المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَحِيْبٌ عَلَى سَرِيْرِ أُنْثَى



حيال محمد الأسدي
18-02-2010, 02:10 PM
نَحِيْبٌ عَلَى سَرِيْرِ أُنْثَى


(1)


عَوِيْلٌ أَسْمَعُهُ
فِي آخرِ الجَسَد
وَ هَسِيْسُ وَجْدٍ
مِثْلُهُ مَا وُجِد
تَبْكِي التُخُوْمُ
مَرَارَةَ وَجَعٍ
وَ فَجِيْعَةَ حَرَائِقٍ
جَمْرُهَا اتَّقَد
يَتَّسِعُ اللَّيْلُ بِوَحْشَتِهِ
كَقُطْبٍ آخرالكَوْنِ انْجَمَد
وَ وَجْهُكِ قَمَرِي
فِي كَبِدِ المُنَى صَعَد



(2)


لا مَسَاس
سَأَنْزَعُ رُوْحِي
فِي لَجَّةِ حُبِّكِ
حَتَّى ثَمَالَةِ الحَوَاس
فَأَنْتِ لِي أَمِيْرَتِي
وَ لَوْعَةِ النَبْضِ وَ الإحْسَاس
وَ مَهْمَا أَخْفَيْتُ حُبَّكِ
وَ اجْتَهَدْتُ فِي التَوْرِيَةِ وَ الجِنَاس
فَهَوَ فِي حَرْفِي شَامِخٌ
وَ وَاضِحٌ لِكُلِّ النَّاس



(3)


ذُهُوْل
وَ حُمَّى
وَ جَسَدٌ
حَاصَرَهُ الذُبُوْل
أَنْتَظُرُكِ كُلَّ لَحْظَةٍ تَأتِيْن
وَ أَنَا إلَى اللُّقْيَا عَجُوْل
وَ حُلُمِي مَا تَرَاجَعَ يَوْمَاً
أَنْ لِقَائِي بِكِ سَيَطُوْل


(4)


مَلاكٌ مُدَلَّل
مَوْشُوْمٌ بِنَقْشِ عَنْبَر
مَدَّ جَنَاحَيْهِ
علَى أَدِيْمِ الرُّوْحِ
فَمَلَكَ الحَوَاسَ
وَ عَلَيْهَا سَيْطَر
مَوْتٌ فِرَاقُهَا
مَسَرَّةٌ لِقَاؤُهَا
مَحْمُوْمٌ حَرْفُهَا
بَغَنَجِ الأنَاث
مَخْمُوْرٌ رِيْقُهَا
بِجَمْرِ اللِّثَاث
يَا حَبَّةَ القَلْبِ
قَبِلْتُ التَحَدِّي
وَ أَعْدَّدْتُ عَسَاكِرِي
لِهَزِيْمَةٍ مُبَارَكَةٍ
عَلَى تُخُوْمِ أُنُوْثَتِكِ
وَ سَأُسَلِّمُكِ لَهْفَةً كُبْرَى
وَ سِرَّ خَرَائِطِي
وَ أَكُوْنُ مُرَافِقَكِ اللَّصِيْق
وَ حَامِلَ أَخْتَامِكِ
وَ وَزِيْرَ أُنُوْثَتِك الأَنِيْق
وَ وِعَاءاً لِجَمْعِ الشَهْدِ
حِيْنَ يُفَاجِيءُ شَفَتَيْكِ الحَرِيْق




(5)


هَل تَعْلَمِيْنَ
يَا مَبْضَعَ جُرْحِي
أَنَّنِي أَحِسُّكِ
أَعِيْشُكِ
أَحِسُّ بِأَنْفَاسِكِ
تَلْفَحُ وَجْهِي
وَ تَسْتَفِزُ رُجُوْلَتِي
لَكِنَّكِ
تُقِيْمِيْنَ فِي عَلْيَائِكِ
وَ تَتَجَاهَلِيْنَ اسْتِغَاثَاتِي
وَ تَتْرُكِيْنَ لِلإهْمَالِ
خَجَلَ رَسَائِل دَعَوَاتِي


(6)


