المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموسوعه الأدبيه



فارس الهيجاء
20-03-2010, 02:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






هنا نتحدث عن شعراء كل العصور التى مرت علينا بدءا من العصر الجاهلى وانتهاء بالعصر الحديث ونبذة عن حياة كل شاعر


ومؤلفاته وبعضا من اهم الاحداث التى عاشها.

اتمنا منكم المشاركه بما لديكم من معلومات عن حياة الشعراء في كافه العصور السابقه

ارجو منكم الشرح المبسط عن حياه الشاعر وكل مايتعلق به


خالص تحياتي لكم

فارس الهيجاء
20-03-2010, 02:27 PM
سوف أ بدأ بالشاعر




امرؤ القيس بن حجر الكندى




امرؤ القيس (الملك الضليل) (124 - 80 ق.هـ / 500 - 544 م)،شاعر جاهلي، وأحد أشهر الشعراء العرب على مر التاريخ، حتى قيل فيه: "بداْ الشعر بملك وخُتم بملك" أي بُدىء الشعر بامرئ القيس وخُتم بأبي فراس الحمداني.
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي. وقائل المعلقة التي مطلعها:



قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .......... بسقط اللوى بين الدخول فحومل



أبوه حجر بن الحارث ملك أسد وغطفان، وخاله المهلهل الشاعر.



ولد في نجد نحو سنة 501 م وكان ذا منبتٍ عربيٍ عريق، فأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل التغلبيان صاحبا الأخبار الشهيرة، و أبوه حجر بن الحارث الكندي ملك بني أسد.



نشأ امرؤ القيس نشأة ترف وشب في نعيم، إلاّ أنه نشأ نشأة الغواة، فراح يعاقر الراح ويغازل النساء ويعشق اللهو، فأطلق العنان لنفسه في المجون، فحاول أبوه أن يردعه، فلم يرتدع، فطرده من بيته، فراح يخالط العرب الذين يرتادون الرياض ويلعبون ويعاقرون الخمرة ويصيدون، فكان يتجول من مكانٍ إلى مكان طالبا اللهو والمجون حتى بلغ به الترحال –كما يقال-إلى الشّام وهناك حملت له الأخبار خبر قتلِ أبيه على يد من قبيلة بني أسد الذين ثاروا عليه لشدته واستبداده بهم وسوء سيرته، و كان القاتل هو علباء الباهلي، فهب امرؤالقيس و قال قولته المشهورة:



"ضيعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر"، وحلف على نفسه ألاّ يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتى يقتل من بني أسد مائة ويحزن مائة آخرون. فرحل امرؤ القيس يسنتصر القبائل للأخذ بثأر أبيه من بني أسد، فطلب العون من قبيلتي بكر وتغلب فأعانوه وأوقعوا ببني أسد، وقتلوا منهم، واكتفوا بذلك، ولكن امرأ القيس لم يكتف، فتركوه وحيدا، فتوجّه إلى السموأل طالبا العون في كتابٍ يريده إلى الحارث بن شحر الغساني لعله يتوسط لدى قيصر الرّوم في القسطنطينية، فيكون له منجدا.



غادر امرؤ القيس تيماء–أرض السموأل-إلى القسطنطينية يريد القيصر يوستينيانوس، ورافقه في سيرته الشاقة عمرو بن قميئة، وكان من خدم أبيه، وقد ثقلت بهم المسيرة إلى أن وصلوا القسطنطينية والتقى فيها بالقيصر، فأكرم وفادته ووعده بالمدد والعدة، ولكن الآمال لم تتحقق، فصار امرؤ القيس بائسا. وفيما هو في طريق العودة، تفشّى فيه داءٌ كالجدري، فتقرّح جسمه، وسمّي بذى القروح. ولمّا صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى ( أنقرة ) بدأ يُحتضر بها فقال :



رُبَّ خطبةٍ مُسْـحَنْفَرَهْ ........ وطعنــةٍ مثْعَنْجَــرَهْ



وجفْــنةٍ مُتحيِّـره ًًً.............. حلّــتْ بأرضِ أنـقره



ورأى هناك قبر امرأةٍ من بنات الملوك قد دفنت في سفح جبلٍ يقال له ( عسيب ) فقال بعد سماعه بخبرها:



أجارتَنا إنّ المزارَ قريبُ ..................... وإنّي مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ



أجارتَناإنّاغريبانِ هاهنا .................... وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ



ومات بعدها سنة 540 م، ودفن في أنقرة، إحدى مدن الروم

سفيرة الاحلام
31-03-2010, 01:01 PM
حياة الشاعر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? شوقي
ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي
أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه
حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه
حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة
ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م
أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها


عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين
لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر
1920 م


عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م
بويع أميراً للشعراء سنة 1927 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً

