الحــر
22-07-2010, 10:29 AM
http://www.alaalem.com/admin/upload/irq_1619140633
القائد الجديد للجيش الاميركي في العراق
واشنطن - كريج وتلوك
كان منصب القائد الثاني للقوات الاميركية في العراق هو آخر عمل يشغله الفريق لويد جي أوستن في العراق، حيث أشرف على العمليات اليومية لمئة وستين الف مقاتل من الولايات المتحدة، تساندها عشرون دولة تحالفت معها.
وخلال الشهر الجاري نال الفريق اوستن ترقية لكي يعود للعراق بوصفه القائد الاعلى للقوات الاميركية في هذا البلد. وعندما يبدأ عمله جنرالا بأربع نجوم اوائل ايلول (سبتمبر) فانه، على اية حال، سيكون مسؤولا عن قوة اصغر بكثير وبمهمة مختلفة.
ومن المقرر ان يكون عديد القوات الاميركية في العراق بحدود خمسين الف جندي في اليوم الاخير من آب (اغسطس) انسجاما مع الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس باراك اوباما بعد فترة قصيرة على تسنمه منصبه السنة الماضية.
وهي المرة الاولى منذ غزو عام 2003 التي لا يتم فيها رسميا تحديد مهام قتالية للقوات الاميركية، اذ ستركز القوات على تدريب القوات العراقية ومساعدتها.
يضاف الى ذلك ان الفريق اوستن قد يواجه وقتا عصيبا لتشخيص اي الزعماء العراقيين يجب العمل معهم. فالعراقيون يتصارعون على تشكيل الحكومة الجديدة منذ انتخابات السابع من آذار (مارس). وحتى الآن فليس واضحا كيف ومتى سيتم ملء فراغ السلطة.
وتقول ماريسا كوغران سوليفان الباحثة في معهد لدراسة الحرب والتي عملت مؤرخة عسكرية في العراق، السنة الماضية تحت امرة الجنرال راي اوديرنو سلف الفريق اوستن ان "الجنرال الجديد سيواجه بالتأكيد مجموعة اوسع من التحديات قياسا بما سبق".
وكان اوستن البالغ من العمر ستة وخمسين عاما امضى السنة الماضية في وزارة الدفاع الاميركية كمدير في هيئة الاركان المشتركة، ما جعله المساعد الاساسي للعميد مايكل مولن الضابط الكبير في الجيش الاميركيِ ورئيس هيئة الأركان المشتركة.
لكن الفريق لويد اوستن القادم من توماسفيل في جورجيا قضى معظم ايام خدمته العسكرية خارج واشنطن. وفي العقد الماضي اشترك في ثلاث جولات حربية، كان في احدها قائدا لفرقة المشاة الثالثة اثناء احتلال العراق عام 2003، وبعدها اصبح قائدا للفرقة الجبلية العاشرة في افغانستان.
ومنذ كانون الأول (ديسمبر) 2006 ولغاية آب (اغسطس) 2009، عمل اوستن كقائد لفورت براغ والقوات الثامنة عشرة المحمولة جواً، كما اصبح لمدة خمسة عشر شهرا القائد الاميركي الثاني في العراق تحت امرة الجنرال ديفيد بترايوس.
ورفض الفريق اوستن، الذي اقر مجلس الشيوخ في الثلاثين من حزيران (يونيو) مهمته في العراق، القبول باجراء مقابلة معه. وهو على خلاف الجنرالين بترايوس واوديرنو والقادة الاميركيين السابقين في العراق، يتجنب الاضواء. ويقول مسؤولون عسكريون عملوا معه انه يتميز بسمعة كونه يتحفظ حتى في اعداد نقاط الحوار مع زملائه الضباط في اللقاءات غير الرسمية. ويصفه زملاؤه بكونه خبيرا عسكريا لامعا، لكنه جنرال تقليدي في الجيش، اي انه هادئ وسريع في حرف المصداقية حول النجاحات ومزعج في جوانب العمل ذات السمات السياسية.
وفيما اتجه الجنرالان بترايوس واوديرنو لاقامة علاقات مع محللي الامن القومي والمشرعين والخبراء، فان الفريق اوستن بقي مجهولا في معظم الدوائر السياسية في واشنطن.
والفريق اوستن من قوات المظلات وخريج اكاديمية ويست بوينت، وكان قد نال الاعجاب في عام 2008 لادائه في لحظة حاسمة من الحرب. فبعد ان تركت القوات البريطانية البصرة، بعث رئيس الوزراء نوري المالكي بقوات الامن العراقية في آذار (مارس) بهدف السيطرة على المدينة. لكن القوات العراقية برهنت على انها غير مستعدة وكادت ان تفسد العملية برمتها، ما حدا بالفريق اوستن للتدخل بسرعة بقوات اميركية ومستشارين، وساعد العراقين في تنفيذ المهمة.
