سؤال يؤن مضاجع العديد من الناس داخل وخارج بلدنا الحبيب وخصوصا مع استمرار الكتل السياسية في تأخير تشكيل الحكومة الجديدة. ربّما ستقوم باتّهامي بالسذاجة ولكنّني أعتقد أنّه بامكان الديمقراطية أن تكلّل بالنجاح في العراق ولكن يجب علينا أن نتوقف عن التفكير في أنفسنا بطرق معينة.

أوّلا يجب علينا أن نفكر في أنفسنا كعراقيين وليس كسنّة أو شيعة وعرب أو أكراد و أن لا نقسم أنفسنا وفقا للأديان والطوائف والأعراق والمناطق والقبائل واللغات و ضرورة التسلّح بهوية واحدة كمواطنين عراقيين و ولائنا للعراق يجب أن يكون فوق كل اعتبار و على قادتنا التّحلي بنفس العقلية بطبيعة الحال.

من الضروري و العقلانية ربط علاقات متينة بجيراننا و رعاية مصالحنا في نفس الوقت وضرورة عدم الخضوع الى رغبات وأجندة دول من الخارج. فقد سمعت أنّ الطريق إلى مكتب رئيس الوزراء أو المقاعد البرلمانية يمر عبر إيران وسوريا وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن على سبيل المتال و من العار بطبيعة الحال إذا صحّ ذلك.

فيجب أن نقاوم كل التأثيرات الخارجية بغض النظر عن العواقب الّتي يمكن أن تنتج عن ذلك وأن لا نسمح لدول أخرى بإملاء سياساتها علينا ولا جعل الانتماء الديني يحجب الأولوية الوطنية.
من المعروف انّ لدى العراق مشاكل كثيرة ولكن سعينا لتوثيق علاقات جيدة مع دول أخرى بسبب الدين والعرق والثقافة أو القواسم المشتركة ليس من المرجح أن تحل تلك المشاكل بل يجب أن نفكر دائما في أنفسنا كعراقيين أولا و قبل كلّ شىء.
إذا كنا نعتبر أنفسنا كشعب واحد دو هدف واحد فانّنا سنحقق أهدافنا و اذا خضعنا للتأثيرات الخارجية فانّ العاقبة ستكون وخيمة.
سوف تنجح الديمقراطية في العراق بدون شك إذا أردنا ذلك و مفتاح النجاح هو ترجيح كفّة الهوية الوطنية على التأثيرات الأخرى بكل بساطة.