عراقيه غيوره
01-04-2010, 07:29 AM
رائع اخي وجميل ان نجعل لوحه خاصه عن حياة الشعراء

ولكن انا لا يوجد عندي اي معلومه عن حياة اي شعر ان شاء الله سوف ابحث
وارجع مرى اخرى
تحياتي لك

فارس الهيجاء
02-04-2010, 06:18 PM
نورتي اختي العراقية وانتظر بحثك


تحياتي

خادم العتبات
11-04-2010, 11:25 PM
محمد مهدي الجواهري

محمد مهدي الجواهري (1899 - 1997) شاعر من العراق ولد في النجف ، كان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. يرجع اصول الجواهري إلى عائلة تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القران وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة و النحو والصرف والبلاغة و الفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان ابو الطيب المتنبي .
نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ،‏ كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين ، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الاول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير . في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات الياسية للإنقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة . لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) . انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين, واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر ، في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس . تنقل بين مصر، المغرب، والأردن، ولكنه استقر في دمشق ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد. كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» يعتبر ذروة من ذرا شعره ‏ اقام في فترة التسعينات في ثلاثة دول عربية :سوريا ،وامتدح الرئس حافظ الاسد بقصيدة (سلاما ايها الاسد..سلمت وتسلم البلد)، ثم توجه إلى الاردن وامتدح الملك حسين بقصيدة اعتبرت من ابدع شعرة قال فيها: يا سيدي اسعف فمي ليقولا-في عيد مولدك الجميل جميلا لله درك من مهيب وادع-نسرا يطارحه الحمام هديل شدت عروقك من كرائم هاشم-بيض نمين خديجة وبتول ،وتوجه ايضا إلى مصر واقام فيها فترة إلى ان توفي سنة 1997م .

فارس الهيجاء
21-04-2010, 11:22 AM
دعبـــــــــــــــل الخزاعي .....
اسمه وكنيته ولقبه..
لم يتفق المؤرخون في اسم دعبل وكنيته كما اتفوا جميعا في لقبه
وقد جاء في بعض المراجع التاريخية والادبية دعبلا باسم
(عبد الرحمن) وفي اخرى(محمد) والبعض منهم سماه(الحسن)
على ان اكثر هذه المراجع والمصادر التاريخية كان يطلق عليه
لفظ (دعبل بن علي) دون التصريح باسمه ...فا لأصفهاني
في (الاغاني) قال هو دعبل بن علي بن رزين...الخ) وقال البغدادي
في كتابه (تاريخ بغداد) هو(دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالله بن بديل بن ورقاء ابوعلي الخزاعي).
وقد تلاحظ الختلاف في اكثر المصادر بذكر اسمه لكنهم جميعا متفقون في ذكر لقبه بــــ(دعبل)
اما كنيته فهي(ابو علي او ابو جعفر)وقد غلب عليه اللقب حتى كاد ينسى اسمه الأصلي...
اسرته..
ينتمي دعبل الى اسرة ادبية فكان ابوه (علي بن رزين) شاعرا مقلا وردت له ترجمه في (معجم الشعراء)
للمرزباني ..كذلك كان عمه (عبد الله بن رزين) شاعرا كما ذكره القيرواني وفي كتابه
(العمده) وكان اخوه رزين بن علي ) شاعرا حسن النظم والقول وقد ورد له شعر في كتاب (محاضرات الأدباء والحماسة)
وكذلك (الفهرست) حيث قال (بان له ديوانا يقع في مائتي ورقة) وولده الثاني (علي بن دعبل ..الذي ذكره الأصفهاني
وكان بن اخيه (اسماعيل بن علي بن رزين )ادبيا ومؤرخا له كتاب تأريخ الأئمه وكتاب النكاح وأما ابن عمه(محمد بن عبدالله)
كان شاعرا معروفا يكنى بــــ(ابو الشيص) وله شعر كثير وكله جيد وكانابن ابي الشيص شاعرا وله ديوان شعر..
مؤلفات دعبل ...
لقد خلف شاعرنا دعبل تراثا ادبيا نفسيا ذكره جمله من المؤرخون الذين جاءوا بعده وعاصروه كالجراح في كتابه
(الورقه) والبغدادي في كتابه( تاريخ بغداد) وابن عساكر في (تهذيب ابن عساكر) وابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان)
والمرزباني في كتابه(معالم الشعراء)
ومن جملة ما ذكروه منوؤلفاته وتصانيفة :ديوان وهو شعره الذي جمعه وحققه واخرجه السيد عبد الصاحب الدجيلي
سنة 1962
قصائده...
تجاوبن بالارنان والزفرات نوائح عجم اللفظ والنطقات
يخبرن بالأنفاس عن سر انفس اسارى الهوى ماض وآخر آت
فاسعدنأو أسعفن حتى تقوضت صفوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المها سلام شج صب على العرصات
فعهدي بها خضر والمعاهد مألفا من العطرات البيض والخفرات
ليالي يغدن الوصال على القلى ويغدي تدانينا على الرغبات
واذهن يلحظن العيون سوافرا ويسترن بالأيدي على الوجناتد
وأذ كل يوم لي بلحظي نشوة يبيت بها قلبي على نشوات
وكم يوم حسرات هاجها بمحسر وقوفي يوم الجمع في عرفات
ألم تر للأيام ماجر جورها على الناس من نقض وطول شتات
ومن دول المستهترين ومن غدى بهم طالبا للنور في الظلمات
فكيف ومن أتى يطالب زلفة الى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطه وبغض بني الزرقاء والعبلات
وهند وما أدت سمية وابنها أولو الكفر في الاسلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه ومحكمه بالزور والشبهات
ولم يك الامحنة كشفتهم بدعوى ضلال من هن وهنات
تراث بلا قربي وملك بلا هدى وحكم بلا شورى بغير هداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة وردت أجاجا بطعم كل الفرات
وما سهلت تلك المذاهب فيهم على الناس الا بيعة الفلتات
وما قيل اصحاب السقيفة جهلرة بدعوى تراث في الضلال بتات
مختارات من شعر دعبل
قيل لدعبل :ما الوحشه عندك؟
قال:النظر الى الناس ثم انشأ يقول
ماأكثر الناس لا بل ماأقلهم الله يعلم اني لم اقل فندا
أني لأفتح عيني حين لفتحها على كثير ولكن لاارى احدا
ومن روائع دعبل وأسمى الشعر هذه القطعة التي قال عنها المأمون العباسي
عندما سمعها (ما سافرت قط الا وكانت هذه الأبيات نصب عيني في سفري وهجري ومسليتي حتى اعود)
وهي
ألم يأن للسفر الذين تحملوا الى وطن قبل الممات رجوع
فقلت ولم أملك سوابق غبرة نطقن بما ضمت علية ضلوع
تبين فكم دار تفرق شملها وشمل شتيت عاد وهو جميع
كذلك الليالي صرفهن كما ترى لكل أناس جدبة وربيع
ومن روائع شعره
وقد قطع الوشان ماكان بيننا ونحن الى ان يوصل الحبل أحوج
رأوا عورة فاســـــــتقبلوها فلم ينههم حلم ولم يتحرجوا
وكانوا أناسا كنت آمن غيهم فراحوا على ما لانحب وأدلجوا
نهاية المطاف
لكل شيء نهاية ونهاية شاعرنا دعبل كما تمنى ان يموت بخشبة لا بغيرها
وقد قتل شهيدا وهو رجل قد تجاوز المائة سنة رجل عمر قرنا من الزمن
بدأه بصراع وكغاح مرير وقد عاش طيلة الأعوام التي قضاها من عمره الطويل
مشردا طريدا مرهوب..وقد سطر اروع صفحات البطولة في تلك الفترى التي عاشها
رجل ظل لسانه مطلق العنان يعلنها صرخة مدوية
فرحمك الله يادعبل ورضي عنك

السومري71
21-04-2010, 02:13 PM
رائع هذا الجهد الذي تبذله اخي فارس الهيجاء
تحياتي لك

فارس الهيجاء
22-04-2010, 01:17 AM
نورت حبيبي الغالي السومري مشكور على المرور يا طيب



تحياتي وانتظر مشاركتك

خادم العتبات
23-04-2010, 03:04 AM
حسان بن ثابت.. شاعر الرسول



في تاريخ الشعر العربي عدد من الشعراء الفحول لا تنحسر عنهم دائرة الضوء، فأسماؤهم دائما بارزة في قوائم المبدعين ووجودهم ساطع متألق لا يخبو وميضه مع حركة الزمن، ولا تنقصف أعواده من مهب الريح والأعاصير.
ويبرز من بين هذا الوجود الشامخ، والحضور المتوهج حسان بن ثابت الأنصاري، لا باعتباره طاقة شعرية هائلة فحسب، بل باعتبار انه شاعر استطاع في مرحلة من مراحل حياته أن يوظف هذه الطاقة لتؤدي دورا هو

بلا شك أجل وأعظم دور قام به شاعر في تاريخ الشعر العربي كله.
وهل هناك ما هو أشرف وأعظم من الدفاع عن الإسلام، والوقوف إلى جانب النبي عليه الصلاة والسلام في مواجهة الشرك والوثنية، وتأييد الدعوة التي جاء بها رسول الله لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، والإشادة بما تنطوي عليه من قيم إنسانية عليا، والتغني بانتصارات المسلمين على طريق نشر الدعوة الإسلامية ورثاء شهدائهم الأبرار، وهل يمكن أن يعمل إنسان شاعرا كان أو غير شاعر لغاية أشرف من هذه الغاية؟
حسان بن ثابت من أهل المدينة ينحدر من بيت شريف من بيوت الخزرج، وينتمي إلى بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أبوه فهو ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية.