لَذَّةُ سَمَر
وَ لَهْفَتِي إلَيْكِ
كَلَهْفَةِ المَطَر
حِيْنَ يُعَانِقُ بِحُنُوٍ
أَرْضاً وَجْدُهَا اسْتَعَر
تَعَالَي يَا مُنْيَةَ الرُّوْحِ
وَ كُوْنِي رُوَاءاً لِلنَهَر
يَهْنَأُ اللَّيْلُ بِتَوَحُّدِنَا
إذَا مَا بِوَهْجِنَا انْتَحَر
أَشْتَهِي مَوْتاً علَى صَدْرِكِ
طَيْراً شَمَّ عِطْراً وَ سَكَر
حُبُّنَا أَضَاءَ الكَوْنَ
وَ علَى أَدِيْمِ بِهْجَتِنَا انْهَمَر
وَيْحَ الشِفَاهِ يُسْكِرُهَا مَصٌّ
فَتَرْتَخِي وَ يُحْكِمُهَا الخَدَر
وَ تُرْبِكُ الرُّمَّانُ لَمْسَةٌ
فَيَجْفُلُّ كَرَعْشَةِ الوَتَر
يَا سِحْرَ الأُنُوْثَةِ رِفْقاً
وَ تَسَاقَطِي غَنَجاً
سَاعَةَ السَحَر


(7)


لا نَارٌ هُوَ النَزْفُ
وَ لا مَاءٌ تَوَضَّأَ بِهِ الحَرْفُ
هُوَ حَيْرَةٌ
مَعَهَا النَبْضُ يَصْطَّفُ
لأَنَّكِ سِحْرَ إنَاثٍ
فِيْكِ الطَعْمُ مُخْتَلِفُ
سَيَبْقَى اليَرَاعُ شَاخِصاً
طِوَالَ اللَّيْلِ يَرْتَجِفُ






(8)


مَسْكُوْنٌ أَنَا بِالحُلُم
أَغْتَسِلُ بِالحَنِيْن
وَ مَا تَيَسَّرَ
مِنْ تِمَائِمِ الإشْتِهَاء
أَتَوَحَّدُ مَعَ لَهْفَتِي
وَ بَقَايَا عِطْرِكِ
الَّذِي انْدَلَق
علَى فَجِيْعَةِ جُوْعِي
ذَاتَ شَبَق
يَتَشَرَّبُ فِي دَمِي
هَسِيْسُ أَنْفَاسِكِ
فَيُشْعِلُنِي
وَ أَتَلاشَى
تَسَابِيْحَ نَشْوَةٍ
وَ صَهِيْلَ رُجُوْلَة
فَاجَأَهَا الشَبَق


حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي

مريم جبران عودة
18-02-2010, 02:33 PM
باسقاتُ المفرداتِ تنجلي شعراً

والمضمونُ له من ترانيمِ الذاتِ نصيب





وأنثى تألّقَتْ ما بين الأحرفِ شهقاً

أتبعَهُ من تلافيف الإرتقاء لهيب




~~~~~~~~~~


الأخ الفاضل حيال محمد الأسدي

أهلاً بكم تنيرون صفحات الفرات

وتروون خواطره بعذبِ منهلكم



تقديري واحترامي


مريم عودة

بلسم الروح
18-02-2010, 04:57 PM
اخي الغالي
اجدني عاجزة عن تسجيل إعجابي
بتلك الكلمات التي فاقت الوصف بالتعبير والاتقان
ولو بحثت في ابجديات البلاغة
وصفحات القواميس ... وكلمات الشعراء
لن أجد ما يفي بمبدع جديد تألق في سماء الفرات

شكرا لك ... وأكثر على هذه الإبداعات

تحياتي واحترامي

فاضل الحلو
18-02-2010, 07:11 PM
واللحن الموزع





في وتر




الوريد



يتلوك



الحكايا





الرائع حيال





كانت مجموعه حكايا



نزفها قلمك



عجزت اناملي عن مجاراتها





مودتي لروحك

حيال محمد الأسدي
22-02-2010, 08:45 PM
أَنْتِ يَا أُنْثَى الحَنِيْن
وَ سِحْراً نَثَرَ خَدَرَهُ
فِي لَهْفَةِ الوَتِيْن
هُوَ حَرْفِي بُؤْسٌ
عِنْدَمَا لا تَأتِيْن

مَرْيَم


التَفَاعُلُ مَعَ الحَرْفِ فَنٌ

لا يُجِيْدُهُ كُلُّ مَنْ يَمُرُّ
وَ وَجَدْتُكِ فَذَّةَ التَفَاعُلِ
شَفَّافَةَالنَبْض






مُرُوْرُكِ عِطْر
وَ فَخَامَةُ تِبْر


مَوَدَّتِي