المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح المنام_للشيخ المفيد(رضوان الله تعالى عليه)



مالك الدعمي
24-05-2010, 11:44 AM
شرح المنام
تأليف الامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان
ابن المعلم ابي عبد الله العكبري البغدادي ( 336 - 413 ه‍ )
تحقيق الشيخ مهدي نجف




بسم الله الرحمن الرحيم
مهما يكن ما ورد في " المنام " من أحاديث ، تدل على أن منها ما هو صحيح وصادق ، بل - كما ورد في بعض الاخبار - منها ما هو جزء من أجزاء النبوة ، فإن المنامات ليست في أنفسها حجة معتمدة في شئ من العلوم .
إلا أن المضامين التي تحتويها الاحلام قد تكون مفصلة واضحة ومتقنة دقيقة ، بحيث تشكل بنفسها دليلا مقنعا . وقد تكون الاحلام ناشئة من انعكاس الجهود التي يزاولها الانسان في اليقظة ، أو الافكار التي يرتبها ، فتكون الاحلام متشكلة من تلك
الافكار بشكل منظم ومرتب وجامع ، لا يشذ منها شئ . فمن الواضح - حينئذ - أن مثل هذه المنامات لا يمكن رده ولا دفعه لمجرد كونه مناما ، بل لا بد من اعتبار محتواه على أساس كماله وصحته أو عدم وضوحه وترابطه ، بقطع النظر عن حصوله في المنام .

ولا يرتاب قارئ هذا الكتاب ، في أن ما رأه الشيخ المفيد في المنام ، من هذا القبيل ، حيث نجد فيه بحثا علميا شيقا ، متكامل المقدمات ، حكاه الشيخ على انه



وقع له حالة المنام .
والمسألة تبحث عن دلالة " آية الغار " على ما يدعيه العامة من فضل أبي بكر ابن ابي قحافة ، حيث كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار ، عند نزول تلك الآية .

وقد فصل الشيخ المفيد أوجه الاستدلال الذي ذكروها على مرادهم ، ثم بدأ يردها واحدا واحدا .
وهذا المنام يدل على اختزان محتواه في ذهن الشيخ المفيد ، وتركزه فيه بحيث لم يفارقه في يقظه ولا منام كما انه يحتوى على ما هو لازم من عناصر القوة في الاستدلال ، و ضرورات إكمال البحث من النقوض والاجوبة ، والشواهد القرآنية
والحديثية و حتى الاستشهاد بالشعر على إثبات المعاني اللغوية ، بما يقضي بالعجب ، ولا تبقى معه حاجة إلى البحث عن حجية الرؤيا ! ونحمد الله على توفيقه .
وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي




شرح المنام
تأليف الامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان
ابن المعلم ابي عبد الله العكبري البغدادي ( 336 - 413 ه‍ )




بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ، روى الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن بنان ( 1 ) ، أن الشيخ المفيد

* هامش *
( 1 ) وروى الشيخ أبو منصور foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن علي بن ابي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج 2 : 499 الحديث عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الرقي ، اخبر به بالرملة في شوال من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله أنه قال : رأيت في المنام سنة من السنن كأني قد أجتزت . الى آخره وسوف نرمز الى موارد اختلاف روايته بالحرف " ج " .
وعنوان ابو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كنزه 2 : 48 الخبر المذكور قائلا : منام ذكر أن الشيخ المفيد أبا عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه رآه وأملاه على أصحابه " . بلغ ان شيخنا المفيد رضوان الله عليه قال : رأيت في النوم . إلى آخره .
وسوف نرمز إلى موارد الاختلاف أيضا بالحرف " ك " . وذكر ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد 5 : 355 - 356 نحو ما سيأتي في احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي عليه السلام فلاحظ . ( * ) -





رضي الله عنه قال : رأيت في النوم كأني قد اجتزت في بعض الطرق ، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير . فقلت : ما هذا ؟ قالوا هذه حلقة فيها رجل يقص . فقلت : من هو ؟ قالوا : عمر بن الخطاب . ففرقت الناس ، ودخلت
الحلقة ، فإذا برجل يتكلم على الناس بشئ لم احصله ، فقطعت عليه الكلام ، وقلت : أيها الشيخ أخبرني ، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ؟ . فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه في ستة مواضع :
الاول : أن الله تعالى ذكر النبي صلى الله عليه وآله ، وذكر