وحسان بن ثابت أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، ولد بالمدينة، ونشأ في الجاهلية، وعاش على الشعر، فكان يمدح المناذرة والغساسنة، وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسان فأغدقوا عليه العطايا، وملأوا يديه بالنعم، ولم ينكروه بعد إسلامه فجاءته رسلهم بالهدايا من القسطنطينية، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار، وانقطع إلى مدحه والذود عنه، وأصبح الشاعر المنافح عن دين الإسلام، فاشتهر بذلك ذكره، وارتفع قدره، وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفي الحاجة من بيت المال حتى توفي سنة 54 للهجرة بالغا من العمر مائة وعشرين سنة، وقد كف بصره في آخر أيامه.

صورتان فنيتان

يقول الأديب الدكتور محمد مصطفى سلام: لقد كان حسان يتغنى بالشعر، وربة الشعر تطاوعه في جاهليته وإسلامه حتى ملأ به القلوب والأسماع، وأجمعت العرب على انه اشعر أهل المدر، وشعره كشعر غيره من المخضرمين يجمع بين صورتين فنيتين صادقتين للشعر، إحداهما جاهلية، والأخرى إسلامية تعد مظهرا قويا لتأثر الأدب الإسلامي بالقرآن والحديث وأحداث الإسلام وعقائده.

لقد دعا حسان إلى التغني بالشعر، وأجود الشعر عنده ما جادت به القريحة مطابقا للواقع وسلامة المنطق، وشاعريته محلقة تستلهم السماء فتوحي إليه بالعذب المعجز، وهو أمير نفسه في شعره، فلم يلتزم مذاهب غيره من شعراء عصره كزهير والنابغة والأعشى والحطيئة وغيرهم، ولم يعمد إلى التكلف في شعره، ولم يحفل بتنقيحه بل كان يرسله كما أوصت به القريحة وحدثت به النفس ودعت إليه الحال وكثيرا ما اضطرته بعض المواقف الإسلامية إلى الارتجال، فلا غرابة أن تتنوع أساليبه ومعانيه وتتباين ألفاظه ومبانيه، وأن تجتمع في قصائده الفخامة واللين والغريب والمألوف.

حول موهبة حسان وشاعريته يقول الشاعر الإسلامي صلاح الدين السباعي: لقد عاش حسان في الجاهلية شاعرا قبليا يصوغ شعره في روية وأناة ويراجعه ويجوده قبل أن يخرج به على الناس، مما وفر لقصائده مستوى فنيا عاليا، وعندما دخل حسان الإسلام اكتشف أن دوره في تأييده ومؤازرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه في مواجهة المشركين، يفرض عليه جانبا تسجيليا وتاريخيا للمواقف والأحداث التي شهدتها الدعوة الإسلامية، ولم يكن حسان يمتلك أداة للتسجيل والتأريخ افضل من الأداة التي تمرس على استخدامها طويلا قبل الإسلام، وهي هذه الأوزان العروضية التي كان في الجاهلية يعبر من خلالها عن أفكاره ومشاعره.

وهكذا اتخذ حسان من هذه الأوزان وسيلة لتسجيل تلك المواقف والأحداث شأن أي مؤرخ حريص على تدوين حقائق التاريخ، ومن هنا جاء إنتاجه بالنسبة لهذا الجانب التسجيلي خاليا تماما من نبض الشعر ودقته وحرارته، بمعنى انه عندما كانت الأحداث تتوالى فإن كل اهتمامه كان ينصرف إلى الحرص على تسجيلها فقط، وبالتالي فإنه يتحول من حين إلى آخر إلى ناظم وفقا لحركة الأحداث. وعندئذ تغطي عنده الحقيقة التاريخية على الحقيقة الشعرية وبحيث تتوارى، وذلك على نحو ما نرى في رده على أبي سفيان بن حرب وفخره على حسان بمقتل عدد من المسلمين من بينهم حمزة عم الرسول في واقعة أحد:

ذكرت القروم الصيد من آل هاشم
ولست لزور قلته بمصيب
أتعجب أن أقصدت حمزة منهم
نجيبا وقد سميته بنجيب
ألم يقتلوا عمرا وعتبة وابنه
وشيبة والحجاج وابن حبيب
غداة دعا العاص عليا فراعه
بضربه عضب بله بخضيب

فهذه الأبيات كما نرى ليس فيها إلا تذكير لأبي سفيان بانتصار المسلمين في واقعة بدر وتسجيل لأسماء سراة المشركين الذين قتلوا فيها.
وفي شعر حسان الكثير والكثير جدا مما يسجل هذه الأحداث والمواقف ومما يؤرخ لحياة الرسول مما أشاع الاستشهاد بشعره في الكتب التي تناولت السيرة النبوية.

