تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( أحسنتَ إلى العصفورِ .. يا سيدي !! )



أنثى شرقية
03-07-2010, 12:36 PM
( أحسنتَ إلى العصفورِ .. يا سيدي !! )

تأمَّلتُ كثيرًا هذا الواقعَ الذي نعيشه اليوم .. ووقفتُ أنظر لحالِنا .. وما آلت إليه أساليبُ تعاملنا مع النفسِ أولًا .. ومع الآخرِ ثانيًا ..

وكيف صرنا نميلُ مع كل من نادانا لـ : ( مصلحةٍ ) !!
حتى لو كانتُ له ..لا لنا!!
لأن حبُ المصالحِ، قد حجب عن بقايا العقولِ والضمائرِ..
كل الحقائق !

تطلعتُ إلى واقعنا .. ورأيتُ أحوالنا .. في كل مجتمعاتنا ..
الصغيرةِ والكبيرة ..
الوطنيةِ .. والأممية ..
وغيرها ..

ورأيتُ كيف تغلغلت براميلُ النفاقِ والتملقِ فيها ..
فارتوت طبقاتٌ من مجتمعاتنا من كأسها ..
ثم مدت بيدِ المصالحِ، نفس الكأس ..
لأفواهٍ أخرى !

وألقيتُ نظراتٍ إلى تلك الدوائرِ الخاصة ..
التي غاب مركزها ..
فلم يبق منها ..
إلا تلك المداراتُ ..
ذات الخطايا .. والغدرات !!

تلك المدارات والدوائر التي تحيطُ بكل مركزٍ .. إحاطةَ السوارِ بالمعصم ..
فتبرزُ أشكالها ..
وتطغى فِـعالها ..
يومًا .. بعد يوم !

فما عاد للمركز شيئًا ..
إلا بضعَ عباراتٍ للترضيةِ ..
تُقالُ له .. وتُقالُ عنه !
ومواصلةِ نفس التمسحِ الحقير ..
والتزلفِ المقيت !

ولا بأس في ذلك بالنسبة لهم!
ما دام أن الأمرَ لا يمس مصالحهم ..
معبودهم الأثير !

فإنما هم، كما كان الوزير "ابن حمدون" .. مع الخليفة "المتوكل" ..
حينما رمى الأخيرُ عصفورًا ..
بحجرٍ ..
فأخطأهُ ..
وما كان ليُصيبه ..
أبدًا !!

فتدفقت كلماتُ الأفاعي من فِـيهِ "ابن حمدون" :
أحسنتَ .. يا مولاي !!
رائعٌ .. ما رأيتُه منك !!
مبدعٌ .. مذهلٌ ..
ما سبقكَ إلى ما فعلتَ أحد !!
أحسنتَ .. يا سيدي !!

فتحركتِ الدماء، حاملةً بقايا التفكير، فيرأس "المتوكل".. وإليه !
لينهض صارخًا :
أتهزأ بي يا "ابن حمدون" ؟!
أتسخرُ مني ؟!
قل لي .. كيفَ أحسنت ؟؟

فيهزُّ الوزيرُ رأسه، ويقولُ فاركًا يديه :
يا مولاي ..
لقد أحسنتَ .. إلى العصفور !!
إلى العصفورِ يا سيدي .. أحسنت !

لَـمَّــا عفوتَ عنه !!
يا لقـلبك الحنون !!

******

ولما كان الأمر كذلك ..
كان لابد أن ترى أنماطًا أخرى ..
من البشر ..
كانوا فقراء ..
ليس بالضرورة فقراءَ من المال ..
فربما كانوا فقراء من الجاهِ ..
من العلمِ ..
ومنَ النفاقِ ــ بالتأكيد ــ !!

فكانوا خارج تلكَ الدوائر ..
لا يَمسون حدودها ..
ولا يصلونَ مراكزها ..
ولا يحلموا بذلك ..

وإن وصلوا ..
كان ذلك ضمنَ مداراتٍ سبقَ تخطيطها ..
لسيرٍ جبريٍ في نطاق جاذبيتها !

ولكم تمثلَ فيهم قولُ الشاعر :
يمشي الفقيرُ وكل شيءٍ ضدهُ ** والناس تُغلقُ دونه أبوابها !

وتراهُ مبغوضًا، وليسَ بمذنبٍ ** ويرى العداوةَ، لا يرى أسبابها !

حتى الكلابَ إذا رأت ذا ثروةٍ ** خضعت إليهِ وحركت أذنابها !

وإذا رأت يومًا فقيرًا عابرًا ** نبحت عليهِ وكشرت أنيابها !!

*******

أحسنتَ إلى العصفورِ .. يا سيدي ..

أيصحُ بي قولها ؟!

*******


مماراق لي كثيرااااا
انه يشبه واقع حالنا اليوم
تحياتي للجميع

نور الشرق
03-07-2010, 01:33 PM
قصه جميله جدا يا احلام

وللاسف هذه هى الحقيقه وهذا هو الواقع

اصبحت اغلب التعاملات فى مجتمعنا قائمه على المصالح

وعندنا مثل شعبى شهير بيقول

الغنى غنوله والفقير طبلوله

اى ان الغنى تجد الناس بجانبه فى جميع المناسبات

اما الفقير احيانا يكون فى امس الحاجه ولا يجد من يشعر به ويقف بجانبه

شكرا للاحلام صاحبة الاختيار المميز

امتعنا قلمك عزيزتى بكل ماهو مفيد

خالص تحياتى للاحلام

اشجان
03-07-2010, 08:30 PM
هو حال الواقع الذي طعت عليه النفوس المريضه الدنيئه إلا من رحم ربي


احلام انتقاء به من الحكم و النصائح الكثير يا ليت العبور يكون من هنا والتأمل بكل حرف وسطر

كوني بخير أيتها النقيه

ابو فاطم
04-07-2010, 11:30 AM
رااائع للأحلام
رااائع هذا الطرح .. وجميل مضمونه

... واذا قال احدهم طرفة ،،،
قد لا ترقى الى التبسم منا الى ضحكات مجلجلة
ترين المنافقين وقد تبسم فاههم لها ضحكا يملأ الزوايا تملقا ونفاقا ..
ربما كان كل ذلك من تأثير ثرائهم ..
وهالة زائفة اصنعتها لهم تلك القلوب النزقة الخاوية
او ربما خوفا مما قد يفقدون .. مما هم فاقديه في الاصل اصلا
لانهم في كلا الحالتين لا يحصلون الا على النزر اليسير
مما توقعوا عطية ومنحة قد يمنحهم اياها اولائك الاثرياء
بل ان مكانهم في قلوبهم يكاد لا يذكر ...

فكلما تجنب الانسان ما يوقع من قدره ،،،
علا وارتفع قدرا وهيبة في عيون الناس ، فقرائهم واغنيائهم
وانهم سيكسبوا في ذلكم ما يستحسن من الفعل والقول في مثل المواقف
لو كنا نتصرف فيها على طبيعة استحقاقها ...

عذرا للاحلام اختي اطالتي
ولكم يا اطيب واعز اخت كل الشكر والتقدير
على جميل وراااائع ما قرأت

:66 (46):

* البتول *
05-07-2010, 05:29 PM
موضوع مفيد
وذو معاني وفيرة وعبر كثيرة نعاني منها
في زمننا البائس هذا زمن المصالح
اوقفني اختيارك للموضوع وتمعنت في مفرداته ووجدته يلامس الواقع كثيرا
راق لي جدا المكوث بين طيات متصفحك
دمت ودتم اختيارك الموفق دوما
تحياتي