المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيادة الخفاجي العراقية تعالج ضحايا الحرب بالمجان



كاظم السعدي
27-09-2010, 07:53 AM
ادت الحروب و التي مر بها بلدنا بالاضافة الى العمليات الارهابية التي استهدفت جميع مفاصل الحياة الى الحاق اضرارا جسيمة بالقطاع الطبي و تدمير العديد من المنشات الطبية و ايقاف العمل في اعادة بنائها بالاضافة الى زيادة اعداد الجرحى نتيجة الى اعمال العنف التي استهدفت المدنين العزل. و فيما تعمل الدولة لتطوير البنية التحتية من اجل اعادة الحياة الى مختلف المنشات الحيوية, نقراء بين الحين و الاخر عن مواطنيين شرفاء نذروا انفسهم لمساعدة اخوانهم العراقيين في هذا الزمن الصعب.

رغم إصابة طفلة عراقية لم يتجاوز عمرها التسعة عشر شهرا بحروق في قدمها، لم ينقلها والدها إلى المستشفى لتلقي العلاج، بل أحضرها إلى عيادة مؤلفة من غرفتين، والواقعة في قلب بغداد. فالعيادة التي أسستها عائلة الخفاجي البغدادية، قدمت العلاج للمرضى خلال السنوات الخمسين الماضية، ولكن بطريقتها الخاصة.
سلمان الخفاجي، كبير العائلة والطبيب المدرب، يقول بأنه بدأ عمليات الختان وطب الأسنان مستخدما معدات تقليدية، وانتقل في الفترة الأخيرة إلى علاج الجروح و الحروق، والإصابات الجلدية، والبثور و المصابين في الهجمات الارهابية بعد ان لاحظ الحاجة الى خدماه لعلاج الجرحى في الهجمات الارهابية.

أما محمد إبراهيم، فهو جندي في الجيش العراقي أصيب بطلقة في قدمه عام 2006، وأخبره الأطباء العراقيون أن عليهم قطعها، غير أن أطباء أمريكيين أنقذوه بإجراء جراحة معقدة، ورغم ذلك، لا زال إبراهيم يعاني من تقرحات والتهابات جلدية.
على إثر ذلك، قرر إبراهيم التوجه إلى هذه العيادة، حيث يتلقى العلاج المجاني، وها هو اليوم، وبعد عامين من العلاج، قد شفي من أحد الالتهابات، ولكنه لا يزال بانتظار الشفاء التام.ويلاحظ أن العيادة هذه تكتظ بضحايا الحرب والعنف في العراق.
يقول سلمان الخفاجي: "إن من أصيب خلال الحرب يعالج مجانا في اليوم الأول، لأنها حالة طارئة، كما أننا لا نأخذ النقود من موظفي الحكومة." ، يوجه الخفاجي رسالة إلى زملائه بالمهنة، فيقول: "في بلد يعيش العنف يوميا، يتوجب علينا كأطباء وممرضين تخفيف الألم عن الناس."
ان مبادرة المواطن سلمان لهي اكبر دليل على استمرار وجود روح الخير و المحبة بين العراقيين و ان العراق كان ولا يزال منزلا للمحبة و الاخوة و التراحم و ان شاء الله سوف نكون دائما اخوة و نبني وطننا و نداوي جراحنا. اتمنى من الله يوفق قلوبنا و ان يزيد من محبتنا لبعضنا.