بين الجاهلية والإسلام

يؤكد النقاد أن شعر حسان بعد إسلامه لم يكن في قوته وجزالته في الجاهلية حيث افتقر شعره الإسلامي من وجهة نظر بعض النقاد وأساتذة الأدب العربي إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية.

لكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة ويثبت للذين ارجعوا ضعف شعره إلى شيخوخته أن قلب الشاعر لا يشيخ.

ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، لكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.

يقول الدكتور محمد مصطفى سلام: لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أو رثاهم به.

نماذج من إبداعاته

لا يتسع المجال هنا لتقديم نماذج عديدة من شعر حسان، ولذلك فإننا نكتفي باختيار بضعة أمثلة قد لا تحدد بشكل حاسم القيمة الفنية لشعره الإسلامي، ولكنها على الأقل تومئ إلى مستوى الآفاق التي حلق فيها.
يقول عن الرسول مشيرا إلى مكانة قومه واعتزازه بتأييده عليه الصلاة والسلام والوقوف إلى جانبه في مواجهة المشركين:

نصرناه لما حل وسط رحالنا
بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا
وطبنا له نفسا بفيء المغانم

أما مدائح حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم فتكشف عن عمق إيمانه به وعن مدى حبه وإجلاله له عليه الصلاة والسلام من ذلك قوله:

وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء

فإذا انتقلنا من المدح إلى الرثاء وجدنا حسان يرثي الرسول بمجموعة من القصائد التي تنم عن شعور صادق بالحزن والتي تنصهر فيها المعاني في بوتقة داكنة قاتمة، وتكاد الكلمات تتحول فيها إلى دموع، ومن ذلك قوله:

فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
فما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد

خادم العتبات
23-04-2010, 03:17 AM
...::: الجاحظ :::...

أبو عثمان عمرو بن بحر أديب من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. 159(-255هجرية)

كني بالجاحظ لجحوظ عينيه، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين، كتاب الحيوان، البخلاء أشهر هذه الكتب.

قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».


ولد في مدينة البصرة سنة 159 هجرية . نشأ مثل جميع أبناء فقراء جنوب العراق بين الماء والنخيل، طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل، فما وقعت يده على كتاب إلا استوفى قراءته.

ولد الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين ومات في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.

كان الجاحظ موسوعة تمشي على قدمين، وتعتبر كتبه دائرة معارف لزمانه، كتب في كل شيء تقريبًا؛ كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء والسلطان والجند والقضاة والولاة والمعلمين واللصوص والإمامة والحول والعور وصفات الله والقيان والهجاء.

كان صبيًا يبيع الخبز والسمك في سوق البصرة، ثم بدأ يأخذ العلم على أعلامه.. فأخذ علم اللغة العربية وآدابها عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وتبحر في علم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.

وكان يذهب إلى مربد البصرة فيأخذ اللغة مشافهة من الأعراب، ويناقش حنين بن إسحاق وسلمويه فيتعرَّف على الثقافة اليونانية، ويقرأ ابن المقفع فيتصل بالثقافة الفارسية، ثم لا يكتفي بكل ذلك، بل يستأجر دكاكين الوارقين ويبيت فيها ليقرأ كل ما فيها من كتب مؤلفة ومترجمة، فيجمع بذلك كل الثقافات السائدة في عصره؛ من عربية وفارسية ويونانية وهندية أيضا.


شخصيته و سيرته الذاتيه
كان الجاحظ موسوعة تمشي على قدمين، وتعتبر كتبه دائرة معارف لزمانه، كتب في كل شيء تقريبًا؛ كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء والسلطان والجند والقضاة والولاة والمعلمين واللصوص والإمامة والحول والعور وصفات الله والقيان والهجاء.

كان دميماً قبيحاً جاحظ العينين، ولكنّه لم يضق بدمامته، وعاش عمره كائناً اجتماعيّاً متفائلاً، يفرض احترامه على الجميع بسبب فصاحته وجمال أسلوبه، ونصاعة بيانه. اتجه نحو بغداد وكانت مجمع أهل العلم والفضل، ومهوى أهل الفضائل والنهى، فتتلمذ على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيّات، وأخذ النحو عن الأخفش، والكلام عن النظام بن إسحق.

وفي بغداد برز عمرو بن بحر بين أقرانه ككاتب بليغ، وسرعان ما تصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.

امتاز أدبه بالعمق و الأصالة والواقعيّة، وأسلوبه بالدقّة والإيجاز، والتلاؤم في مطابقة الكلام بمقتضى الحال، فجاءت عباراته واضحة بعيدة عن الابتذال والغموض. وكان يميل إلى الفكاهة ويصور الواقع دون تستر أو محاولة للتجميل، فرسم طبقات المجتمع المتفاوتة التي خالطها، وبعد عن استخدام الخيال والصور المجازية، و إعتمد في العرض علي الجدل المنطقي فأختار ألفاظاً دقيقة واضحة الأداء وبعد في ألفاظه عن الخشونة والغرابة.

