التشتت مشكلتنا.
يمكن وصف مشكلتنا كمعادلة رياضيات و نتيجتها حيث تزداد بسبب تقسيم أنفسنا إلى مجموعات متعددة، كم عدد الأديان والطوائف في العراق؟ كم عدد الأعراق؟ كم عدد الأحزاب السياسية؟ كم عدد المحافظات؟ كم عدد القبائل؟ كم عدد اللغات؟ كم عدد المصالح الجغرافية والاقتصادية؟ وأيّا كانت الوسائل الجديدة الّتي تقسمنا فيبدو أنها تقوم بوظيفتها.

تخيّل كيف سيكون من السّهل حلّ مشاكلنا إذا أتفقنا جميعا على مسار عمل واحد ، و في حالة عدم فعاليته فإنّنا يمكن أن نتفق جميعا على تغيير هذا المسار لأنّه السبيل الوحيد إلى جعل السفينة تتجه الى الأتجاه الواحد والصحيح ، فيجب أن نكف من محاولات المد والجزر أو أخذ السفينة في اتجاهات مختلفة أو نقف مكتوفي الأيدي في وجه العاصفة.

لقد حان الوقت لكي نضع خلافاتنا جانبا و بجب أن لا تلعب اختلاف طوائفنا وأعراقنا وقبائلنا ولغاتنا دورا سلبيا في حياتنا السياسية، وينبغي لنقاط الانقسام والخلاف أن لا تؤثر على كيفية حل مشكلة شبكة الكهرباء مثلا أو توفير مياه الشرب النّظيفة أو إصلاح نظامنا المصرفي أو القضاء على المقاتلين الأجانب أو منع الفساد و التصحّر أو إنتاج المزيد من الغذائية ومشاكل أنتاج النفط والغاز الطبيعي، وغيرها من المشاكل الحقيقية التي نعاني منها اليوم.
أذا لم نستطع أن نبذ خلافاتنا ونبدأ بالاعتقاد أنّنا شعب واحد و يمكننا العيش في أمّة واحدة تحت علم واحد ودستور واحد ، سنبقى نراوح في مكاننا دون حراك في وجة العواصف أيّا كانت.