المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاسبة النفس نوعان ؟؟!!



بنت الرياض
24-04-2010, 10:22 AM
محاسبة النفس نوعان ؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم


محاسبة النفس نوعان : نوع قبل العمل ونوع بعده فأما النوع


الأول : فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه
قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبدا وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر
وشرح هذا بعضهم فقال : إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد وقف أولا ونظر : هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر : هل فعله خير له من تركه أو تركه خير له من فعله فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق فإن كان الثاني لم يقدم عليه وإن أفضى به إلى مطلوبه لئلا تعتاد النفس الشرك ويخف عليها العمل لغير الله فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى حتى يصير أثقل شيء عليها وإن كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر : هل هو معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه كما أمسك النبيعن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار


وإن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح
فهذه أربعة مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل العمل فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه وما يحجم عنه
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع :
أحدها : محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور تقدمت وهي : الإخلاص في العمل والنصيحة لله فيه ومتابعة الرسول فيه وشهود مشهد الإحسان فيه وشهود منة الله عليه وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله
فيحاسب نفسه : هل وفى هذه المقامات حقها وهل أتى بها في هذه الطاعة
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد : لم فعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحا أو أراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به


وأخر ما عليه الإهمال وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور


وتمشيتها فإن هذا يؤول به إلى الهلاك وهذه حال أهل الغرور : يغمض عينيه عن العواقب ويمشى الحال ويتكل على العفو فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة


الذنوب وأنس بها وعسر عليها فطامها ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد
قال ابن أبي الدنيا : حدثني رجل من قريش ذكر أنه من ولد طلحة ابن عبيدالله قال : كان توبة بن الصمة بالرقة وكان محاسبا لنفسه فحسب يوما فإذا هو ابن ستين سنة فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال : يا ويلتي ! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب ثم خر مغشيا عليه فإذا هو ميت فسمعوا قائلا يقول : يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى
وجماع ذلك : أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض فإن تذكر فيها نقصا تداركه إما بقضاء أو إصلاح ثم يحاسبها على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ثم يحاسب نفسه على الغفلة فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ثم يحاسبها بما تكلم به أو مشت إليه رجلاه أو بطشت يداه أو سمعته أذناه : ماذا أرادت بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان : ديوان لمن فعلته وكيف فعلته فالأول سؤال عن الإخلاص والثاني سؤال عن المتابعة وقال تعالى : فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون [ الحجر : 92 ]
وقال تعالى : فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين [ الأعراف : 6 ]
وقال تعالى : ليسئل الصادقين عن صدقهم [ الأحزاب : 8 ]


فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين
قال مقاتل : يقول تعالى : أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الله الصادقين يعني النبيين عن تبليغ الرسالة وقال مجاهد : يسأل المبلغين المؤدين عن الرسل يعني : هل بلغوا عنهم كما يسأل الرسل هل بلغوا عن الله تعالى
والتحقيق : أن الآية تتناول هذا وهذا فالصادقون هم الرسل والمبلغون عنهم فيسأل الرسل عن التبليغ ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغهم الرسل ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين كما قال تعالى : ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين [ المائده : 109 ]


