المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشهد الثقافي في هوية السودان ,,,,,,,,,,,,,



ام فيصل
30-08-2010, 11:46 AM
المشهد الثقافي في هوية السودان






http://media.alarabiya.net/img/spc.gif
http://images.alarabiya.net/large_29699_15620.jpg
http://media.alarabiya.net/img/spc.gif


أسامة foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? المصطفى (http://www.alarabiya.net/writers/warchive.php?writer=99)
يقول الشاعر الفرنسي البارز أندرية فولتير إن أية ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللارث البشري ذلك أن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا ومن هنا يجيء اختلاف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية. ويقول الشاعر السنغالي السياسي ليبور سنغور الثقافة هي الشعر المحمول على نداء الأفق إلى التسامي والى الاتحاد بالقوة الكونية التي هي الهواء... الهواء الذي يلامس الأشياء، ويتخلَّلها، ويجتازها – دون أن يسمح لها بأن تسجنه.


في هذا الإطار عانى السودان، هذا البلد القارة الغني، والمتعدد الأعراق والثقافات والديانات، وبرغم أبنائه العلماء والمفكرين والمنتشرين في كل أنحاء المعمورة، في مختلف مجالات الابداع الانساني والعلمي، من صراعات دامية وحرب أهلية دارت عشرات السنين ، بدأت بجنوب السودان الذي إنطفأ لهيب الرحب فيها ، وأضيفت إليها مؤخرا دارفور والشرق بذات الأطر النظرية، والتي تعني في أكثر حالات نجاحها، استمرار الحريق.
هذه الحرب التي استهلكت، ولاتزال الكثير والكثير من الموارد البشرية والمادية، وأرهقت إنسان السودان ، والذي لا يأمل في غير أن يستطيع العيش بهدوء في العالم غير المتوازن. إن قراءة دقيقة لأدب الخلاف والاختلاف في السودان من خلال تسليط الضوء على المشهد الثقافي السوداني العام باعتباره المحرك الأساسي والجوهري لأفكار الساسة السودانيين جميعا أصبح ضرورة جادة ،في الوقت الذي أصبح فيه التمسك بهوية الأمة وإرثها الثقافي والحضاري هو الواقي والناجع الوحيد لمقاومة رياح التغيير القوية والاستلاب الثقافي التي تطالعنا تحت مظلة العولمة، خصوصا في دولة تعتصرها الصراعات
إن كان الصراع في السودان أخذ منحى آخر باشتداده، بقوة ولمبررات تعلقت بقيمة الإنسان وبحقوقه في مختلف أطراف هذا البلد المتراتمي الأطراف فكان ذاك الواقع الذي صاحب فترة الحرب ينتج باستمرار سلبيات كثيرة .. منها اننا اصبحنا لا ننظر للوطن في وحدته الثقافية التي تجمع شتات التنوع الثقافي وتنظمه في اطار من الحوار الديمقراطي حيث ا لوطن هو الزمان وا لمكان الذي يجمع هذا التنوع في فضاءات السلام حينما تعترف الاطراف جميعها باحقية كل على العيش مع الطرف الآخر تحت مظلة واحدة تمثلها القواسم الثقافية المشتركة التي تمثل بدورها الحد المطلوب للتفاهم والفهم المشترك.
فالنظرة الفاحصة لإغلب الدول الأفريقية والعربية بعد استقلال نجد أن أغلب تلك الدول عملت على استقرارها إلى حد ما في ميزان السياسة والاقتصاد، تنبهت هذه الدول إلى قضايا أكثر فاعلية وتأثيرا وهي قضايا اللغة والثقافة والحضارة والهوية، وهي ما يشكل الصراع الحقيقي الحديث، والذي يمكن من القول بأن الدول الاستعمارية السابقة قد اتخذته بديلا للاستعمار السياسي السابق والمعروف. وما اصطلح على تسميته بالعولمة. وبالتأكيد يبقى هو العامل الحاسم والسلاح الأكثر فاعلية لتدخله المباشر في تكوين الشخصية، وتحديد ملامح وهوية الأمة.
إلى البحث عن الذاتية الثقافية والتي لا تعني على الاطلاق العزلة والانطواء، بل هي سلوك محمود في التميز عن الآخرين وتعليمهم كأسلوب للعيش وصياغة النموذج الخاص الذي تعرفه الشعوب والحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ، فالثقافة كما يراها الكثيرون، ليست لوحة رسم أو تحفة يمكن نقلها من مكان إلى آخر، بل هي مضامين شحنات نفسية وذاتية وبيئية من الصعب استيرادها أو فصلها عن بيئتها وكوامنها واشكالياتها الأخرى.
بقراءة التعريف السابق عن الثقافة وبتطبيقه في نموذج بلد كالسودان يزخر بتعدد البيئات الجغرافية والقبائل واللغات واللهجات، نجد أن الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة شحنات نفسية وذاتية وبيئية، تجعل وللوهلة الأولى من الصعوبة بمكان التعامل معها، بل وحتى إيجاد أرضية ثابتة ومشتركة تكون بمثابة انطلاقة لثقافة سودانية مشتركة، جامعة ومعبرة في الوقت نفسه عن الانسان السوداني كله، مما يحتم ضرورة التعامل بوعي كبير مع هذه الدوزنة في اتجاه الوحدة.
وبقراءة نموذجين لمثقفين سودانيين قدما للعالم صورة للمجتمع السوداني، نجد أن «الطيب صالح» في تحفته «موسم الهجرة إلى الشمال» قدم نموذجا لإنسان شمال السودان إلى حد كبير باستثناء المجتمع النوبي ذي الخصوصية الشديدة، ومجتمع الدينكا أكبر قبائل جنوب السودان وإن غلبت عليه الخلفية السياسية الواضحة. ولارتباط اللغة الوثيقة بالحضارة الانسانية وثقافة البشر باعتبارها المسجل الأساسي لكل حوارات حركة التاريخ في المجتمع، تبقى اللغة في السودان في مواجهة اشكاليات كثيرة متعددة ومتشعبة. ونجد أنه، ونسبة لسياسات الحكومات اللغوية منذ الاستقلال نجد أن اللغة العربية قد أخذت موقعها من الانتشار خاصة في التعليم حيث تمثل اللغة القومية له وحتى التعليم الجامعي أصبح الآن باللغة العربية.
وتحت هذه المظلة الواسعة من الانتشار للغة العربية تصبح هناك معاناة حقيقة وفاقد تربوي كبير من طلاب ومثقفي مناطق التداخل اللغوي ـ وهي المناطق التي يتحدث أهلها بأكثر من لغة ـ الأمر الذي يجعلهم ينحازون إلى لغات أخرى كالإنجليزية وغيرها لمواصلة تعليمهم وكتاباتهم ومؤلفاتهم، وتحديدا مثقفي جنوب السودان، مما يدعو للقول بأن عملية الاستنزال العلمي لم تجد مناخها الملائم في ظل ثنائية الخطاب اللغوي في السودان. وربما من المؤكد أن عدم وضوح الرؤية والأهداف في معالجة مشكلات التعدد اللغوي في السودان. لاستنباط التراث الشعبي الكبير للقبائل وأعراقهم المختلفة والمتنوعة.
نحاول هنا مناقشة العوامل المتدخلة في هذا المشكل وهو جملة الفكر الأساسية باعتبار توحيد اللغة القومية بصورة حقيقية لتبقى الخيار الأساسي للكل بدون معاناة يتجهون بعدها للخيارات التي تحدثنا عنها، مع المحافظة على اللغات المحلية الأخرى كاللغة النوبية في أقصى شمال السودان، ولغات الدينكا والنوير والأنواك في أقصى جنوب السودان من أصل أكثر من مائة لغة محلية يتحدثها أهل وقبائل السودان، وضرورة دراستها وتنميتها لشغل الحيز الثقافي الواسع والمناسب في دفع عملية الثراء الثقافي واللغوي وبناء الشخصية السودانية المتعلمة والمثقفة والواعية لهذا الواقع الفريد والذي يعطي السودان خصوصيته وشكله المميز متجاوزين بذلك كل أشكال الصراعات المؤلمة وغير المثمرة.
