عدوّ آخر يتحين الفرص للفتك بالعراقيين، ليضيف أعدادًا أخرى من القتلى والمعاقين إلى سجل الضحايا الذي تزداد صفحاته في كل يوم، ذلك العدو هو الألغام المخبأة في أماكن عديدة، والتي لا يعرف الكثيرون أماكنها وجودها.

ويقدر الخبراء عددها بـ25 مليون لغم أرضي، بعضها يعود إلى حقبة الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) والبعض زرعته القوات العراقية قبيل حرب الخليج الثانية.
ونظرًا لكثافة هذه الألغام وخطورتها على حياة العراقيين فإن الدعوات لم تنقطع إلى زيادة الجهود في سبيل التخلص من هذا العدوّ الخفي، الذي يتربص بالعراقيين وحسب تصريحات وزارة الدفاع فان لجنة عليا شكلتها رئاسة الوزراء لغرض مكافحة هذه الالغام، تضم ممثلين عن وزارات البيئة والدفاع والداخلية ومنظمات مجتمع مدني تتعاون مع الأمم المتحدة.

وأشار وزير الدفاع إلى أن مسؤولية وزارة الدفاع في هذه اللجنة رئيسية، لكون الوزارة لديها خرائط ومسوحات بكافة المناطق المزروعة بالألغام في العراق، كما أن لديها فرقا من الخبراء المدربين، وقد قاموا خلال سنوات بإزالة الألغام على الشريط الحدودي بين العراق وإيران الذي يبلغ طوله أكثر من 1300 كلم.

وأوضح المستشار في شؤون الألغام ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مكتب العراق كنت باولسون ان البرنامج أنفق موارد مالية وبشرية كبيرة منذ 2004 لإنشاء منظمة الرافدين لإزالة الألغام وأشار إلى أن المنظمة تعمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2007 بوصفها منظمة مستقلة بتمويل مباشر من البرنامج، بحيث أصبحت الآن قادرة على القيام بأنشطة الإزالة والتوعية حول مخاطر الألغام مع حد أدنى من التوجيه والدعم من قبل شركاء الرصد الدوليين. وقال إن المنظمة قامت عام 2008 وبالتعاون مع المجموعة الدانماركية لإزالة الألغام بتطهير 15 مليون متر مربع من الأراضي العراقية، الأمر الذي ساعد نحو 1500 مزارع وعائلاتهم على العودة إلى مزارعهم.

ان اعداء الشعب العراقي كثيرون والوسائل والطرق الاثمة التي تستهدفنا كثيرة, فالالغام والعبوات الناسفة والانتحارين و العبوات اللاصقة ما هي الا وسائل للنيل من شعبنا و تفتيت و حدتنا واستهداف العراقيين جميع بدون تمييز, ان الحل الوحيد يكمن في اشتراك جميع العراقيين في عملية احباط الهجمات الارهابية قبل وقعها و التبليغ عن اماكن الالغام اوحين الشك بوجود محاولات للتفجير , فهذا هو السبيل الوحيد لانهاء دوامة القتل التي طالت جميع اطياف الشعب العراقي.