وكان غزير التأليف، تربو كتبه على مائتي كتاب منها: (البيان والتبيين) في الأدب والإنشاء والخطابة، وهو أشرف كتبه، وأحسن تآليفه (كتاب الحيوان) سبعة أجزاء، وأجمل كتبه (البخلاء) وله (نظم القرآن) وسائر كتبه في غاية الكمال.


اتجاهه الفلسفي
من المعتزلة وكان تلميذ أبي إسحق إبراهيم بن سيار البلخي المعروف بالنظام المتكلم المشهور. من مذهبه أن المعارف كلها ضرورية طباع وليس شيء من ذلك من أفعال العباد وليس للعباد سوى الإرادة ويحصل أفعالهم طباعا وقال في أهل النار أنهم لا يخلدون فيها عذابا بل يصيرون إلى طبيعة النار. وكان يقول النار تجذب أهلها إلى نفسها دون أن يدخل أحد فيها. ومذهبه مذهب الفلاسفة في نفي الصفات وفي إثبات القدر خيره وشره من العبد مذهب المعتزلة . وقال الناس محجوبون بمعرفتهم، وهم صنفان عالم بالتوحيد وجاهل به فالجاهل معذور والعالم محجوج ومن انتحل دين الإسلام فإن اعتقد أن اللّه تعالى ليس بجسم ولا صورة ولا يرى بالأبصار وهو عدل لا يجور ولا يريد المعاصي. وبعد الاعتقاد والتبيين أقر بذلك كل فهو مسلم حقا. وإن عرف ذلك كله ثم جحده وأنكره أو دان بالتشبيه والجبر فهو مشرك كافر حقا. وإن لم ينظر في شيء من ذلك واعتقد أن اللّه تعالى ربه وأن محمدا رسول اللّه فهو مؤمن لا لوم عليه ولا تكليف عليه غير ذلك


أما عن منهجه في معرفة الحلال والحرام فيقول : "إنما يعرف الحلال والحرام بالكتاب الناطق، وبالسنة المجمع عليها، والعقول الصحيحة، والمقاييس المعينة" رافضًا بذلك أن يكون اتفاق أهل المدينة على شيء دليلاً على حله أو حرمته؛ لأن عظم حق البلدة لا يحل شيئا ولا يحرمه، ولأن أهل المدينة لم يخرجوا من طباع الإنس إلى طبائع الملائكة "وليس كل ما يقولونه حقًا وصوابًا". فقد كان

عنصر 1
عنصر 2
عنصر 3الجاحظ لسان حال ----المعتزلة في زمانه، فرفع لواء العقل وجعله الحكم الأعلى في كل شيء، ورفض من أسماهم بالنقليين الذين يلغون عقولهم أمام ما ينقلونه ويحفظونه من نصوص القدماء، سواء من ينقلون علم أرسطو، أو بعض من ينقلون الحديث النبوي.
فإذا كان بعض فلاسفة الشرق والغرب فد وقفوا أمام أرسطو موقف التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإن الجاحظ وقف أمام أرسطو عقلا لعقل؛ يقبل منه ما يقبله عقله، ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى إنه كان يسخر منه أحيانا.. ففي كتابه الحيوان يقول الجاحظ عن أرسطو وهو يسميه صاحب المنطق: "وقال صاحب المنطق: ويكون بالبلدة التي تسمى باليونانية "طبقون"، حية صغيرة شديدة اللدغ إلا أنها تُعالج بحجر يخرج من بعض قبور قدماء الملوك-، ولم أفهم هذا ولمَ كان ذلك؟!"

ويقول الجاحظ: "زعم صاحب المنطق أن قد ظهرت حية لها رأسان، فسألت أعرابيًا عن ذلك فزعم أن ذلك حق، فقلت له: فمن أي جهة الرأسين تسعى؟ ومن أيهما تأكل وتعض؟ فقال: فأما السعي فلا تسعى؛ ولكنها تسعى على حاجتها بالتقلب كما يتقلب الصبيان على الرمل، وأما الأكل فإنها تتعشى بفم وتتغذى بفم، وأما العض فأنها تعض برأسيها معًا. فإذا هو أكذب البرية". وكان الجاحظ يؤمن بأهمية الشك الذي يؤدي إلى اليقين عن طريق التجربة، فهو يراقب الديكة والدجاج والكلاب ليعرف طباعها، ويسأل أرباب الحرف ليتأكد من معلومات الكتب.. قال أرسطو: إن إناث العصافير أطول أعمارًا، وإن ذكورها لا تعيش إلا سنة واحدة… فانتقده الجاحظ بشدة لأنه لم يأت بدليل، ولامه لأنه لم يقل ذلك على وجه التقريب بل على وجه اليقين. كما هاجم الجاحظ رجال الحديث، لأنهم لا يحكّمون عقولهم فيما يجمعون ويروون، ويقول: ولو كانوا يروون الأمور مع عللها وبرهانها خفّت المؤنة، ولكن أكثر الروايات مجردة، وقد اقتصروا على ظاهر اللفظ دون حكاية العلة ودون الإخبار عن البرهان.