لكن في هذه المرة فان اوستن سيخوض المعارك السياسية اكثر من خوض المعارك الحربية. فبموجب الاتفاقية التي وقعتها الحكومة العراقية وافقت الولايات المتحدة على سحب كامل قواتها بنهاية عام 2011. ويتوقع العديد من المحللين ان الحكومة الجديدة في بغداد ستريد اعادة التفاوض حول المعاهدة للسماح بابقاء القوات الاميركية فترة اطول، لكن المحادثات في مثل النوع من القضايا ستكون حساسة.
وعلى المدى القريب فان الجيش الاميركي سيترك الكثير من مهامه لتتولاها السفارة الاميركية في وقت راحت وزارة الخارجية تتولى الكثير من الوظائف التي كان الجيش يضطلع بها سابقا.
ويقول مايكل اوهانون الباحث المتقدم في السياسة الخارجية في معهد بروكنغز "في الحقيقة هذا تحد مختلف كثيرا ومهمة تختلف كثيرا عن المهام التي تولاها سابقا".
ويضيف ان اوستن "جنرال موهوب، وقد ميز نفسه في المعارك. ولذلك عليه ان يقدم مجموعة مهارات جديدة". ويضيف ان "وظيفة جنرال بأربعة نجوم تختلف عمليا عن اي شئ آخر. اننا نعمل اليوم في الجيش وليس هناك من تدريب حقيقي على هذا العمل".
مهمة أوستن الجديدة ستتزامن مع فترة خدمة السفير الاميركي الجديد في العراق. فقد رشح الرئيس اوباما، جيمس جيفري، السفير الاميركي في تركيا وأحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية سابقا، كي يخدم في العراق.
واثناء خدمته العسكرية اكتسب الفريق اوستن امتيازا آخر بوصفه الضابط الاسود الاول الذي يقود فيالق في المعركة. ورغم انه لا يتحدث عن الامر كثيرا في العلن الا انه يسميه "تجربة متواضعة".
وقال اوستن للصحفيين في آب (اغسطس) الماضي عندما غادر القيادة في فورت براغ "اذا كنت تحدثت مع تايغر وودز وسألته كيف هي مشاعره بكونه افضل لاعب غولف اميركي من اصل افريقي في العالم، فسيقول لك انك لن تريد ان تُعرف بكونك افضل لاعب غولف اميركي من اصل افريقي، لكنه يريد ان يُعرف بكونه افضل لاعب غولف في العالم فقط".
ترجمة عبد علي سلمان
عن واشنطن بوست
القائد الجديد للجيش الاميركي في العراق
واشنطن - كريج وتلوك
كان منصب القائد الثاني للقوات الاميركية في العراق هو آخر عمل يشغله الفريق لويد جي أوستن في العراق، حيث أشرف على العمليات اليومية لمئة وستين الف مقاتل من الولايات المتحدة، تساندها عشرون دولة تحالفت معها.
وخلال الشهر الجاري نال الفريق اوستن ترقية لكي يعود للعراق بوصفه القائد الاعلى للقوات الاميركية في هذا البلد. وعندما يبدأ عمله جنرالا بأربع نجوم اوائل ايلول (سبتمبر) فانه، على اية حال، سيكون مسؤولا عن قوة اصغر بكثير وبمهمة مختلفة.
ومن المقرر ان يكون عديد القوات الاميركية في العراق بحدود خمسين الف جندي في اليوم الاخير من آب (اغسطس) انسجاما مع الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس باراك اوباما بعد فترة قصيرة على تسنمه منصبه السنة الماضية.
وهي المرة الاولى منذ غزو عام 2003 التي لا يتم فيها رسميا تحديد مهام قتالية للقوات الاميركية، اذ ستركز القوات على تدريب القوات العراقية ومساعدتها.
يضاف الى ذلك ان الفريق اوستن قد يواجه وقتا عصيبا لتشخيص اي الزعماء العراقيين يجب العمل معهم. فالعراقيون يتصارعون على تشكيل الحكومة الجديدة منذ انتخابات السابع من آذار (مارس). وحتى الآن فليس واضحا كيف ومتى سيتم ملء فراغ السلطة.
وتقول ماريسا كوغران سوليفان الباحثة في معهد لدراسة الحرب والتي عملت مؤرخة عسكرية في العراق، السنة الماضية تحت امرة الجنرال راي اوديرنو سلف الفريق اوستن ان "الجنرال الجديد سيواجه بالتأكيد مجموعة اوسع من التحديات قياسا بما سبق".
وكان اوستن البالغ من العمر ستة وخمسين عاما امضى السنة الماضية في وزارة الدفاع الاميركية كمدير في هيئة الاركان المشتركة، ما جعله المساعد الاساسي للعميد مايكل مولن الضابط الكبير في الجيش الاميركيِ ورئيس هيئة الأركان المشتركة.
