تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عاجل: لم يمت أحدٌ الليلة



عراقيه غيوره
10-03-2010, 06:51 AM
أنْ تدجَّن ، أن تعود كائنا اعتياديّا ، كالآخرين ، ..
الرعاع ، الرُعناء ، منْ حين يجدون جسداً وفراشاً وطعاما ، ..
يركلون الأديان والقيم والحضارات ، ويلعنون الذين لن يناموا أو يموتوا تلك الليلة ..

أن تصبح مشفقاً على جلّادك ، حنيّاً ، ..
حانياً عليه ، رؤوفاً بيده الساقطة بالسوطِ على ظهرك ، ..

أن يحزنك سهره من أجل التخطيط للقضاء عليك ، أنْ تودّ لو نام ، ..
تبتهل إلى الله أن يفرّج همّه ، يزيل غمّه ، واللذان بالطبع .. ليسا سواكـ

أن تروّض ، أن تغدو كلباً مسنّا ، خنزيراً بلا أنياب حادّة حتى ، ..
حماراً هرماً ، تعاقبت عليه الركوبات والأسفار ، أن تغدو ديكاً أبحّا أعرجاً مريضا ، ..

أن تفكّر على هيئة: ما الذي حصّلت ، لا ماذا ستحصّل ، ما الذي بقي ، ..
ما الذي يمكن أن أنجو به ، أن تنسى المكاسب ووفرتها ، لتفكّر كيف تقلّل خسائرك الوفيرة ..

هذا هو ما منحتنيه هذه المدينة اليوم ، ..
لقد توجّهت إلى الله ، توجّهاً قطيعيّاً ، حتى الدعاء .. لا بدّ أن يكون معهم.

لم أستشعر أنّني أرتّل الدعوات لسيّدي "وليّ الأمر" ، ..
أنّني أمدّ يديّ مع بقيّة الخانعين ، توسّلا إلى الله ، ..
أن يهب أولئك الذين لا يملكون الوقتَ ليدعوه ، أن يمنحهم ما يريدون.

إنّهم هنا ، يدعون لهم بوفرة ، إنّ كبار مفسدي المدينة هنا وصالحيها ..
لا يطيقون أن يمدّوا أيديهم إلى أحدٍ ، ولو كان الله ..
لذلك ، لديهم الكثير من الأبواق المأجورة ، ممن يشغلون وظيفة معقّبين بينهم وبين الله ، ..
بينهم وبين مخطّطاتهم في الجنّة ، بينهم وبين حجز مقاعدهم في الفردوس الأعلى. وتجهيز إقامات أعدائهم ، مخالفيهم في دهاليز الجحيم ..
والبلد هذا ، المدينة هذه خصوصاً ، ..
وأخرى غيرها ، تهبهم الكثير من هذه الفئات.

هذه الظهيرة ، لعنتني كثيراً ، ..
أحسست برغبة في أن أقول: آمين ، بخشوعٍ غير ذي ثورة ، ..
كالذي "كان" ينتابني كلّما صاح بوق: أعن وليّ أمرنا. أن أصرخ بداخلي: أعنه علامَ ، ..
على ذبحنا ، سحلنا ، قتلنا ، نهبنا ، غصبنا ، محوِ أمرنا ، علامَ يعينه أيها الرجس المرجوس ..

هذه الظهيرة ، كدت أقول آمين ، كدت أساير المسجد الضاجّ بالخشوع الرسميّ المفتعل ، ..
تحت برودة التكييف الأمريكيّ ، على الموكيتِ الصينيّ ، أن أقول له: أعنه ، نعم أعنه ، دون أن أسأل ، أن أصرخ: علامَ يعينه ..
بالصدق ، لم أقل: آمين ، إلا أنّ المُرْبك ، أنّني لم أقل: لا ، لا ، أيها البوق اسكت ، انكتم أيها البوق ، هذه المرّة .. اكتفيت بالصمت !

الصمت ، لشاهد الجريمة .. جريمة !
هكذا ، وإلا فإنّ الخيانة تُسربل كلّ الأسوياء ، ..
من يعرف القاتل ، ويرى دم المقتول ، ثمّ يصمت .. ينبغي أن يقتل ، أن يسحل ، ..
أنّه يحبّ أن تشيع الغيلة في البشريّة ، إنّه يتستّر ، إنّه يرعى الجريمة ، يباركها في المدينة !

