كل يوم قبل وبعد الانتخابات الاخيرة اسمع شكاوى وتذمر من كثير من الناس حول تردي الخدمات والامن وانتشار الفساد والمحسوبية.
أكدت نتائج الانتخابات ان العراقيين انتخبوا نفس القادة الذين لم لم يستطيعوا تقديم ماكان متوقع منهم.
أجابني احدهم عندما قلت له لماذا اعدت انتخاب نفس السياسي الذي تشكو من فساده وفشله في تحسين اوضاعك المعاشية؟ "قل لي من هو الذي كان يفترض بي انتخابه؟ كلهم فاسدون"
قلت له أنا لايفترض بي ان اقول لك من يجب ان تنتخب ومن يجب ان لاتنتخب, ببساطة لان هذا واجبك. عليك ان تتعب نفسك وتبحث عن قادة جدد فحق الانتخاب كسلاح مميت بيدك يمكن ان تقتل به نفسك او اهلك او من يهاجمك وانت حينما اعدت انتخاب نفس السياسي الفاسد فانك قتلت نفسك وقتلتني ونجى عدونا لسوء اختيارك.
الانتخاب هو حق لكنه مسؤوليه وطنية كبرى لخطورة اساءة استعمال هذا الحق.
الحق الآخر الذي لم يستثمره العراقيون في الضغط على الحكومة بتقليص الفساد وتطوير الخدمات ومحاكمة او اقالة المسؤولين الفاسدين وآخرها الاسراع بالمصادقة على نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة.
هذا الحق هو حق التظاهر السلمي. استطيع ان اعدكم لو ان البغداديين قرروا ان يخرجوا الى الشوارع ويجلسوا على الطرقات لعشر ساعات في يوم واحد لشلوا الحركة واوقفوا العمل لمدة يوم واحد ولاستطاعوا ارسال رسلة قوية للمشرعين العراقيين مفادها اننا لازلنا هنا ومثلما انتخبناكم نستطيع اعادتكم الى من حيث اتيتم.