فهو لا يقبل ما يرويه الرواة من أن الحجر الأسود كان أبيض اللون واسودَّ من ذنوب البشر، فيقول ساخرًا: "ولماذا لم يعد إلى لونه بعد أن آمن الناس بالإسلام؟!". والجاحظ يرفض الخرافات كلها ، وينقد من يرويها من العلماء أمثال أبي زيد الأنصاري، فيقول: إن أبا زيد أمين ثقة، لكنه ينقصه النقد لأمثال هذه الأخبار التي يرويها عن السعالي والجن، وكيف يراهم الناس ويتحدثون إليهم ويتزوجونهم وينجبون؟.

وكان الجاحظ يرفض وضع صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكانة أعلى من البشر، بحيث لا يحق لأحد أن يتعرض لأعمالهم ويقيمها وينقدها، فهو يرى أن من حق المؤرخ أن يتناول أعمالهم بميزان العقل، لأنهم بشر كالبشر يخطئون ويصيبون، وليسوا ملائكة، وإذا كانت صحبتهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- تعطيهم حق التوقير فإن هذه الصحبة نفسها تجعل المخطئ منهم موضع لوم شديد؛ لأنه أخطأ رغم صحبته وقربه من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

ورفض الجاحظ بشدة القول بأن سب الولاة فتنة ولعنهم بدعة"، وعجب من أن الذين يقولون بذلك الرأي مجمعون على لعن من قتل مؤمنًا متعمدًا، ثم إذا كان القاتل سلطانًا ظالمًا لم يستحلوا سبه ولا لعنه ولا خلعه، وإن أخاف العلماء وأجاع الفقراء وظلم الضعفاء..، فالجاحظ -كمعتزلي- كان يرى ضرورة الخروج على الإمام الظالم في حالة وجود إمام عادل، مع الثقة في القدرة على خلع الظالم وإحلال العادل محله، دون إحداث أضرار أكثر مما يتوقع جلبه من المنافع. وكان الجاحظ يؤكد أن العقل الصحيح أساس من أسس التشريع. والأسلوب أحد المميزات الكبرى التي تمتع بها الجاحظ، فهو سهل واضح فيه عذوبة وفكاهة واستطراد بلا ملل،


أسلوبه في الكتابة و مؤلفاته
تركت طريقته في الكتابة التي تميّز بها على أساليب الكتّاب والمصنّفين العرب عدّة قرون، وفي مقدمة من تأثّر بأسلوبه ابن قتيبة الدينوري، والصولي، والثعالبي، ولا يزال أسلوبه من أجمل الأساليب الفنيّة وأكثرها إمتاعاً للقرّاء.

ويعد الجاحظ من أغزر كتّاب العالم ؛ فقد كتب حوالي 360 كتابًا في كل فروع المعرفة في عصره… وكان عدد كبير من هذه الكتب في مذهب الاعتزال.. وبحث مشكلاته.. والدفاع عنه… لكن التعصب المذهبي أدى إلى أن يحتفظ الناس بكتب الجاحظ الأدبية.. ويتجاهلوا كتبه الدينية فلم يصل إلينا منها شيء. ومن أشهر وأهم كتب الجاحظ كتابا "البيان والتبيين" و"الحيوان".

ويعتبر البيان والتبيين من أواخر مؤلفات الجاحظ.. وهو كتاب في الأدب يتناول فيه موضوعات متفرقة مثل الحديث عن الأنبياء والخطباء والفقهاء والأمراء… والحديث عن البلاغة واللسان والصمت والشعر والخطب والرد على الشعوبية واللحن والحمقى والمجانين ووصايا الأعراب ونوادرهم والزهد.. وغير ذلك.

ويعد كتاب الحيوان -وهو من مؤلفات الجاحظ الأخيرة أيضا- أول كتاب وضع في العربية جامع في علم الحيوان.. لأن من كتبوا قبل الجاحظ في هذا المجال أمثال الأصمعي وأبي عبيدة وابن الكلبي وابن الأعرابي والسجستاني وغيرهم.. كانوا يتناولون حيوانًا واحدًا مثل الإبل أو النحل أو الطير.. وكان اهتمامهم الأول والأخير بالناحية اللغوية وليس العلمية.. ولكن الجاحظ اهتم إلى جانب اللغة والشعر بالبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته.

ولأن الجاحظ كان غزير العلم.. مستوعبًا لثقافات عصره.. فقد كانت مراجعه في كتبه تمتد لتشمل القرآن الكريم والحديث النبوي والتوراة والإنجيل وأقوال الحكماء والشعراء وعلوم اليونان وأدب فارس وحكمة الهند بالإضافة إلى تجاربه العلمية ومشاهداته وملاحظاته الخاصة.