في هذا السياق قامت العديد من المؤتمرات العالمية التي تناقش قضايا اللغة والثقافة باشراف هيئة اليونسكو، كأعمال تدخل في صميم عملها الداخلي، كما قامت أيضا العديد من المؤتمرات الاقليمية بافريقيا والشرق الأوسط، والمحلية بالسودان باشراف المعاهد المتخصصة مثل معهد الخرطوم الدولي للغة العربية ومعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة الخرطوم لمناقشة قضايا تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتداخل اللغوي وقضايا التعليم العام واللغات السودانية وغيرها.
إن تداخلات العلاقة بين الثقافة العربية والافريقية في السودان ـ وهو على ما يبدو واضحا في المشهد الثقافي السوداني، وإن بدا سياسيا ـ فإن الدراسات بهذا الجانب ظلت محدودة ، وربما يبدو من المفيد أن نطلع على تعريف الثقافة من توصيات مؤتمر وزراء الثقافة الأفارقة والذي عقد بأكرا عاصمة غانا في أكتوبر 1975، ويمكن اعتباره من أميز المؤتمرات التي عقدت، ونقرأ تعريف الثقافة بأنها: كافة الموجودات المادية والأخلاقية والروحية إلى جانب المعرفة واللغة والمهارات وسبل التفكير وأنماط السلوك ومختزن التجارب المكتسبة على مر العصور ويبدو أن هذا التعريف هو الأقرب لاستيعاب القارة السمراء المتنوعة في كل شيء.
كما دعا المؤتمر إلى احترام جوانب المعرفة والتعدد في اللغات واللهجات ، وأقر بوجود التباين الكثيف في معظم دول القارة. وبصفة خاصة السودان ونقرأ أيضا جزءا من البيان الختامي لمؤتمر وزراء الثقافة العرب والذي عقد ببغداد بالعراق في نوفمبر 1981، والذي يمكن وصفه بكونه علامة بارزة ومميزة في تأريخ المؤتمرات العربية التي ناقشت هذه القضية المهمة، ونقرأ في البيان الختامي للمؤتمر:إيمانا منه ـ ويقصد المؤتمر ـ بأن الصيغة المثلى لتحقيق الثراء الثقافي إنسانيا، ولتمكين الثقافة نفسها إلى جانب نموها في ذاتها، من أداء وظائفها في تشكيل الوعي الجماعي السوداني ، وفي بناء الحياة الإنسانية وتطويرها وتجميلها هي إعطاء الثقافة وزنها الحقيقي في مجموع النشاط البشري وأن تكون حقا من الحقوق الأساسية للإنسان، وجديرا بأن توفر له الشروط الضرورية قانونيا واجتماعيا، والكفيلة بصيانته وتوطيد أسسه، وأن يكون ثمة حوار موصول بين العلاقات المتداخلة للثقافة في ميادين المعرفة والتعبير كافة.
ثمة إشكالات حقيقية تواجه الهوية الثقافية السودانية ، وقضية اللغة كمركز أساسي ومحور مهم للقضية في السودان، وإن ظهرت في شكلها المطروح سياسيا وعسكريا بصورة أرهقت الانسان السوداني طويلا ونالت الكثير من مقدراته، واستنزفت الكثير من موارده البشرية والمادية، والكثير من الوقت والجهد. واتبعت في السودان سياسات عديدة تجاه المشكل اللغوي، ساهم البعض في حله مؤقتا بينما ساهم البعض الآخر في تعميقه، حيث كان الأمر برمته يخضع لإرادة الحكومات السياسية.
