ابو نور الكوثر
18-07-2010, 06:13 PM
إن من اعقد المشاكل التي تواجه الإنسان هي التعامل مع مجموعة من المفاهيم على أساس انتقائي ينبع من أن المفهوم له عدة معاني لذلك نعاني اليوم من حقيقة مرة تتمثل بالازدواجية0فالنفس الإنسانية تحتوي في داخلها على قوتين رئيسيتين مقسمة بين الطاعة الإلهية والطاعة الشيطانية وهذا واضح ولكن في بعض الأحيان يختلط الأمر فيصل إلى أن الإنسان يعتقد بأن الأمر الذي يقوم به يندرج في باب الطاعة الإلهية وهو في واقع الحال بعيد كل البعد عن الرضا الإلهي وحتى لا نذهب بعيدا يجب علينا أن نطبق الأمر على الواقع الذي نعيش فيه حيث تجد الكثير منا يتعامل مع الدين على أساس المصلحة فمتى ما تعارض الدين مع المصالح الخاصة فإننا نقف لنجد الحلول لا للابتعاد عن المصالح الضيقة بل نبحث عن مفاهيم قرآنية تنطبق بصورة أو بأخرى على الرغبات الشخصية وأمثلة هذا الواقع كثيرة لاسيما ما نراه اليوم من استهانة بأوقات الدوام وعندما تسأل بعضنا عن السبب تكون الذريعة غريبة وهي أقبح من الفعل نفسه فبعضهم يجيب بقوله أنني أنجزت العمل الذي كلفت به وكأن عمله في الشركة وكما يعبر عنه ( م ك ط وع ة ) ونسي هذا الشخص انه متعاقد مع الشركة وملزم شرعا وقانونا بالالتزام بالدوام الرسمي بل أن المال الذي يتقاضاه من الشركة مقسم على ساعات العمل والإخلال بالوقت له علاقة وثيقة بالاستحقاقات المالية الممنوحة من قبل الشركة وكم نحن اليوم بحاجة إلى تزكية المال الذي نتقاضاه قبل أن يتحول إلى غذاء لعوائلنا ولا شك أن المسلم سوف يقف ويسأل عن كل شيء فإن (في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب ) أم إننا _لا سامح الله_ مصداق لقول الإمام الحسين ( عليه السلام ) حينما نزل في كربلاء حيث قال ( الناس عبيد الدنيا , والدين لعقٌ على ألسنتهم , يحوطونهم ما درت معايشهم , فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون )