مشاهدة النسخة كاملة : بناء الانسان العراقي والتحديات.
ابو ذر الغفاري
06-07-2010, 04:04 PM
السلام عليكم:
قال الله تعالى:( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) من هذه الآية الكريمة ننطلق لنتكلم بشكل متسلسل عن قضية بناء الإنسان العراقي التي أرجو من الأخوة أن يشاركوا في التعليق عليها لنقف على أهم الوسائل في ذلك.
أقول ابتداءا اخترت الآية الكريمة كمدخل لهذا الموضوع الذي أرى أنه مهم في هذه المرحلة فمن المعروف أن بناء الانسان هو غاية كل الأنظمة السماوية والأرضية الاختلاف فقط في التفصيلات .
ونحن إذا أردنا أن نعالج مشكلة علينا أن نرجع الى أسس هذه المشكلة وتاريخها ومن هنا سننطلق في مشاركاتنا التي سنؤرخ فيها لأزمة الشخصية العراقية التي شغلت الباحثين و سنعرج على مسألة غاية في الأهمية وهي مسألة وجود الشخصية العراقية ولكن قبل ذلك سنتناول أسس الدولة العراقية التي تشكلت أعقاب الحرب العالمية الأولى في الحلقة المقبلة. لأن ذلك برأيي المتواضع هو جوهر المشكلة .
فارس الهيجاء
07-07-2010, 03:59 PM
هذا اقتباس من كلام احد المفكرين في الشخصية العراقية واجدة منطقيا في وقتنا الحاظر
ليس من السهل ابدا ان يتغير ما في النفوس من سلوكيات جبل عليها اي انسان بعد مضي سنوات كثيرة من العمر لانها ترسخت بشكل لايمكن الفكاك منها الا بتنشيط وتفعيل عنصر العقل وهذا لا يتم بسهولة مالم يسع اي انسان بجد لتغيير مافي ذاته من خلال الاطلاع على المعارف الانسانية ومن مختلف المناشئ لكي يكسر الطوق الذي يلف حول العقل ويمنعه من التجدد.
ومع هذا ان الامر ليس بالهين او البسيط لان ذلك يتطلب اندفاعاً ذاتياً لهضم الافكار والمعارف المختلفة لتحقيق التغيير ويجب على الانسان ان يراقب سلوكه كي يعمل على لفظ ما هو سيئ او لا يخدم حركة المجتمع او النهوض نحو افاق افضل كي تتشكل شخصيات الاجيال اللاحقة على انماط سلوكية جيدة بحيث تستطيع ان تتولى دفة ادارة المجتمع بشكل سليم خال من العقد او السلوكيات التي تعيق النهوض في مختلف المجالات ونحن في العراق تحديداً نعاني كثيراً من تراكمات الماضي التي جعلت من الفرد آلة يتم توجيهها من قبل المتسلطين سواء في العائلة ام الوظيفة ام العشيرة ام الحكومة وان هذه الطريقة في التربية ضيقت كثيراً من خيارات الفرد العراقي من يكون له رأي محدد حول طريقة ادارة حياته بجميع تفاصيلها ويجب ان لا نغفل ابداً توغل القسوة في اعماق الشخصية العراقية نتيجة الظروف التي تعود ان يعيش خلالها بسبب طبيعة الحكام الذين مارسوا السلطة عبر الحقب الزمنية المختلفة ،
شكرا لهذا الموضوع الشيق
تحياتي
ابو ذر الغفاري
08-07-2010, 08:20 AM
السلام عليكم:
أشكرك أخي على مرورك الجميل الذي ركز على هذه الإشكالية التي طرحتها هنا وأشكرك على تعليقك عليها واتمنى أن تستمر في ذلك لإدامة الحوار في هذه القضية.
أقول أن اول من طرح تلك الإشكالية هو الدكتور علي الوردي في عدد من كتبه وركز على إزدواجية الشخصية العراقية.
طبعا قد نختلف مع العلامة الوردي في بعض التفصيلات لكن لابد من الاعتراف بوجود نوع من الازدواجية في هذه الشخصية وأنا في مقالتي سوف لن أركز على قضية الازدواجية في بعدها التاريخي القديم لكن سأبدأ مع بداية التشكيل للدولة العراقية .
من المعروف أن الدولة (الحديثة) في العراق بدأت بعد خروج العثمانيين منه والعراق هو آخر دولة خرج منها الاحتلال العثماني ليدخل بعد ذلك تحت الحكم البريطاني .
أرى أن المشكلة بدأت سياسيا من هنا ، فبعد أن دخل الانكليز الى العراق ثار العراقيون الثورة الخالدة (ثورة العشرين) والتي كان من أهم ثمارها إنهاء الاحتلال الظاهري وتحوله إلى انتداب. وقيام حكومة عراقية. لكن المشكلة تكمن برأيي المتواضع في عجز العراقيين عن وضع ملك أو حاكم عراقي لقيادة النظام الجديد فاستوردوا حاكما من الخليج وأرى أن ذلك من أكبر الأدلة على غياب (الشخصية العراقية) فهناك من يؤمن بالشخصية العربية وهناك من يؤمن بالشخصية الاسلامية لكن الوعي الكامل بالشخصية العراقية ضائع لذلك استوردوا ملكا حجازيا ليقال عن العراقيين أنهم عرب وللحديث تتمة في مشاركة أخرى لنقف على مهازل تشكيل الدولة التي أسست الوضع الطائفي في العراق الذي سقط يوم 9 نيسان لتنتهي تلك المعادلة الظالمة.
سالم العارضي
08-07-2010, 08:21 AM
شكرا لك اخي الحبيب على الطرح الرائع..
وعندما نقول بناء الانسان العراقي
ماذا يعني ياعزيزي ببناء الانسان
هل توفير الخدمات وتذليل الصعاب تساهم في بناء الانسان العراقي؟؟
وهل تعويض الفرد العراقي بالرفاهية والسعادة بعد عقود من القهر
والحرمان يبني الانسان؟؟
بناء الانسان عندما تكون ارادته محترمة
وعندما يكون محترما بين اهله ووطنه
وعندما لايعامل الفرد العراقي بوطنه كمغترب او لاجئ سياسي
بناء الانسان لايأتي بمزايدة السياسين على كرامته ودمائه
وحاضره ومستقبله.
بناء الانسان العراقي يأتي من خلال البناء النفسي اولا
واستعادة الثقة المفقودة .
بسبب وضع اولويات حقوق المواطن اخر المهام
التي تقوم بها الحكومة
وبسبب عدم انصاف هذا الانسان
من قبل الحكومات سواء الماضية او الحالية
متى مااحترمت ارادة الفرد العراقي
واحترمت كرامته كبشر اولا
وكعراقي وله حق العيش الكريم في هذا البلد ثانيا
يمكن ان نقول وضعت السكة بمحلها الصحيح
وبعدها يمكن ان نفخر بهذه الحكومة وبغض النظر
عن توجهاتها وميولها
والشعب العراقي يستحق الكثير
يستحق ان يتنعم بخيراته
ويستحق تحترم حقوقه وارادته
لكونه ابن هذا البلد التي قامت
عليه اول الحضارات وهو اول من سنت على ارضه
اولى القوانين وهو او من علم البشرية القراءة والكتابة
وهو بلد الانبياء والاوصياء
بلد بهذه الصفات الفريدة يجب ان يحترم
وتحترم ارداة ابناءه
وتصان فيه الحقوق والمقدسات...
ابو ذر الغفاري
08-07-2010, 10:34 AM
السلام عليكم:
أشكر جميع الأخوة لتفاعلهم مع هذا الموضوع الذي أرى أنه من أهم الموضوعات التي يجب ان نتحاور فيها.
أقول إنني عندما طرحت هذا الموضوع وبالبداية التي رجعت فيها الى تأسيس الدولة العراقية سأحاول من خلال ذلك الوصول الى إشكالية بناء الدولة في عصرنا الحاضر خاصة بعد سقوط الصنم وقيام دولة تختلف في اساسها الفكري عن كل الأنظمة التي حكمت العراق. وهنا أرغب بأن نساير الموضوع بجميع حلقاته لنقف على أهم الأسباب التي جعلت مجتمعا كالعراق يعاني مشاكل ربما لا يمر بها أي بلد آخر .
أشكالية التأسيس منذ عام 1920 وقيام حكومة الكيلاني التي اقصت الثوار بتهمة التبعية لإيران علما أن هؤلاء الثوار هم من أقاموا الدولة العراقية.
والطريف أن الكيلاني هذا هو من ابرز رجال العثمانيين ولكنها السلطة وحب الطائفة على حساب الوطن جعلا من رجل الدين عبدا للإنكليز بعد أن كان عبدا للعثمانيين.
وهنا ستكون لنا وقفة أخرى بعد إبداء ملاحظاتكم حول هذه القضية التاريخية.
Powered by vBulletin® - Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved