المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدجاجة الفرنسية تصاب بالعقم ومحاربو الصحراء يرضون الأسود الإنكليزية



النورس الجريح
20-06-2010, 09:30 AM
الفرنسيون يحتاجون إلى «ثورة كروية» على غرار ثورتهم التاريخية «منتخب دومينيك» .. فريق من «الدجاج» لا يعرف كيف «يبيض»! «المحاربون الجزائريون» يروضون «الأسود الثلاثة» ويجبرون «روني» وجيرارد» و«لامبارد» على التقهقر
يبدو عنوان رواية «البؤساء»، رائعة الكاتب الفرنسي الشهير «فيكتور هوغو» (1802-1885م)، التي تعد من أعظم روايات القرن التاسع عشر، منطبقا تمامًا على أحوال «منتخب الديوك»، المرشح بقوة للخروج مبكرًا من «مونديال مانديلا» !

فهذا العنوان (LesMiserables)، الذي يتصدر الرواية الفرنسية الرائعة، والتي لا تمل من قراءتها حتى بعد أكثر من «150» عامًا على كتابتها، يلخّص بدقة حالة المنتخب الفرنسي البائس، ويجسّد وضعه اليائس في بطولة كأس العالم التي تستضيفها حاليا «جنوب إفريقيا».

فالفريق الغريق في مستنقعات «الإفريق»، ليس في رصيده سوى نقطة يتيمة، ولم يستطع إحراز هدف واحد، وشباكه مثقلة بهدفين مكسيكيين، ولا يبدو بعد قراءة وتحليل هذه المعطيات أن منتخب فرنسا يستطيع أن ينجح في «المونديال»، إلا في إنجاز مهمة واحدة، وهي حزم أمتعته وترتيب حقائبه، استعدادًا للعودة إلى باريس !
ويمكن القول إن المنتخب الفرنسي خرج من البطولة، حسابيًا ورقميًا، وفعليًا ومنطقيًا، بعد خسارته الموجعة أمام المكسيك أحفاد «حضارة الإزتيك»، وهي الخسارة التي تعتبر الحدث الأكثر إثارة في «المونديال»، على اعتبار أنها «مفاجأة» مدوّية لم تخطر على البال، باعتبارها تمثل الفوز الأول للفريق اللاتيني على منتخب «بلاد الغال» .
.. ويستطيع لاعبو «منتخب المسيو دومينيك»، بقيادة عميدهم العجوز «تيري هنري»، الذي أنهكه ظهوره المتكرر في إعلانات مشروبات المياه الغازية، أن يقضوا إجازة الصيف من الآن، على شواطئ «نيس» أو «كان» أو السواحل الجنوبية، التي تتعانق فيها مياه البحر المتوسط مع رمال الجمهورية الفرنسية !
.. ومن الواضح أن منتخب فرنسا، وصيف البطل الإيطالي في البطولة العالمية السابقة، لا يملك من فريق «مونديال 2006» سوى اسمه، أما الأداء القوي، والعطاء السخي، فهما مفقودان، ويبدو أن هذا الفريق «نسخة مقلدة» من ذلك المنتخب، مما يؤكد الشكوك المحيطة حوله بأنه ليس صناعة فرنسية متقنة، وربما يكون «made in Taiwan».

.. ونظرًا للعقم الهجومي، الذي يعاني منه منتخب «دومينيك»، فلم يبق أمام مدربه، حفاظًا على ماء الوجه، سوى استدعاء المهاجم الفرنسي التاريخي «جوست فونتين»، هداف كأس العالم عام «58» بالسويد برصيد «13» هدفًا، وأفضل هدافي «المونديال» في بطولة واحدة، الحاصل على «وسام الشرف» برتبة «فارس»، ليحرز له الأهداف في مباراته «الشرفية» المتبقية مع منتخب «جنوب إفريقيا»، لعل وعسى يعيد للكرة الفرنسية بريقها الهجومي المفقود.
لقد حصد الفرنسيون في «مونديال مانديلا» الشوك الذي زرعه مدربهم «دومينيك» على مدار السنوات الماضية.
فهذا المدرب كان من المفترض تغييره بعد إخفاقه الفظيع، وفشله الذريع في بطولة أوروبا الأخيرة.
حتى التأهل الفرنسي إلى كأس العالم، كان بشق الأنفس، وبلمسة يد استثنائية، في مباراة «إيرلندا» المصيرية، مازال صاحبها، «تيري هنري»، يدفع ثمنها باهظًا من سمعته الرياضية.
.. ولكل هذا يحتاج «منتخب الديوك» إلى «ثورة كروية» على غرار «الثورة الفرنسية»، التي انطلقت شرارتها الأولى في يوليو عام «1789م»، واستمرت تشتعل وتتفاعل عبر ثلاث مراحل، على مدى عشرة أعوام، فانتهت تقريبًا عام «1799م»، وأطاحت بالملك «لويس السادس عشر» وزوجته المتسلطة «ماري أنطونيت»،صاحبة المقولة الشهيرة:
«إذا لم يجد الفرنسيون الخبز فليأكلوا البسكويت»!
.. والغريب أن الدفاع الفرنسي تحوّل إلى «قطعة هشة من البسكويت» في مباراة المكسيك !
أما الهجوم فقد كان بطيئًا وغير قادر على الحركة وعاجزًا عن إحراز الأهداف، وبدا في مباراتيه مع «الأوروغواي» و«المكسيك»، وكأنه مقيد بالسلاسل الحديدية، وكأن أفراده يمضون عقوبة السجن المؤبد بين جدران سجن «الباستيل» الشهير !
.. ووفقًا لهذه المعطيات، من البديهي ألا يتمكن «منتخب الديوك» من تحقيق الطموحات، لأن خط هجومه غير فعال، ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يقود «فرنسا» للوصول إلى شارع «الشانزليزيه» أو حتى الصعود ب «الأسانسير» إلى الدور العلوي في «برج إيفل» !
.. وبعيدًا عن «البؤس»، الذي تعاني منه حاليًا الكرة الفرنسية الأنيقة، التي أنجبت أجيالاً من اللاعبين المميزين، من بينهم «جان تيغانا»، و«ميشيل بلاتيني»، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والساحر الماهر «زيدان»، الذي تم إنتاجه في إطار التعاون العربي الفرنسي المشترك...بعيدًا عن ذلك العنوان الرائع، الذي كتبه «فيكتور هوغو» قبل قرن ونصف القرن من الزمان، وهو يتمشى على ضفاف نهر «السين»، ليتصدر روايته العظيمة، استوقفني الفوز التاريخي الذي حققه منتخب «سويسرا» ب «جدارة» على نظيره الإسباني، بطل أوروبا، المرشح الأبرز للفوز ب «مونديال مانديلا» قبل انطلاق مبارياته وفعالياته.