لا تصمت يا رفيق ، اصرخ ، نادِ على أيّ أحد ، أومئ على الأقلّ ، ..
أن تصمت ، وأنت تعرف الحقيقة ، ألعن ألف مرّةٍ من أن تصرخَ بالباطل !

هذه المدينة ، تشعرني بالتدجين ، بالمظهريّة ، بالثياب المنشّاة ، بالوجوه الزائفةِ المزوّقة ، بالمراكب الفارهةِ جوار الأقدام الحافية ، ..
بالشمس على الوجوه .. بينما يخيّم الظلام في القلوب ، إنّها تمنحني كتلة من الإسمنت على قلبي ، تزفّت مسارب روحي ، ترصف دروب صدري ، ..
تحيل ثقافتي السخيفة ، لسجائرَ من فئة هابطة ، لمنفضة ، لمناديل غير صالحة للاستخدام ، لأوراق صحف مهترئة ، لعبوّات فارغة ، تضجّ ، ولا تمتلئ بشيء !

الجمعة هذه ، تشعر أنّكَ لا تساوي شيء ، ولا بصقة حتّى ، ..
ولا ذبابة بقدم وحيدة ، ولا وحيداً بلا قرنٍ ولا مأوى ، تشعر بكونك زائداً على العالم ، ..

لم ترد فلسطين في قائمة الدعاء الأخير من الخطبة ، سوى آخرا ، لقد جعلوها في الذيل ، ..
حتى في الخطبة يتذكّرها الإمام/البوق/جهاز التسجيل أخيراً ، بعد أن يدعو الله برخص الأسعار ، وتوفير الخبز والأرزّ ، ..
وفتح المطارات ، والحجوزات من أجل قضاء إجازة ممتعة في سهول النمسا ، قال له ، لله: والقدس .. إنّها جيّدة !

هذه المدينة .. مترعة بالخنوع ، ..
كلّ شوارعها موحلة بالجبن والكبرياء
أرذل أمرٍِ .. أن تكون جباناً مستكبرا !

أن تكون جبانا .. رذيلة ، أن تكون متعالياً بجبنكَ .. أرذل منها ، ..
أن تجمع الرذيلتين .. هو أن تكون قاطنِ ذي المدينة ، ثم ترضى ما رضيه أهلها لأنفسهم.

الجبن والكبرياء ..
أمثولة النعاماتِ الهزيلة !

النظّارات السوداء ، تخفي الأعين ، لكنّها تكشف زيف القلوب ..
تكشف خنوعاً يطوّق كلّ شيء ، كلّ شيء هنا ، يمتزج بالخنوع ، لقد تعب الذي ظلّ يمزجه بهم كثيرا !

يخافونَ الآخرينَ ، أن يشهدوا الخنوع ، أن يبصروه يترقرق في أعينهم ، ..
والعمالة المنسحقة بالحرّ والعبوديّة ، تدعو الله كذلك: آمين ، ..
تؤمّن على مزيد من عبوديّتها وانسحاقها واستغلالها ، ..

أي الأديان هذا الذي يحيل إنساناً ينام بقدر عمل إنسان آخر ، ..
ثمّ يأخذ النائم عشرة أضعاف العامل القائم في الحرّ والظهيرة والعناء وذكريات العائلة البعيدة ، ..
يسأل المعلّم الطفلَ أين أبوك ، فيردّ: هناك .. في بلد الحرمين الشريفين ، يتنهّد الفصل أجمع ، أمنيةَ أن يكونوا كلّهم هنا ، ..
أرجوكم .. لا ، لا ، لا تأتوا ، يكفيني عذابا !

هذه الجمعة ، ..
مرّ الإمام على الكثير ممّا يهمّ الأمّة في هذا الصيف الملتهب ، التكييف ، المنتجعات ، السفرات والإقامات ، الولائم والزيجات ، الدعوات والنجاحات والسقوط ، ..
طالبهم أن لا يرهقوا ظهر الحكومة باستخدام التكييف كثيرا ، طالبهم أن لا يشغلوا أسطول الحكومة الجويّ بالسياحةِ مديدا ، طالبهم أن يشجّعوا السياحة الداخلية ، ..
اليوم ، اكتشفت أنّ من مهمّة الخطيب أن يكون مروّج بضائع ، أن يكون موظفاٌ من وزارة السياحة والآثارِ والدعاية والإعلانِ والكهرباء ، من أي مكانِ ووزارة ، ..
إلا أن يكون من وزارة الشؤون الإسلاميّة والأوقافِ والآثار ، لأنّ بلدان السياحة التي حضّ عليها ، لم يكن بينها بلدٌ إسلاميّ واحد ، إلا إن قصد بمدريدَ .. قرطبة !