أبا بكر ، فجعله ثانيه ، فقال : " ثاني اثنين " .
الثاني : أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما ، فقال : " إذ هما في الغار " .
الثالث : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة ، فقال : " إذ يقول لصاحبه " .
الرابع : أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه ، ورفقه . به ، لموضعه عنده ، فقال : " لا تحزن " .
الخامس : أنه أخبره أن الله معهما على حد سواء ، ناصرا لهما ، ودافعا عنهما ، فقال : " ان الله معنا " .
السادس : أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر ، لان الرسول لم تفارقه السكينة تط ، فقال : " فانزل الله سكينته عليه " .
فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار ، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها . فقلت له : لقد [ حررت كلامك ] [ هذا ، واستقصيت البيان فيه ، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه ] في الاحتجاج ، غير أني بعون الله وتوفيقه ، سأجعل ما أتيت به كرماد إشتدت به الريح في يوم








عاصف .
أما قولك : أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه ، فهو اخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا إثنين ، [ فما في ذلك من الفضل ؟ ] ، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا إثنان ، [ كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان ] ، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا [ تعتد به ] .

وأما قولك : أنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فانه كالاول ، لان المكان [ يجمع المؤمنين والكفار ] ، وأيضا فان مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك قول الله تعالى : ( فما للذين كفررا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ) .

وأيضا فان سفينة نوح قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والانسان . فالمكان ] لا يدل على ما ادعيت من الفضيلة فبطل فضلان .








وأما قولك : أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فانه أضعف من الفضلين الاولين ، لان الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله عزوجل : ( إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة ، ثم سواك رجلا.

وأيضا فان اسم الصحبة يقع بين العاقل ولين البهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم ، فقال الله تعالى : ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا :
ان الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وأيضا فقد سموا السيف صاحبا ، [ فقالوا في ذلك ]
جاورت هندا وذاك اجتنابي ومعي صاحب كتوم اللسان





يعني السيف . فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل وبين البهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك ؟ !

وأما قولك : أنه قال " لا تحزن " فانه وبال عليه ، ومنقصة ودليل على خطئه ، لان قوله : " لا تحزن " نهي ، وصورة النهي قول القائل : ( لاتفعل) . فلا يخلو [ أن يكون ] الحزن وقع من أبى بكر [ على أحد وجهين :
إما ] طاعة أو معصية ، فان كان طاعة فالنبي لا ينهى [ عنها ، فدل على أنه ] ( معصية . [ فان انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه ] .

وأما قولك أنه قال له : ( ان الله معنا ) فان النبي صلى الله عليه وآله أخبر أن الله معه خاصة ، وعبر عن نفسه بلفظ الجبع [ فقال : " معنا " كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ] فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر








وانا له لحافظون " . وقد قيل [ أيضا في هذا ] : أن أبا بكر قال : يارسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان منه . فقال له النبي : ( لا تحزن ان الله معنا ) . أي : معي ومع أخي علي ابن أبي طالب .

وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فانه [ كفر بحت ] ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى : ( فانزل سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ) فان كان ابو بكر هو صاحب
السكينه فهو صاحب الجنود ، وهذا إخراج النبي عليه السلام من النبوة ، على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لان الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع : ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) .
[ وفي موضع آخر ] : ( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى " .









ولما كان في [ هذا اليوم ] خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزل سكينته عليه ) . فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله من المؤمنين ، فدل باخراجه ( 3 ) من السكينة على خروجه من الايمان.

[ قال الشيخ المفيد رحمه الله ] فلم يحر [ عمر بن الخطاب ] جوابا ، وتفرق الناس ، واستيقظت .
تم المنام ولله الحمد والمنة ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله .

روح قلبي
24-05-2010, 12:42 PM
جزاك الله كل خيررررررررررررررررررررر

روح قلبي
24-05-2010, 12:44 PM
جزاك الله كل خيرر

امير الرافدين
24-05-2010, 02:20 PM
شكرا لك اخي
على روعة الطرح
تقبل مروري

مالك الدعمي
27-05-2010, 01:26 PM
روح قلبي,,,,,,أمير الرافدين,,,,شكري وتقديري لمروركم الكريم

محمود شاكر الهلالي
07-06-2010, 03:18 PM
شكرا عالموضوع القيم وتسلم الايادي

مالك الدعمي
10-06-2010, 08:29 AM
شكري وتقديري لك ايها الهلالي على مرورك الطيب

* البتول *
11-06-2010, 04:20 PM
طرح رائع ومميز
جميل ماقدمته هنا اخي الكريم
بارك الله بك
دمت برعاية الله وحفظه