فهذا الفوز يؤكد مجددًا الحقيقة الكروية المعروفة، وهي أن «الكرة لا تعطي إلا من يعطيها»، فلا يمكن تحقيق الفوز على الورق، وينبغي على الفريق الطامح بذل الكثير من الجهد والعرق.
لقد كان أداء المنتخب السويسري أمام «إسبانيا» متدفقًا مثل «نافورة جنيف»، وكان الفريق منضبطًا في دفاعه وهجومه مثل انضباط ودقة الساعات الفخمة التي تشتهر «سويسرا» بصناعتها. ولعل الشيء الملفت، أن هدف الفوز أحرزه لوح «الشيكولاته السويسرية» ليعزز ثقة المتذوقين المستهلكين لذلك المنتوج !
وأقصد لاعبهم الأسمر «جيلسون فرنانديز» كابتن منتخب بلاده تحت «21» عامًا، ومهاجم نادي «سانت اتيين»، المولود في جزر «الرأس الأخضر»، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه لسببين، أولهما أنه أول لاعب أسود ينضم إلى التشكيلة السويسرية، والآخر لأنه أحرز هدف الفوز الأول لبلاده على «إسبانيا» بطلة أوروبا بعد «19» مواجهة كروية بين الفريقين.

.. ونأتي إلى الأداء المتعثر والهدف المتأخر، الذي أحرزه منتخب إيطاليا ليحقق التعادل مع منتخب «باراغواي» بعد جهد كروي متعسر.
فهذا الهدف الذي تحقق بصعوبة بالغة، يذكّرني بالزيارة «المتأخرة» التي قام بها مؤخرًا «عمرو موسى» الأمين العام للجامعة العربية إلى قطاع غزة المحاصر !
لقد اكتشف «الأمين»، بعد مرور أربع سنوات على الحصار الجائر، أن المدينة العربية «محاصرة»، فقام بزيارتها في مهمة «استعراضية»، مثلما يستعرض نجوم «الكووورة» مهاراتهم أمام الجمهور !
ولهذا تابع المشجع العربي المقهور، والمواطن الفلسطيني المكسور، فعاليات هذه الزيارة «التاريخية»، ولسان حاله يردد ويقول: لماذا تأخرت كل هذه السنوات والشهور؟!
.. وبعيدًا عن كل هذه الأمور، وحتى لا نكشف المستور، وندخل في الكلام «المحظور»، نصل إلى منتخب الجزائر المسرور.

فهذا المنتخب العربي يستحق أن أتوجه له بالتهنئة الحارة، إدارة ولاعبين ومشجعين، على الأداء الرجولي والعرض البطولي، الذي قدموه الليلة الماضية أمام منتخب إنجلترا بأسوده الثلاثة، فحققوا معهم تعادلا بطعم الفوز.

لقد أجبر «المحاربون» فريق «روني» و«جيرارد» و«لامبارد» على التراجع والتقهقر أمام الموجات الجزائرية.
ولولا أن منتخبنا العربي يرتدي زيه الوطني الأخضر، لاعتقدت أنه هو المنتخب الإنجليزي!
كان الجزائريون أبطالا بلا بطولة، فقد صنعوا فريقا للمستقبل سيكون له شأن ومكان على الساحة الكروية الدولية.
لقد استطاع «محاربو الجزائر» ترويض «الأسود الثلاثة» الذين يتصدرون القمصان الإنجليزية فحولوهم إلى «قطط أليفة»!
كان «روني» نجم «مانشستر يونايتد» المدلل، غائبا تماما عن المباراة وكأنه يقضي «إجازته السنوية»!
ولعل أجمل شيء في المباراة يجسد الفرحة الجزائرية، تلك التعليقات التي أطلقها معلق قناة «الجزيرة الرياضية» عندما كان يقول:
«الجزائر تتفوق وتتألق بنتيجة صفر مقابل صفر».!
.. وهكذا تحول الصفر المستدير في ثقافتنا العربية، إلى إنجاز ليس له نظير، والسبب أنه تحقق أمام منتخب إنجلترا الخطير!
واسمحوا لنا الآن أن نطير، ونصل إلى «منتخب التانغو» ومدربه «مارادونا» ، وما أدراك من هو «مارادونا»؟!
فرغم أنني لست مشجعًا لمنتخب «الأرجنتين»، باعتباره الخصم التقليدي «اللدود» لفريقي المفضل «البرازيل»، فإنني عندما أشاهد «مارادونا» أتعاطف مع فريقه العريق.

فهذا المدرب عاشق لمنتخب بلاده، فتجده يفيض بالمشاعر الوطنية، ولهذا نراه متحمسًا إلى أقصى درجات «الحماس».

.. والذي أقصده ليس حركة «حماس» ومناضليها الفلسطينيين «خالد مشعل»، و«إسماعيل هنية» و«محمود الزهار»، وغيرهم من المناضلين الصابرين، ولكنه ذلك «الحماس الوطني» والانتماء، الذي يحرّكني من الداخل، فيدفعني لاحترام «الوطنيين»، سواء كانوا سياسيين أو لاعبين أو مدربين، وفي مقدمتهم «مارادونا»، الذي تلمس حبه لوطنه مع نبضات التنفس، رغم ملفه الأخلاقي القديم الذي يسد «النفس» !
إنه مدرب من طينة أخرى، أو «عجينة» مختلفة، حيث تراه يتفاعل مع فريقه، وينفعل مع كل تمريرة أو تسديدة، إلى درجة أنه يحاول وهو يقف خارج المستطيل الأخضر أن يشارك مع لاعبيه، وأن يسدد الكرة في شباك المنافسين، كما كان يفعل عندما كان لاعبًا !
.. وعندما تنتهي المباراة تجده يعانق بحرارة جميع اللاعبين، ولو كان لديه متسع من الوقت ستجده وسط المدرجات واقفًا بين صفوف المشجعين، يعانقهم واحدًا تلو الآخر، وربما لا يكتفي بذلك، بل يعانق جمهور المشاهدين الذين يتابعون المباراة على شاشات التليفزيون!
.. وهو بهذا «الحماس» المفرط لفريقه، يخلق «الإحساس» المتعاطف معه في قلوب الجمهور الكروي، ليس في الأرجنتين وحدها، بل في العديد من دول العالم.

فهذه النوعية النادرة من المدربين التي تختلط فيها المشاعر الهادرة ليست موجودة على الساحة الرياضية، حيث تجد بعضهم لا يحرك ساكنًا، ويبقى واجمًا صامتًا ساكتًا حتى تنتهي المباراة.

ولو قارنا بين شخصيتي المدربين، الفرنسي «دومينيك» والأرجنتيني «مارادونا»، سنجد أن الأول بارد مثل «لوح الثلج»، الذي تم اقتطاعه من قمة «مونت بلانك» الممتدة على سفوح جبال «الألب» الفرنسية بارتفاع «4810» أمتار، ليذوب وسط حرارة منافسات مباريات «المونديال».. أما الآخر فهو حار ومشتعل مثل «الشمس المشرقة» التي تزين علم بلاده.

.. ونظرًا للبرود الذي تتصف بها شخصية «المسيو دومينيك»، والجمود الذي تتسم به خططه التكتيكية العقيمة، فقد تلقّى «منتخب الديوك»، على يديه ضربة موجعة في الصميم، بعدما حوّله إلى فريق من «الدجاج العقيم»، لا يعرف كيف يبيض بيضة واحدة في «مونديال مانديلا» !

صفاء الهنداوي
20-06-2010, 07:53 PM
عاشت الايادي على هذا الموضوع الرائع
وفعلا ان منتخب فرنسا وضعه لايسر صديق ولاعدو ,, هل هو سبب المدرب الذي متعنت بخطته العقيمة بوضع هنري في الاحتياط وعدم استدعاءه لابرز النجوم مثل كريم بنزيمة او حاتم بن عرفة الخ من اسماء لو كانت في التشكيلة المونديالية لكان هناك كلام اخر ...ام هو سبب الروح التي غابت عن لاعبي المنتخب الفرنسي ,,,
اما بالنسبة لثعالب الصحراء فهم كانوا كالاسود في الملعب وكان ينقصهم مهاجم يعرف طريق الشباك ,, وامنياتي للاخضر الجزائري بالتأهل للدور الثاني