وقد كان للجاحظ أسلوب فريد يشبه قصص ألف ليلة وليلة المتداخلة… إذ أن شهرزاد تحكي لشهريار قصة… ثم يحكي أحد أبطال هذه القصة قصة فرعية.. وتتخلل القصة الفرعية قصة ثالثة ورابعة أحيانًا..ثم نعود للقصة الأساسية.. فالجاحظ يتناول موضوعًا ثم يتركه ليتناول غيره.. ثم يعود للموضوع الأول.. وقد يتركه ثانية قبل أن يستوفيه وينتقل إلى موضوع جديد… وهكذا. فكتابه "الحيوان" مثلاً لم يقتصر فيه على الموضوع الذي يدل عليه عنوان الكتاب.. بل تناول بعض المعارف الطبيعية والفلسفية.. وتحدث في سياسة الأفراد والأمم.. والنزاع بين أهل الكلام وغيرهم من الطوائف الدينية.. كما تحدث في كتاب الحيوان عن موضوعات تتعلق بالجغرافيا والطب وعادات الأعراب وبعض مسائل الفقه … هذا عدا ما امتلأ به الكتاب من شعر وفكاهة تصل إلى حد المجون بل والفحش.

فكل فصل من الفصول -كما يقول foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? أمين عن كتاب البيان والتبيين- "فوضى لا تضبط، واستطراد لا يحد… والحق أن الجاحظ مسئول عن الفوضى التي تسود كتب الأدب العربي، فقد جرت على منواله، وحذت حذوه، فالمبرد تأثر به في تأليفه، والكتب التي ألفت بعد كعيون الأخبار والعقد الفريد فيها شيء من روح الجاحظ، وإن دخلها شيء من الترتيب والتبويب.. والجاحظ مسئول عما جاء في الكتب بعده من نقص وعيب، لأن البيان والتبيين أول كتاب ألف في الأدب على هذا النحو وأثر فيمن جاءوا بعده.. وأوضح شئ من آثار الجاحظ في كتب الأدب إذا قورنت بالعلوم الأخرى الفوضى والمزاح ومجون يصل إلى الفحش أحيانًا.

وقد أوضح الجاحظ في "الحيوان" أسلوب تأليفه للكتاب قائلاً : "متى خرج -القارئ- من آي القرآن صار إلى الأثر، ومتى خرج من أثر صار إلى خبر، ثم يخرج من الخبر إلى الشعر، ومن الشعر إلى النوادر، ومن النوادر إلى حكم عقلية ومقاييس شداد، ثم لا يترك هذا الباب ولعله أن يكون أثقل والملال أسرع حتى يفضي به إلى مزح وفكاهة وإلى سخف وخرافة ولست أراه سخفًا".

ويبدو أن عدم ثقة الجاحظ في القراء على وجه العموم كانت سبباً في سلوكه هذا السبيل… فهو يقول: "ولولا سوء ظني بمن يظهر التماس العلم في هذا الزمان، ويظهر اصطناع الكتب في هذا الدهر لما احتجت إلى مداراتهم واستمالتهم، وترقيق نفوسهم وتشجيع قلوبهم -مع فوائد هذا الكتاب- إلى هذه الرياضة الطويلة، وإلى كثرة هذا الاعتذار، حتى كأن الذي أفيده إياهم أستفيده منهم، وحتى كأن رغبتي في صلاحهم رغبة من رغب في دنياهم"

والأسلوب أحد المميزات الكبرى التي تمتع بها الجاحظ، فهو سهل واضح فيه عذوبة وفكاهة واستطراد بلا ملل، وفيه موسوعية ونظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع. والجاحظ بهذا الفكر الذي يعلي من شأن العقل، وهذه الثقافة المتنوعة الجامعة، وهذا العمر المديد بما يعطيه للمرء من خبرات وتجارب، وهذا الأسلوب المميز: استحق مكانه المتميز في تاريخ الثقافة العربية بما له من تأثير واضح قوي في كل من جاءوا بعده. أما ما يؤخذ عليه فهو ما يؤخذ على المعتزلة عمومًا


وفاته
ويتحدّث كتّاب السير عن نهايته الحزينة في عام 868 م الموافق لسنة(255) هـ وقد نيف على التسعين سنة. واسمه أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي البصري، وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب الجاحظية.وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما سقطت الكتب التي أحبّها عليه في البصرة

سامي المشكور
23-04-2010, 09:43 AM
اخي فارس الهيجاء
مجهود رائع وجميل
لك خالص ودي

فارس الهيجاء
20-01-2011, 06:59 PM
تسلم الايادي خادم على هذة الموسوعة الرائعة من كوكبة الشعراء


تحياتي