وقال تعالى : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [ التكاثر : 8 ]
قال محمد بن جرير : يقول تعالى : ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا : ماذا عملتم فيه من أين وصلتم إليه وفيم أصبتموه وماذا عملتم به
وقال قتادة : إن الله سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه والنعيم المسئول عنه نوعان : نوع أخذ من حله وصرف في حقه فيسأل عن شكره ونوع يأخذ بغير حله وصرف في غير حقه فيسأل عن مستخرجه ومصرفه
فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا على كل شىء حتى على سمعه وبصره وقلبه كما
قال تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا [ الاسراء : 34 ]
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب
وقد دل على وجوب محاسبة النفس
قوله تعالى يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد [ الحشر : 18 ]
يقول تعالى : لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال : أمن الصالحات التي تنجيه أم السيئات التي توبقه
قال قتادة : ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد
والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس وفساده بإهمالها والاسترسال معها
فصل وفي محاسبة النفس عدة مصالح منها : الاطلاع على عيوبها ومن
لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات الله تعالى
وقد روى الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا
وقال مطرف بن عبدالله : لولا ما أعلم من نفسي لقليت الناس
وقال مصرف في دعائه بعرفة : اللهم لا ترد الناس لأجلي
وقال بكر بن عبدالله المزني : لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غفر لهم لولا أني كنت فيهم
وقال أيوب السعختياني : إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل ولما احتضر سفيان الثوري دخل عليه أبو الأشهب وحماد بن سلمة فقال له حماد : يا أبا عبدالله أليس قد أمنت مما كنت تخافه وتقدم على من ترجوه وهو أرحم الراحمين فقال : يا أبا سلمه أتطمع لمثلي أن ينجو من النار قال : إي والله إني لأرجو لك ذلك
وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال : أخبرني حماد بن جعفر بن زيد : أن أباه أخبره قال : خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش : صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت : لأرمقن عمله فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت : هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت أوعده جروا فلما سجد قلت : الآن يفترسه فجلس ثم سلم ثم قال : أيها السبع طلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول : تصدع الجبال منه قال : فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس فحمد الله تعالى بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يصغر أن يجترىء أن يسألك الجنة قال : ثم رجع واصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شىء الله به عالم
وقال يونس بن عبيد : إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة
وقال محمد بن واسع : لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد يجلس إلي وذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال : كان راهب في بني اسرائيل في صومعة
منذ ستين سنة فأتي في منامه فقيل له : إن فلانا الإسكافي خير منك ليلة بعد ليلة فأتى الإسكافي فسأله عن عمله فقال : إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار ففضل على الراهب بإزرائه على نفسه
وذكر داود الطائي عند بعض الأمراء فأثنوا عليه فقال : لو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذل لنا لسان بذكر خير أبدا
وقال أبو حفص : من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أوقاته كان مغرورا ومن نظر إليها باستحسان شىء منها فقد أهلكها
فالنفس داعية إلى المهالك معينة للأعداء طامحة إلى كل قبيح متبعة لكل سوء فهي تجري بطبعها في ميدان المخالفة
فالنعمة التي لا خطر لها : الخروج منها والتخلص من رقها فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى وأعرف الناس بها أشدهم إزراء عليها ومقتا لها
قال ابن أبي حاتم في تفسيره : حدثنا علي بن الحسين المقدمي حدثنا عامر بن صالح عن أبيه عن ابن عمر : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : اللهم اغفر لي ظلمي وكفري فقال قائل : يا أمير المؤمنين هذا الظلم فما بال الكفر قال : إن الإنسان لظلوم كفار
قال : وحدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود عن الصلت بن دينار حدثنا عقبة ابن صهبان الهنائي قال سألت عائشة رضي الله عنها عن
قول الله عز وجل : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله [ فاطر : 32 ]
فقالت : يا بني هؤلاء في الجنة أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله شهد له رسول اللهبالجنة والرزق وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه


وقال الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? حدثنا حجاج حدثنا شريك عن عاصم عن أبي وائل عن مسروق قال : دخل عبدالرحمن على أم سلمة رضي الله عنها فقالت : سمعت النبييقول : إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدا فخرج عبد الرحمن من عندها مذعورا حتى دخل على عمر رضي الله عنه فقال له : اسمع ما تقول أمك فقام عمر رضى الله عنه حتى أتاها فدخل عليها فسألها ثم قال : أنشدك بالله أمنهم أنا قالت : لا ولن أبريء بعدك أحدا
فسمعت شيخنا يقول : إنما أرادت أنى لا أفتح عليها هذا الباب ولم ترد أنك وحدك البرىء من ذلك دون سائر الصاحبة
ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ويدنو العبد به من الله تعالى في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو بالعمل
ذكر ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال : إن قوما من بني إسرائيل كانوا في مسجد لهم في يوم عيد فجاء شاب حتى قام على باب المسجد فقال : ليس مثلي يدخل معكم أنا صاحب كذا أنا صاحب كذا يزري على نفسه فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم : أن فلانا صديق
وقال الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? حدثنا محمد بن الحسن بن أنس حدثنا منذر عن وهب : أن رجلا سائحا عبدالله عز وجل سبعين سنة ثم خرج يوما فقلل عمله وشكا إلى الله تعالى منه واعترف بذنبه فأتاه آت من الله فقال : إن مجلسك هذا أحب إلى من عملك فيما مضى من عمرك
قال foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? : وحدثنا عبدالصمد أبو هلال عن قتادة قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : سلوني فإني لين القلب صغير عند نفسي