لكن الفريق لويد اوستن القادم من توماسفيل في جورجيا قضى معظم ايام خدمته العسكرية خارج واشنطن. وفي العقد الماضي اشترك في ثلاث جولات حربية، كان في احدها قائدا لفرقة المشاة الثالثة اثناء احتلال العراق عام 2003، وبعدها اصبح قائدا للفرقة الجبلية العاشرة في افغانستان.
ومنذ كانون الأول (ديسمبر) 2006 ولغاية آب (اغسطس) 2009، عمل اوستن كقائد لفورت براغ والقوات الثامنة عشرة المحمولة جواً، كما اصبح لمدة خمسة عشر شهرا القائد الاميركي الثاني في العراق تحت امرة الجنرال ديفيد بترايوس.
ورفض الفريق اوستن، الذي اقر مجلس الشيوخ في الثلاثين من حزيران (يونيو) مهمته في العراق، القبول باجراء مقابلة معه. وهو على خلاف الجنرالين بترايوس واوديرنو والقادة الاميركيين السابقين في العراق، يتجنب الاضواء. ويقول مسؤولون عسكريون عملوا معه انه يتميز بسمعة كونه يتحفظ حتى في اعداد نقاط الحوار مع زملائه الضباط في اللقاءات غير الرسمية. ويصفه زملاؤه بكونه خبيرا عسكريا لامعا، لكنه جنرال تقليدي في الجيش، اي انه هادئ وسريع في حرف المصداقية حول النجاحات ومزعج في جوانب العمل ذات السمات السياسية.
وفيما اتجه الجنرالان بترايوس واوديرنو لاقامة علاقات مع محللي الامن القومي والمشرعين والخبراء، فان الفريق اوستن بقي مجهولا في معظم الدوائر السياسية في واشنطن.
والفريق اوستن من قوات المظلات وخريج اكاديمية ويست بوينت، وكان قد نال الاعجاب في عام 2008 لادائه في لحظة حاسمة من الحرب. فبعد ان تركت القوات البريطانية البصرة، بعث رئيس الوزراء نوري المالكي بقوات الامن العراقية في آذار (مارس) بهدف السيطرة على المدينة. لكن القوات العراقية برهنت على انها غير مستعدة وكادت ان تفسد العملية برمتها، ما حدا بالفريق اوستن للتدخل بسرعة بقوات اميركية ومستشارين، وساعد العراقين في تنفيذ المهمة.
لكن في هذه المرة فان اوستن سيخوض المعارك السياسية اكثر من خوض المعارك الحربية. فبموجب الاتفاقية التي وقعتها الحكومة العراقية وافقت الولايات المتحدة على سحب كامل قواتها بنهاية عام 2011. ويتوقع العديد من المحللين ان الحكومة الجديدة في بغداد ستريد اعادة التفاوض حول المعاهدة للسماح بابقاء القوات الاميركية فترة اطول، لكن المحادثات في مثل النوع من القضايا ستكون حساسة.
وعلى المدى القريب فان الجيش الاميركي سيترك الكثير من مهامه لتتولاها السفارة الاميركية في وقت راحت وزارة الخارجية تتولى الكثير من الوظائف التي كان الجيش يضطلع بها سابقا.
ويقول مايكل اوهانون الباحث المتقدم في السياسة الخارجية في معهد بروكنغز "في الحقيقة هذا تحد مختلف كثيرا ومهمة تختلف كثيرا عن المهام التي تولاها سابقا".
ويضيف ان اوستن "جنرال موهوب، وقد ميز نفسه في المعارك. ولذلك عليه ان يقدم مجموعة مهارات جديدة". ويضيف ان "وظيفة جنرال بأربعة نجوم تختلف عمليا عن اي شئ آخر. اننا نعمل اليوم في الجيش وليس هناك من تدريب حقيقي على هذا العمل".
مهمة أوستن الجديدة ستتزامن مع فترة خدمة السفير الاميركي الجديد في العراق. فقد رشح الرئيس اوباما، جيمس جيفري، السفير الاميركي في تركيا وأحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية سابقا، كي يخدم في العراق.
واثناء خدمته العسكرية اكتسب الفريق اوستن امتيازا آخر بوصفه الضابط الاسود الاول الذي يقود فيالق في المعركة. ورغم انه لا يتحدث عن الامر كثيرا في العلن الا انه يسميه "تجربة متواضعة".
وقال اوستن للصحفيين في آب (اغسطس) الماضي عندما غادر القيادة في فورت براغ "اذا كنت تحدثت مع تايغر وودز وسألته كيف هي مشاعره بكونه افضل لاعب غولف اميركي من اصل افريقي في العالم، فسيقول لك انك لن تريد ان تُعرف بكونك افضل لاعب غولف اميركي من اصل افريقي، لكنه يريد ان يُعرف بكونه افضل لاعب غولف في العالم فقط".
ترجمة عبد علي سلمان
عن واشنطن بوست