القمر هذا الجرم السماوي الرائع والمعجزة الإلهية الذي يعّد من المعجزات التي لاتعّد ولا تحصى، وقد ورد إسمه في الذكر الحكيم وهو كذلك آية من آيات العلي القدير وجعله الله دليلاً لمعرفة أشهر الله القمرية ويراقبه الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وخصوصاً الأطفال لفرحتهم بحلول (العيد الجبير والعيد الزغير) ليرتدوا ملابس العيد الجديدة صباح العيد والكثير منهم من يرتديها ليلاً وينام بها ليصبّح معّيداً بها، وللقمر وضائف كثيرة حيث سخرّه الله لإنارة الليل الدامس بعد غروب الشمس كما أن لشكله المميز والجميل جعل الكثير من الشعراء والكتاب التغزل به وهناك من يصف حبيبته (بالكمر) لجمال وجهها وأذكر مذ كنّا صغاراً حين يحدث الخسوف نجتمع وننظم مسيرات راجلة وننظر إلى القمر ونردد عبارة (ياحوتة يامنحوتة هدّي كمرنا العالي) وآباؤنا وأمهاتنا وجميع المسلمين يؤدون صلاة الخسوف الواجبة وهناك من يتلو آيات من الذكر الحكيم على أصوات التكبيرات التي تنطلق من المآذن في المنطقة، وهناك الكثير من الوظائف التي يقوم بها القمر واليوم أضيفت مهمة جديدة للقمر وهي إحتضان صور ووجوه (السرسرية) فبالأمس ظهرت صورة جمال عبد الناصر واليوم صورة دكتاتور العصر، فبعد دفن الجثمان العفن للطاغية المقبور بيوم كبّرت الجوامع في السيدية والأعظمية والعوجة لظهور صورة السيد الرئيس القائد الشهيد حفظه الله ورعاه وهو مبتسم وماأن أخبروني أصدقائي عن هذه المعجزة الإلهية هرولت مسرعاً إلى السطح لأرى صورة السيد الرئيس الشهيد وتحمّلت البرد القارس (لعيون الريس) فلم أجده عاودت الإتصال بأحد أصدقائي لأخبره عن عدم رؤيتي للصورة فقال لي (لك لا، مو بالعوجة والسيدية والأعظمية دتكبر الجوامع) فقلت مع نفسي (زين يجوز أكو كمر غير الكمر الطالع بمنطقتنة؟) أجبت نفسي لا فهو قمر واحد يشاهده العالم أجمع بنفس اللحظة فكيف تظهر صورته بالأعظمية ولم تظهر في منطقتي القريبة منها أو بالعوجة فتذكرت أغنية المطرب صلاح البحر (منين طلعت هالشمس مناك من العوجة) فتيقنت أن كمرهم غير كمرنة وصدّقت الرواية لأني لاأشك في نزاهة وأمانة وديانة رجال الدين فهل من المعقول أن رجل دين يكذب وعادت ذاكرتي إلى الوراء قليلاً فعندما قامت ثلّة من المؤمنين ورجال الدين بأداء مناسك الحج نيابة عن السيد الرئيس القائد قال لسيادته أحدهم رأيتك في المنام جالساً فوق سطح الكعبة فكبّر الحاضرون وصدّقت الرواية لأن أصنام المشركين هبل واللاة والعزة وغيرها من أصنام قريش كان موقعها فوق سطح الكعبة التي هدمت وسقطت على يد أبو الليثين الحقيقي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فإن المكان الحقيقي لصدام هو مع أخوته هبل واللاة والعزة ولكن سقط الآن وذهب مع رفاقه وأتباعه ومحبيه ومناصريه والمدافعين عنه وإلى غير رجعة إلى مزبلة التأريخ وأتمنى على الحوتة المنحوتة أن تعّض الكمر في أقرب خسوف يحدث حتى لانرى (هذه الشكولات).