وتتغير السياسات اللغوية باتجاه سياسات الحكومة بدون النظر إلى الآثار التربوية واللغوية المترتبة على ذلك. ففي عهد الحكم البريطاني المصري مثلا، كانت السياسة المتبعة تسير باتجاه التقليل من استخدام اللغة العربية، ليس في التعليم فحسب بل في كل مناحي الحياة العامة، حيث كان التعليم الديني والتبشير هما المقياسان لاختيار اللغة المناسبة للتعليم. وكان الاتجاه السائد هو فرض اللغة الانجليزية لمزيد من الاستلاب الثقافي واللغوي لإنسان السودان في الجنوب كامتداد لسياسة فصل الجنوب عن الشمال، هذا الصراع الذي كان يهدد قادة البلاد بعد الاستقلال مباشرة، وينفي تطور الوطن .
وكانت كل المشكلات متركزة في مناطق التداخل اللغوي وذلك بحكم عدد سكانها ذوي الأصول العرقية غير العربية عن الثقافة واللغة العربيتين. واتخذت اللغة العربية موقعها من جديد كلغة للتعليم في الجنوب بعد قرارات مؤتمر جوبا السياسي عام 1947، وشرعت وزارة المعارف السودانية في اتخاذ عدد من القرارات والتدابير لعودة اللغة العربية إلى التعليم في جميع مراحله بالمديريات الجنوبية لتدرس أولا كمادة ضمن المواد الأخرى تمهيدا لجعلها لغة التعليم القومية، ولعل أهم التدابير كان تعيين مساعد مدير المعارف للمديريات الجنوبية من أبناء الشمال ليشرف على ادخال اللغة العربية في المدارس بالجنوب ووضع مناهج اللغة العربية لها وتدريب المعلمين. وتم إنشاء معهد مريدي في جنوب السودان عام 1954 لتدريب المعلمين.
واستمر الحال هكذا حتى عام 1969 وحكومة مايو حيث تم عقد مؤتمر قومي للتعليم لوضع سياسة لغوية جديدة للجنوب كأبرز مناطق التداخل اللغوي، وبقيت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وظل استخدامها يأخذ طريقه تدريجيا في الشمال والجنوب. غير أن هذه السياسة لم تستمر طويلا بعد عام 1972 حيث كانت اتفاقية أديس أبابا والتي وضعت سياسة لغوية جديدة تجاه جنوب السودان، ومنحت بموجبها فترة لمجلس الشعب(البرلمان) بأن يصدر تشريعات تختص بقضية تطوير اللغات والثقافات المحلية، كما اعتبرت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد واللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية للاقليم الجنوبي. إذن من هذا المنطلق وبرؤيـة استراتيجية لابد من وضع الأهتمام باللغات والإعتراف بالثقافات المحلية عند حديثنا عن الوفاق الوطني السوداني ونحن نستشرف سودانا جديداً وقرناً جديداً و ظروفاً جديدة نصب العين , وهذا بالضرورة يعني ان نجاح هذا الاتفاق الوطني يتوقف على مدى مراعاته لمتطلبات هذا العصر من تقدم علمي وتقني , ومدى مراعاته للتخطيط الاستراتيجي الذي يسود العالم والتطور الانساني المذهل في علوم الادارة و ممارسة السياسة .. وخلاصة القول هل يمكننا الجزم بإن السودان في تعامله مع هذه المسألة يشبه لكم يجتهد ، وً عندما لا يتمكن من الإفلات من القلق الثقافي الذي يجتاحه ؟ سنقول إن السودان ، في خضمِّ قلقه الخاص، أنه يمضي ليله من دون أن يحظى بملجأ، وأنه يبدأ نزوله الطويل إلى أعماق الليل الثقافي .




شكرا لسعة صدركم ,,,,,, فالمقــال طويل

الكناري يونس الجبوري
11-09-2010, 02:48 PM
http://n4hr.com/up/uploads/308f9015a2.gif (http://n4hr.com/up/)

ام فيصل
28-09-2010, 08:23 AM
كل الشكر لك عزيزي
على المرور والحضور المميز
ودام لنا تواصلك
اطيب تحياتي للكناري

عراقيه غيوره
01-10-2010, 12:27 PM
مقال رائع وجميل عاشت ايدج غاليتي
على هذا الانتقاء الراقي
اتمنى لكي دوام الصحه والعافيه
تحياتي لكي

ام فيصل
14-10-2010, 06:32 AM
مشكورة غاليتي
على مرورك العطر وحضورك المميز
دمت بخير دوما
مع تحياتي لك