وذكر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? أيضا عن عبدالله بن رياح الأنصاري قال : كان داود عليه السلام ينظر أعمص حلقة في بني إسرائيل فيجلس بين ظهرانيهم ثم يقول : يا رب مسكين بين ظهراني مساكين
وذكر عن عمران بن موسى القصير قال : قال موسى عليه السلام يا رب أين أبغيك قال : ابغنى عند المنكسرة قلوبهم فإني أدنو منهم كل يوم باعا ولولا ذلك انهدموا
وفي كتاب الزهد للإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? : أن رجلا من بني إسرائيل تعبد ستين سنة في طلب حاجة فلم يظفر بها فقال في نفسه : والله لو كان فيك خير لظفرت بحاجتك فأتى في منامه فقيل له : أرأيت ازدراءك نفسك تلك الساعة فإنه خير من عبادتك تلك السنين


ومن فوائد محاسبة النفس :
أنه يعرف بذلك حق الله تعالى ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدى عليه وهي قليلة المنفعة جدا
وقد قال الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? : حدثنا حجاج حدثنا جرير بن حازم عن وهب قال : بلغني أن نبي الله موسى عليه السلام مر برجل يدعو ويتضرع فقال : يا رب ارحمه فإني قد رحمته فأوحى الله تعالى إليه : لو دعاني حتى ينقطع قواه ما أستجيب له حتى ينظر في حقي عليه
فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العباد فإن ذلك يورثه مقت نفسه والإزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه واليأس من نفسه وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته فإن من حقه أن يطاع ولا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر
فمن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه علم علم اليقين أنه غير مؤد له كما ينبغي وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة وأنه إن أحيل على عمله هلك فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله تعالى وبنفوسهم وهذا الذي أيأسهم من أنفسهم وعلق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته
وإذا تأملت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك ينظرون في حقهم على الله ولا ينظرون في حق الله عليهم ومن ههنا انقطعوا عن الله وحجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه
فمحاسبة النفس هو نظر العبد في حق الله عليه أولا ثم نظره : هل قام به كما ينبغي
ثانيا وأفضل الفكر الفكر في ذلك فإنه يسير القلب إلى الله ويطرحه بين يديه ذليلا خاضعا منكسرا كسرا فيه جبره ومفتقرا فقرا فيه غناه وذليلا ذلا فيه عزه ولو عمل من الأعمال ما عساه أن يعمل فإنه إذا فاته هذا فالذي فاته من البر أفضل من الذي أتى
وقال الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? : حدثنا ابن القاسم حدثنا صالح المدني عن أبي عمران الجوني عن أبي الخلد أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام : إذا ذكرتنى فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكرى خاشعا مطمئنا وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك وإذا قمت بين يدى فقم مقام العبد الحقير الذليل وذم نفسك فهي أولى بالذم وناجنى حين تناجينى بقلب وجل ولسان صادق ومن فوائد نظر العبد في حق الله عليه أن لا يتركه ذلك يدل بعمل أصلا كائنا ما كان ومن أدل بعمله لم يصعد إلى الله تعالى كما ذكر الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? عن بعض أهل العلم بالله أنه قال له رجل : إني لأقوم في صلاتي فأبكى حتى يكاد ينبت البقل من دموعى فقال له : إنك أن تضحك وأنت تعترف لله بخطيئتك خير من أن تبكى وأنت مدل بعملك فإن صلاة الدال لا تصعد فوقه
فقال له : أوصنى قال : عليك بالزهد في الدنيا وأن لا تنازعها أهلها وأن تكون كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عود لم تضره ولم تكسره وأوصيك بالنصح لله عز وجل نصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم وينصحهم
ومن هذا أخذ الشاطبي قوله :
و قد قيل : كن كالكلب يقصيه أهله % ولا يأتلى في نصحهم متبذلا


وقال الإمام foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? : حدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا الجريرى قال بلغني أن رجلا من بني إسرائيل كانت له إلى الله عز وجل حاجة فتعبد واجتهد ثم طلب إلى الله تعالى حاجته فلم ير نجاحا فبات ليلة مزريا على نفسه وقال : يا نفس مالك لا تقضي حاجتك فبات محزونا قد أزرى على نفسه وألزم إطلاقه نفسه فقال : أما والله ما من قبل ربي أتيت ولكن من قبل نفسي أتيت وألزم نفسه الملامة فقضيت حاجته

من كتاب
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
للإمام أبن قيم الجوزية
منقول

http://www.shatelarab.com/images/misc/progress.gif http://www.shatelarab.com/images/buttons/edit.gif (http://www.shatelarab.com/editpost.php?do=editpost&p=740101)

ام فيصل
24-04-2010, 07:19 PM
مع تحياتي لك عزيزتي
على هذا الموضوع والطرح القيم
ودام لنا هذا التواصل والعطاء
كل الشكر والامتنان لك عزيزتي