات السرية. الأمر الثاني هو التخلص من التلوث الكيمياوي الذي سببه برنامج انتاج الاسلحة الكيمياوية في زمن النظام السابق والذي لم يسلم العراقيون من فتكه سواءا بطريقة مقصودة مثلما حصل في حلبجة او غير مقصودة مثلما حصل ويحصل للعراقيين من امراض غريبة كالسرطانات والنسبة المتزايدة من الولادات المشوهه. رغم انه استطاع الحصول على تكنولوجيا تصنيع انواع قديمة من الاسلحة الكيمياوية, لم يستطع نظام صدام حسين الحصول على تكنولوجية تصنيع الاسلحة النووية كاملة فما بالك بتكنولوجية الوقاية واحتواء الاشعاعات المنبعثة من محاولات التصنيع الفاشلة. وهذه سبب اخر لطلب مساعدة امريكا لقياس نسبة التلوث ومساعدتنا في الحصول على الجهد والتكنولوجيا للتخلص من التلوث الكيمياوي والاشعاعات النووية التي لااحد يعرف مدى نسبتها في الجو ومدى خطورتها على العيش في المناطق الاكثر تلوثا.