أيتها المدينة المدجّنة ، أدرك أنّي طفل ، غريبٌ ، ووحيد ، أعرف حجمي ، ..
لكن أقسم لكِ ، لو وضعتِ يدكِ على كتفي مرّة أخرى ، كي أستقيم في طابور خانعيك ، لأقطعنّها ، ..
أرجوكِ ، ما تعوّدت رتابةَ الطوابير أبداً ، مذ عرفتُ أنّ بغدادَ ، تسمّى مدينة السلام – سابقا - !
.

وردة بغداد
10-03-2010, 07:32 AM
عندما انظر ألى موضوعك أيتها ألرائعة
فأصفق لك بأيدي قلبي لابأيدي جسدي
وأحي أحرفك ألتي مكثت في قلوبنا
وأستقرت في عقولنا
لما تحمله من تفسيرات جميلة ورقيقة
أيتها ألرائعة بذاتك وبشخصك وصفاتك
سلمت وأدام الله علينا نبضك ألهادئ
كوني بخير لكي نكون معك
لكي ألحب وخالص تحياتي
وردة بغداد

عراقيه غيوره
10-03-2010, 01:03 PM
عندما انظر ألى موضوعك أيتها ألرائعة
فأصفق لك بأيدي قلبي لابأيدي جسدي
وأحي أحرفك ألتي مكثت في قلوبنا
وأستقرت في عقولنا
لما تحمله من تفسيرات جميلة ورقيقة
أيتها ألرائعة بذاتك وبشخصك وصفاتك
سلمت وأدام الله علينا نبضك ألهادئ
كوني بخير لكي نكون معك
لكي ألحب وخالص تحياتي
وردة بغداد




عندما ارى اسمك في مواضيعي اعرف انكي كتبتي لي كلام جميل ورائع كروعتكي

اشكركي كثيرا على هذا التعبير ولكي مني ارق التحايا يا ورده الجميله

آمـاني
10-03-2010, 03:31 PM
كم هو جميل موضوعك اختي عراقية
انتي مبدعه ومتألقة دمتي بهذا العطاء المزدهر

تحياتي لك

نور الشرق
10-03-2010, 04:57 PM
ليس بجديد على اختى عراقيه هذا الابداع

وهذا التميز فى الاختيار

كل هادف ومهم ومفيد

دمتى كما عاهدتك دائما صاحبة الاسلوب والكلمات المميزه

خالص تحياتى للغاليه عراقيه الورده

عراقيه غيوره
11-03-2010, 08:22 AM
نور الفرات شكرا لكي على هذا المرور العطر
وتحياتي لكي

المهندس علي
11-03-2010, 09:04 AM
هذا هو حالنا الان هذا ماكتبه لنا القدر المحتوم
ان نكون على هذه الهيئة التي نراها اليوم
كم جميل ان تعود تلك الايام الزاكيات وينجلي
عنا كل الغموم والهموم واثار الدمار التي
خلفها الاشرار والمشعوذون والدجلة
شكرا لك ياعراقية حقا انك غيورة
انت غيورة بكل شيء والاهم فيك روح
الوطنية وروح العاطفة على بلدك وغيرتك المميزة
تقبلي خالص التحايا وارقاها

بلسم الروح
11-03-2010, 09:44 AM
حياك الله اختي الغيورة

موضوع ينبض بالحس الوطني

احيي فيك تلك الروح التي لاتكمن الا في اجساد

الاصلاء الشرفاء الغيورين

نعم تلك هي العراقية الغيورة

وتلك هي كينونتها ابية شامخة معطاء لكل ذي

اصيل ورائع حماك الله ايتها الغالية

ورعاك من كل مكروه

لا حرمنا روعة واصالة ماتنثريه بين احبتك

تحياتي

عراقيه غيوره
13-03-2010, 05:53 AM
المهندس علي
اختي بلسم الروح شكرا لكم على هذه المشاعر الراقيه

والابداع يعود لكم جميعا

تحياتي لكم