الصقر والنسر
09-05-2010, 08:06 PM
سر اختيار المدينة:
وأما عن سر اختيار النبي «صلى الله عليه وآله» ـ الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى ـ للمدينة بالذات داراً لهجرته، ومنطلقاً لدعوته، دون غيرها كالحبشة مثلاً؛ فذلك يرجع إلى عدة عوامل، نذكر منها ما يلي:
1 ـ إن مكة كانت ـ كما قدمنا ـ تتمتع بمكانة خاصة في نفوس الناس، وبدون السيطرة عليها، والقضاء على نفوذها الوثني، واستبداله بالنفوذ الإسلامي؛ فإن الدعوة تعتبر فاشلة، وكل الجهود تبقى بدون جدوى؛ فإن الدعوة كانت بحاجة إلى مكة، بنفس القدر الذي كانت مكة بحاجة فيه إلى الدعوة.
فلا بد من اختيار مكان قريب منها، يمكن أن يمارس منه عليها رقابة، ونوعاً من الضغط السياسي والاقتصادي، وحتى العسكري إن لزم الأمر في الوقت المناسب، حينما لا بد له من أن يفرض سلطته عليها. والمدينة، هي ذلك الموقع الذي تتوفر فيه مقومات هذا الضغط، فهي تستطيع مضايقة مكة اقتصادياً؛ لوقوعها على طريق القوافل التجارية المكية، وقريش تعيش على التجارة بالدرجة الأولى. كما أن ذلك يهيئ للنبي «صلى الله عليه وآله» الفرصة لعرض دعوته على القوافل التي تتجه من بلاد الشام والأردن وفلسطين وغيرها إلى مكة، والتمهيد لإفشال كثير من الدعايات التي يمكن للمكيين أن يطلقوها ضد الإسلام وأهله.وقد تقدم قول المشركين لعبد الله بن أبي، حين بيعة العقبة: «ما من حي أبغض من أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم».
وتقدم أيضاً: أنهم لما أخذوا سعد بن عبادة بعد بيعة العقبة وعذبوه، جاء الحارث بن حرب وجبير بن مطعم وخلصاه، لأنه كان يجير لهما تجارتهما.
وإذا كانت قريش قد لقيت من أبي ذر ما لقيت، حين أخذ عليها طريق تجارتها، فإن ما سوف تلقاه من أهل المدينة سيكون أشد، وأعظم خطراً، وأبعد أثراً، ولا سيما إذا عقد الرسول «صلى الله عليه وآله»تحالفات مع سائر القبائل المقيمة في المنطقة، كما حصل بالفعل، وكانت المعاهدة بصورة تجعلهم مضطرين لقطع علاقاتهم بالمشركين
وأما عن سر اختيار النبي «صلى الله عليه وآله» ـ الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى ـ للمدينة بالذات داراً لهجرته، ومنطلقاً لدعوته، دون غيرها كالحبشة مثلاً؛ فذلك يرجع إلى عدة عوامل، نذكر منها ما يلي:
1 ـ إن مكة كانت ـ كما قدمنا ـ تتمتع بمكانة خاصة في نفوس الناس، وبدون السيطرة عليها، والقضاء على نفوذها الوثني، واستبداله بالنفوذ الإسلامي؛ فإن الدعوة تعتبر فاشلة، وكل الجهود تبقى بدون جدوى؛ فإن الدعوة كانت بحاجة إلى مكة، بنفس القدر الذي كانت مكة بحاجة فيه إلى الدعوة.
فلا بد من اختيار مكان قريب منها، يمكن أن يمارس منه عليها رقابة، ونوعاً من الضغط السياسي والاقتصادي، وحتى العسكري إن لزم الأمر في الوقت المناسب، حينما لا بد له من أن يفرض سلطته عليها. والمدينة، هي ذلك الموقع الذي تتوفر فيه مقومات هذا الضغط، فهي تستطيع مضايقة مكة اقتصادياً؛ لوقوعها على طريق القوافل التجارية المكية، وقريش تعيش على التجارة بالدرجة الأولى. كما أن ذلك يهيئ للنبي «صلى الله عليه وآله» الفرصة لعرض دعوته على القوافل التي تتجه من بلاد الشام والأردن وفلسطين وغيرها إلى مكة، والتمهيد لإفشال كثير من الدعايات التي يمكن للمكيين أن يطلقوها ضد الإسلام وأهله.وقد تقدم قول المشركين لعبد الله بن أبي، حين بيعة العقبة: «ما من حي أبغض من أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم».
وتقدم أيضاً: أنهم لما أخذوا سعد بن عبادة بعد بيعة العقبة وعذبوه، جاء الحارث بن حرب وجبير بن مطعم وخلصاه، لأنه كان يجير لهما تجارتهما.
وإذا كانت قريش قد لقيت من أبي ذر ما لقيت، حين أخذ عليها طريق تجارتها، فإن ما سوف تلقاه من أهل المدينة سيكون أشد، وأعظم خطراً، وأبعد أثراً، ولا سيما إذا عقد الرسول «صلى الله عليه وآله»تحالفات مع سائر القبائل المقيمة في المنطقة، كما حصل بالفعل، وكانت المعاهدة بصورة تجعلهم مضطرين لقطع علاقاتهم بالمشركين